فن تشكيلي
قد يسأل سائل عن اهتماماتنا بتقديم هذه النماذج الجمالية من لوحات الفن التشكيلي على الصفحة الثقافية لصحيفة 14 أكتوبر ، ونقول إنها نماذج فنية على أكبر قدر من الأهمية في الإبداع الفني في بلادنا ، ونحن لانختار اللوحات الفنية التي تقود المتلقي إلى متاهات المدارس اللاعقلانية والغامضة والتجريد الحديث ، أي أن اللوحات التي نقدمها تجمع بين الفن التشكيلي الحديث وعبقرية الفنان اليمني والجماليات البصرية المبهرة والسبب في ذلك هو حرص صحيفة 14 أكتوبر على تطوير حركة الفن التشكيلي اليمني وتقديم أكبر قدر من اللوحات الفنية التي تدعم كل فنان تشكيلي يمني ، وكذلك تقديم روائع الفن العالمي في صورة ميسرة جميلة بعيده عن الطلاسم التقنية والمذاهب الغارقة في الذاتية واللاشعورية ، وما وراء الطبيعة وغياهب الأحلام والتيارات الغربية التي أتت بها تعقيدات المجتمع الأوروبي ، إن لوحاتنا التشكيلية والتي نعرضها على الصفحة الثقافية هي أشبه بسلة ورود متنوعة من فروع الفنون الجميلة من فن النحث والزخرفة وفن العمارة والغناء والرقص والموسيقى والفنون الشعبية الأخرى ، ونحرص على تقديمها إلى قرائنا بصورة مشوقة تحمل الثقافة العالية والحديثة ، ونقدم الرائعة الفنية على نفس المستوى من اليسر والوضوح ولهذا ركزنا في استعراضاتنا لروائع الفن اليمني على مدى السنوات الماضية والتي ازدهرت فيها حركة الفن التشكيلي وقيام المعارض الفنية المتنوعة في مختلف محافظات الجمهورية ، كما قدمنا نبذا عن حياة الفنانين التشكيلين اليمنيين الذين يحظون بتلك المواهب الفذة والأساليب الجمالية المبهرة . وموضوعنا اليوم عن الفنانة التشكيلية اليمنية الهام العرشي والتي بعثت لنا بلوحات جديدة من لوحاتها الفنية التي ستقدمها لنيل شهادة الدكتوراه من المعهد العالي للفنون بموسكو هذا العام 2007م . [c1]ملمح إنساني متطلع للمستقبل[/c] الفنانة التشكيلية الهام العرشي ، عشقت الفن التشكيلي منذ نعومة أظافرها وأخذت تسعى إلى التجديد بعد دراستها الأكاديمية ، حيث بدأت معظم أعمالها تتحول بشكل مستمر من تعقيدات معالجة السطح التصويري باللمسات المتداخلة والمتراكمة والمحددة في قسوة العلاقة والتناقض بين الظل والضوء ، فقد سعت إلى تبسيط أعمالها الفنية حتى تكون واضحة للمشاهد ، إذا ترسم اللوحات الفنية ذات الملامح والأشكال التي تحمل الفانتازيا اللون والأشكال والزخرفة الملونة على السطح تحولاً ليس طفرياً قد ماهو واع بلغة الشكل ، مبتعداً عن المباشرة في عملها الفني للوحة . الفنانة الهام العرشي ، تميل إلى رسم الطبيعة اليمنية كما هو واضح في لوحاتها أشجار النخيل والتي استوحتها من زيارتها لمدينة الحديدة وادي مور حيث تشتهر هذه المنطقة اليمنية بزراعة النخيل ، ولوحاتها الثانية للقلعة صيرة في منطقة كريتر بعدن حيث نجد الشاطئ والنوارس وقلعة صيرة التاريخية من أهم القلاع اليمنية التاريخية وهي أيضاً معلم سياحي تشتهر به منطقة كريتر ولوحاتها الثالثة القارب ، حيث رسمت باللون الأزرق البحر وبلون السماء وهذا خير دليل على حبها للطبيعة اليمنية وهي فنانة تشكيلية ترفض القيود والحدود ، وعملت بمهارة وبأداء واع بلغة الشكل والرؤية البعيدة ، وقد أتاحت لها الظروف السياسية والديمقراطية حرية التعبير الفني ، فأخذت ترسم بحرية الفنان التشكيلي وتعبر بريشتها الرقيقة عن حرية الكلمة في ظل قيادة الوحدة اليمنية المباركة ، واستطاعت فرض رأيها على عملها الفني والثقافي والأدبي في لوحات قدمتها في معارض يمنية ودولية ، وجاءت لوحاتها جميعها مشحونة بالنبض الإنساني ، كما جاءت تنبض بالحرية . أما عن لوحاتها في فن العمارة اليمنية فهي مستوحاة من الفن المعماري الإسلامي والزخرفة اليمنية للقمرية اليمنية ، إضافة إلى الفنون الشعبية ، وقد استوحت بحواس الفنان تهدر بالتعبير الفطري اليمني ، أو بتحول لونها الذي وضعته على لوحاتها الفنية بريشة تهمس للمتلقى مستوى تذوقها الجمالي للفن التشكيلي الراقي .. وهذا الهمس الشاعري الراقي ، وهذه الأفكار والأساليب الصياغة ، مايجعل أنتاجنا تبدو متعددة الهيئات والأساليب والصياغات ، برغم ما يربطها جميعها من روح واحدة إنسانية شاعرية النكهة وهذا ليس غريباً على الفنانة التشكيلية الهام العرشي وهي تعمل حالياً على الحصول على شهادة الدكتوراه من المعهد العالي للفنون بموسكو من اجل تطوير مستواها الفني الأكاديمي . صحيح أن معظم لوحاتها الفنية جمعت بين السريالية والميتافيزيقية وحتى التجريد في توليفة واحدة ، جميعها ناتجاً عن الوعي بها والاستيعاب الهاضم لمعطياتها ، وهي تقصد بهذا أن تختار مواضيع ذات طابع إنساني وليس بهدف التصوير للطبيعة اليمنية فحبه لليمن قد امتزج بدمها فجاءت لوحاتها تلقائية مشبعة بحب اليمن ، بوطنيتها وإيمانها بوحدة اليمن وسعيها نحو تطوير حركة الفن التشكيلي اليمني وبناء صرح ثقافي وفني متين . [c1]الطبيعة اليمنية مصدرها الفني[/c] رسمت الفنانة التشكيلية الهام العرشي العديد من اللوحات الفنية المستوحاة من الطبيعة اليمنية ، ومن خلالها اثبتث الفنانة التشكيلية الهام العرشي المحور الرئيسي في أعمالها كلها أهمية الإنسان اليمني وحبه القوي لوطنه ومجتمعه والمحافظة على البيئة اليمنية خالية من التلوث ومحاربة العنف ضد المرأة والطفل ، وذلك من خلال لوحاتها الرائعة والتي تمتلئ بمشاعرها الرقيقة ورغباتها وأحلامها الشاعرية وحضورها الفني في أعمالها التي تعكس فكرة حبها للطبيعة اليمنية والتي هي مصدر أعمالها الفنية والتي تعكس فكرها ، حيث نجد المضمون الإنساني بسيطاً بينما اختلفت البناءات وتنوعت فقد بدأت في مجموعتها الأولى وهي فن المعمار اليمني هندسية صارمة.وانتشرت المثلثات والمربعات لتملاً السطح كله ، كبيوت وأبواب ونوافذ وقلاع ، مثل قلعة صيرة والصهاريج وصنعاء القديمة ، وجميعها لوحات تبض بالحياة وحب الوطن ، وقد بدت ذات حس تعبيري عال ، مؤكداً تلك السمة الأساسية التي تتمحور حولها تجربة الفنانة كلها ، كلما تعددت طرق الأداء ، أو اختلفت أساليب الصياغة وهي إن الإنسان بهيئته كما هي ، أو تحولت أو بقيت أثاره انفعالاته في هيئات لونية مجردة ، وسواء جاءت لتملئه الفراغ الشامخ الذي يحيطه كمجهول ، او تزاحمت هذه العناصر والمفردات فإن فنانتنا ظلت دائماً حاضرة في قلوب المحبين لفنها الراقي .