الفنانة الكبيرة فتحية الصغيرة وحكاياتها مع الفن والحياة والزمن (الحلقة الثالثة والأخيرة)
لقاء/ سلوى صنعاني :نتواصل مع الفنانة الكبيرة فتحية الصغيرة في حديثها عن مشوارها الحياتي والفني وقد سردنا تفاصيل الحلقة الثانية التي تضمنت رصيدها الفني من أغان وثقتها مكاتبنا الصوتية والمرئية والحفلات واللقاءات التي جمعتهما والفنان الكبير أحمد بن أحمد قاسم ورحلتها إلى القاهرة وتفاصيل لقاءاتهما الشخصية والفنية ومازال الحديث معها مليئاً بالشجون والمفاجآت الصاخبة ومحطات حياتية وفنية جمعتها معه ومع فنانين من عمالقة الفن اليمني..عادت الفنانة فتحية الصغيرة من رحلتها السياحية إلى القاهرة بعد أن حققت نجاحاً وانجازاً فنياً رائعاً... عندما سجلت أغنيتها الشهيرة “ ياطالعين الجبل” في إذاعة صوت العرب وأجيزت كمطربة من الدرجة الأولى وظل حب احمد قاسم لها يكبر معها حتى وهو بعيد عنها حيث خلفته في القاهرة وهو يصور فيلمه الشهير “ حبي في القاهرة” عادت من جديد إلى حضن الوطن والأسرة لتزاول عملها في البنك العربي من جديد سعيدة بتلك الطفرة التي قفزت بها من نطاق اليمن إلى المحيط الفني العربي لتحدثنا عن اثر الأستاذ الشاعر والفنان لطفي جعفر أمان عليها وأغنيته المشهورة “نهايته إيش”.[c1](نهايته إيش)!!؟ وأثر لطفي عليها !![/c]تحدثت عن الشاعر الكبير لطفي جعفر آمان الذي كان يحيطها بحنانة ورعايته باعتباره استاذاً لها ومعلماً وموجهاً. إذ كانت تجمعها به علاقة حميمة وتعلمت منه الدقة في تنظيم وتدوين يوميات حياتها بأدق التفاصيل بحرص مع تدوين المكان والزمان وفي الثانية عشرة من عمرها غنت له أغنية “ ماكانش ظني” من كلماته والحانة وكان اول لحن يلحنه، فالأستاذ لطفي جعفر آمان لم يكن شاعراً واديباً فقط بل كان فناناً ذا حس رفيع المستوى في سماعه وملحناً وعازفاً على آلة العود.ارتبطت به كفنان واديباً وإنسان وكانت تردد عليه زائرة منزله الكائن بالقطيع وكان غالباً مايحدثها عن حياته وأسفاره ودراساته في السودان.وحين تغيب احياناً أو تتخلف عن هذه الزيارة العائلية يأتي بسيارته ويدخل على مديرها ليستأذن لها وكان آنذاك محمد علي بشناق هو مدير البنك العربي الذي تعمل فيه وتقديراً لمكانته الأدبية والفنية كان المدير يأذن لها بالانطلاق مع أستاذها لطفي إلى منزله قبل انتهاء الدوام الرسمي للعمل.كان زميل عمره الفنان احمد بن احمد قاسم قد أباح له مدى حبه وتعلقه بها وكلفه بإقناعها بالزواج منه . وكان يسألها دائماً هل تحبي احمد؟ فتجيب بلطف ومن مايحبش احمد قاسم الفنان المبدع وتكررت الجلسات ومع تكرر السؤال .. اضطر في إحدى الجلسات إلى ان يبوح لها بحب احمد ومعرفته بهذه العاطفة ولم تستغرب ولكنها شرحت له موقفها والظروف الاجتماعية التي تحول دون هذا الزواج في ذلك الوقت لان شاباً يعمل معها في البنك قد تقدم لخطبتها حينها كانت تفكر في مواصلة دراستها ومشوارها الفني.في مطلع العام 66م طارت الى القاهرة في رحلة سياحية وصديقاتها وكان أستاذها لطفي قبل الزيارة قد أوضح لها الموقف الجلي لعواطف احمد تجاهها وكان ردها كالمعتاد بأنها لاتريد ان تبني سعادتها على حساب الآخرين وأخبرته بان هذا الحب (نهايته ايش ؟!!).عندما علم الأستاذ لطفي بسفرها إلى القاهرة طلب منها ان تحمل رسالة إلى صديقه الفنان احمد بن احمد قاسم وحاولت الاعتذار بأنها لاتريد الذهاب واللقاء به حتى لاتتعرض للإحراج، ولكنه صمم على إعطائها الرسالة واخبرها بان نصها مهم جداً وانه مرتبط بتصوير الفيلم. قال ذلك لأنه يعمل مدى تقديرها لما يقوم به احمد من جهود فنية تستحق الاحترام وهي من المتحمسين والفخورين بعمله هذا.أخذت الرسالة معها وطارت إلى القاهرة وعقب وصولها هاتفته بالهاتف فأتى طائراً على وجه السرعة إليها سلمته الرسالة التي فتحها احمد أمامها. وكانت المفاجاة إنها تضمنت أغنية بعنوان “ نهايته ايش” وبصورتها مرسومة بقلم الشاعر لطفي جعفر آمان الذي لحق بها هو وزوجته وابنه هديل لتلقي العلاج في مستشفي (عين شمس) وسكن في عمارة الممثلة سلوى محمود (حيث يسكن الممثل شكري سرحان).بينما ظل هو في القاهرة عادت هي إلى عدن وفي عدن كانت تنظرها مفاجاة مأساوية تحدث إلينا عن تفاصيلها وهي في دوامها الرسمي بالبنك العربي وتلقت من القاهرة برسالة تعزية من أستاذها لطفي أمان ومعلمها في الحياة في وفاة أخيها عازف الكمان والقائد للفرقة الموسيقية الحديثة التي كانت تضم كبار عازفينا اليمنيين في الستينات ومازالت محتفظة بهذه الرسالة إلى يومنا هذا ان لتروي تفاصيلها..[c1]مأساة الأسرة[/c]ذات يوم وهي تباشر عملها في البنك العربي سمعت ان سيارة تقل الفرق الفنية وبعض الفنانين تعرضت لحادث انقلاب وقد توجهت جموع الفنانين إلى محافظة أبين لإحياء حفلة لواحدت الجيش وكان أخوها علي ضمن المجموعة الفنية التي ضمت الفنان عمر غابة ونديم عوض والمونولجست فؤاد الشريف، عبد الكريم توفيق ،عوض احمد سالم، عبدا لله سالم عازف الكمان، وصلاح ناصر كرد عازف كمان ومحمد سالم النجار عازف القانون وغيرهم ممن سقطوا من الذاكرة سهواً وعندما علمت بالخبر اتصلت بأخيها علي فقيه عازف الكمان وقائد الفرقة آنذاك إلى مقر عمله في السوق المركزي وكان الرد انه غير متواجد في العمل وبأنه خارج المكتب، الأمر الذي غذى مخاوفها ووجدت نفسها تترك مقر عملها مسرعة إلى منزل الوالد المغفور له عبدا لله معروف باسندوة حيث كانت تقضي معظم أوقاتها في منزله بصحبة فوزية التي كانت الأخت الحبيبة بالنسبة إليها، ومن هناك اتصلت بمبنى الإذاعة للتأكد من صحة الخبر، فلم تجد إجابة شافية لفجعها حيث تحفظ الإخوة في الإذاعة على الخبر فعادت إلى منزل أسرتها في حارة القاضي، وصادف وجود احمد قاسم في عدن الذي أتى إلى منزلها ووقف في مؤخرة السلم وهو في حالة من الفزع والرعب يخبط على الباب ووالدتها واقفتان يسمعنا احمد وهو يردد بصوت عالي وموجوع” علي مات .. علي مات..” بعد سماعها هذه العبارة أغمي عليها ولم تقف الا والمعزون يحيطون بها وبأسرتها وقد عم الحزن القلوب والنفوس بانتظار وصول جثمان أخيها الفنان علي فقيه رحمه الله الذي توفي مع الفنان صلاح كرد يوم 1966/7/11م وقد ترك موته جرحاً بليغاً في وجدان فتحية وأسرتها وتتذكر ذلك اليوم بكل تفاصيله المؤلمة وتتذكر احمد يسلم وعزاؤه للأسرة حيث احتضن والدتها وقال لها “ أنا سأكون علي أنا ابنك الثالث” ووفى بوعده حيث كان دائم التردد على الأسرة .ظلت الأسرة في حزنها العميق لرحيل ابنها الفنان علي فقيه رحمه الله .[c1]وكان الزواج[/c]وبعد مضي عشرين يوماً .. جاء احمد ليطلب يدها من أسرتها واقنع أخاها الأكبر حسن فقيه والوالد عبدا لله معروف بأنه محباً لها .. ويريدها زوجة على كتاب الله وسنة رسوله. وكانت مترددة في الوقت الذي وافقت فيه الأسرة على المتقدم إليهم..كانت فتحية تبكي وتتخبط حتى ان المأذون الذي حضر لعقد قرانها قد ارهبه شكلها ودموعها وتساءل قبل ان يحضر وثيقة عقد القران فيما لو كانت دموعها تعبر عن رفضها.ولكن أخوها حسن أفصح للمأذون بأنها دموع الفرح.. وهكذا عاد الفرح وجلي الحزن عن أسرة محمد فقيه عبدالرحيم بعقد قران صغيرتها وتم ذلك في الثامن من أغسطس العام 1966م وبعد العقد همس في أذنها وهو يودعها فرحاً “ سأعلن حبي لك على الملأ وعبر شاشة التلفزيون”.وقد كان الفنان احمد بن احمد قاسم على موعد مع التلفزيون لحفلة ساهرة قد أعلن عنها قبل أسبوع من عقد قرانه ينتظرها المشاهدون.وظهر احمد على الشاشة ليعبر عن فرحته الكبيرة التي لاتحتويها سعة الكون كله وغنى: “نعم أهواك” أقولها حقيقة وأعنيهاوليش باخاف وأحاول اني أخفيهادا قلبي عمره ماتمنىولأذاق الهوى لولاكوكانت من كلمات الشاعر المعروف مصطفى خضر والحان احمد قاسم ومصطفى خضر كان يعلم مدى حب احمد لها ونظم الكلمات ترجمة لمشاعره ولقربه منه كانت الحفلة مرتقبة من الجمهور بشغف كبير خصوصاً بعد مشاهدته فيلمه “ حبي في القاهرة” ودعاهما بعدها الشاعر والأخ مصطفى خضر في ضيافة إلى منزله واسمعها كلمات قصيدته “بإيش احلف”:بإيش احلف بأي يمينتصدق أني في حبك ماخنت العهد ولابطرف العينعاشا معاً في بيت الزوجية ألكائن بعمارة طاهر في المعلا الدور الثاني.. وكانت وعد أول ثمرة لهذا الزواج في نوفمبر 67م التي الفت النوم في حضن أبيها وهو يغني لها حتى تنام وعند غيابه تفتح لها صوته عبر جهاز التسجيل لتنام ثم جاءت ورود ليلة 14 أكتوبر 68م،ثم إخلاص 1971/1/24م ووجدان في 1972/3/28م. وكان احمد اباً حنوناً لبناته وصديقاً لهن إلا انه توفى قبل ان يرى أحفاده في أثناء حياتهما الزوجية انتقلا من السكن في المعلا إلى منزل الأسرة بكريتر وهو المنزل الذي ولد فيه أحمد وعاش هناك حتى 1985/2/12م حيث غادرت إلى صنعاء للحاق بأحمد وبقيت البنات في المنزل مع أمها الغالية فطوم وأقلعت معه في فندق “رماده” وقد سافر إلى صنعاء للقيام ببعض الأعمال الفنية.واتت أحداث 13 يناير 86م وهي بعيدة عن بناتها وكذلك أبوهم ولاتستطيع وصف حالها وهي بعيدة عنهن .. بعد أشهر لحقن بها إلى صنعاء وعاشوا معاً في صنعاء واستقروا فيها.بعد وفاة الأستاذ احمد قاسم ضاق بهن الحال واسودت الحياة في عيونهن فقررن الرحيل إلى بريطانيا ولحقت ببناتها مكرهة لفراق بلادها التي تمسكت بها رغم كل العروض التي كانت أتيحت لها هي والأستاذ احمد في أثناء أداء أعمالهما الفنية في الخارج فقد كان أحمد قاسم يقول لها “ لا أطمع سوى ان تحمل جنازتي بأيدي أبناء بلدي” وقد كان الحلم الوحيد دون أحلامه الأخرى الذي تحقق له.عاشت مع أحمد أجمل أيام حياتها وحققا معاً نجاحات كثيرة في المحافل الفنية والحياتية.وعلى يده تتلمذت وتعلمت أصول الموسيقى مع أوائل المنضمين إلى معهد الفنون بحافون بالمعلا الذي أنشأه احمد قاسم بتكليف من وزير الثقافة الأستاذ عبدا لله باذيب، حيث كان يلقن الحاضرين قواعد ونظريات الموسيقى. ومعها كان الفنان الأستاذ محمد سعد عبدالله المؤلف والملحن والمطرب الذي تواضع وهو في القمة الفنية والتحق بالمعهد لمعرفة أصول الموسيقى العلمية وهي لغة التخاطب بين العازفين الموسيقيين العازفين على النوتة.وتتذكر مدى استفادتها من هذه الدراسة فحين كانت تسجل في الكويت بعض أغانيها مثل” ربنا بايصلح الشأن” و”داعوني” كان قائد الفرقة الخاصة بالإذاعة المايسترو حمدي حريري “ يكتبها بالنوتة وجد صعوبة في بعض الحروف الفردية “النوار” ليكمل بها المازورة فقالت له : اعملها بلانسن..تفاجأ المايسترو بذلك وهذا تأتى لها كما تقول بفضل الله ثمبفضل معلمها وأستاذها الفنان أحمد بن أحمد قاسم.[c1]محطات فنية[/c]وقدمت الفنانة فتحية الصغيرة نشيد التجمع الرباعي ضم اليمن ومصر والعراق وعمان وهو من الحان أخيها حسن فقيه الذي قدم من اليمن إلى القاهرة لتسجيله حيث كانت في رحلتها الى تونس مع بناتها الأربع لقضاء إجازة الصيف هناك وحضرت إليه إلى القاهرة والى أستوديو عمار الشريعي وفرقة أمير عبدالمجيد لتنفيذ العمل بالاشتراك معه ثم طلب منها السفر إلى اليمن لتنفيذ العمل في التلفزيون هذا النشيد طلب منها السفر إلى اليمن لتنفيذ العمل في التلفزيون . هذا النشيد سمعه موكب الرؤساء الأربعة الذين حضروا لزيارة اليمن وبث على القنوات الفضائية المرئية مباشرة وهو من الأعمال الاخيرة في حياتها الفنية ثم شاركت في عمل اوبريت “سد مأرب” احتفاء بزيارة المغفور له فقيد الأمة العربية الشيخ زايد بن سلطان وهو أول عمل من نوعه يقام على مسرح الثقافة في صنعاء وقد استغرق هذا العمل قرابة 6 أشهر اشترك في صياغة ألحانه كل من السيندار والاخفش ونسج كلماته عدد من الشعراء اليمنيين.ومن ذكرياتها الفنية اشتراكها مع وفد فني استدعى رسمياً إلى شمال الوطن أبان التشطير في العام 79م وكان أول مرة يوفد فيها الفنانون إلى هناك لإحياء حفلات على مسارح صنعاء وهناك غنت” أنشودة 26 سبتمبر من الحان الحارثي وكلمات عبدالصمد القليصي كما غنت “ أنشودة الوحدة” من كلمات إسماعيل الوريث وسجلتها في إذاعة وتلفزيون صنعاء وتنقل الوفد من صنعاء إلى الحديدة وتعز وكان يضم كبار الفنانين مثل حمودي عطيري، وفؤاد الشريف، محمد مرشد ناجي، عبدا لكريم توفيق، كرامة مرسال، فيصل علوي، وفرقة معهد الفنون للرقص الشعبي هذه الفرق المتميزة حظيت بإعجاب الجمهور الذي لم يألف مثلها آنذاك هناك.هذه الفرق كانت غالباً ماتشترك في المهرجانات والمحافل في الخارج وكانت تشترك فيها ضمن الفرق المشاركة من كل الدول وتنال إعجاب الجميع لما تقدمه من إعمال فلكلورية ولما تتمتع به من تراث حضاري قيم رغم إمكانياتها البسيطة.وتتواصل مشاركتها في المحافل الدولية مع فرقة الإنشاد “ كورال” التي تشكلت من نخبة من الفنانين المعروفين مثل عبدا لله بافضل مطرب وملحن وعبدالله الصنج وأنور مبارك وكرامة وأصوات شابة جميلة مثل جميل العاقل وفهد شاذلي وآخرين سقطوا من ذاكرتها سهواً والمعذرة للسهو ومن العناصر النسائية كانت هي وزميلاتها ماجدة نبيه وأمل كعدل ووفاء احمد ونور بلابل وفتحيه محسن وغيرهن هذه الفرق وبمعيتها فرقة الرقص الشعبي الجمباز كانتا تمثلان البلد في الخارج ومعهما الفرقة الموسيقية التابعة لوزارة الثقافة بقيادة الفنان نديم عوض ومعهم الفنان عبدا لكريم توفيق وهؤلاء جميعاً كانوا ينتمون إلى معهد الموسيقى التابع لوزارة الثقافة الذي كان يديره الفنان احمد بن غودل.وشاركت هذه الفرق في المهرجان الذي أقيم في ليبيا بمناسبة ذكرى الفاتح من سبتمبر ضمن فرق عربية وعالمية وهناك التقت بالفنان الكبير وديع الصافي وسامية كنعان المطربة السورية والفنانة سميرة توفيق والفرقة الموسيقية بقيادة أمين الخياط وفرقة موسيقية أخرى بقيادة صلاح عزام.غنت مع فرقة الإنشاد.. وانفردت هناك بالغناء لوحدها قدمت أجمل الأغاني المشهورة لها وهناك سمعها مدير إذاعة وتلفزيون ليبيا الفنان “حسين عرابي” وأصر على إلا تغادر إلا بعد تسجيل بعض أغنياتها في تلفزيون ليبيا رغم ضيق الوقت وتكررت زيارتها ومشاركتها لهذا المهرجان في ليبيا ثلاث مرات ومرة ثم دعوتها من قبل سفير ليبيا في اليمن وكانت دعوة خاصة للذهاب إلى ليبيا وسافرت بصحبة أخيها حسن فقيه الذي تلقى هو ايضاً دعوة خاصة به ومعهما الشاعر عبدالصمد عبدالجبار للعمل في الإذاعة والتلفزيون الليبي.وهكذا عرفها جمهور ليبيا ولأن الشيء بالشيئ يذكر ففي أثناء رحلتها إلى بلغاريا للنقاهة اثر مرض الم بها عام 81م خرجت من الفندق للنزهة وحدها، وإذا بها قرب ملجأ للعجزة شدها صوت البيانو الذي كان يصدح من الملجأ فاقتربت واستأذنت للدخول ورحبوا بها وفرحت برقصهم وغنائهم وعقب خروجها إلى الشارع تاهت في الطريق ومشت طويلاً من دون ان تصل إلى عنوانها وكانت مراققتها المترجمة (عواطف مغضري) التي تدرس هناك بعيدة عنها وبالصدقة رأت ثلاثة من الشباب اتضح إنهم عرب ومن الطلبة الموفدين من ليبيا.. وعرفوها وسألوها “ انت فتحية الصغيرة” أجابت نعم ففرحوا بها مثلما فرحت واستأنست بهم وأوصلوها إلى الفندق.ذهبت إلى سفارتها في بلغاريا والتقاها الأخ محمد مسدوس وكان سفيرنا آنذاك في بلغاريا وطلب منها زيارة المتاحف والمعالم الأثرية مثل متاحف “ قازنا” و( بليقين ) وغيرها.دخلت إلى مكتب سكرتيرته وكانت الأخت فتحية علي فريد ابنة جارتها تتحدث إليها، ولكن الأخيرة لاترد عليها بل ران الصمت على المكان وبدا لها وجه السكرتيرة حزيناً وقلقاً وهي لاتعرف لماذا؟ فأوعزت لنفسها ان السكرتيرة منهمكة وضجرة بالعمل.خرجت من مكتب السكرتيرة إلى مدير العلاقات وإذا بها ترى صحيفة يمنية كاتبة على صدرها وبالبنط العريض وتحته صورة كبيرة تجسد جنازة أخيها شيخ الملحنين الفنان حسن فقيه وقعت على الأرض وعلم السفير بذلك وقد حرص على ان لايصل الخبر إليها، وغضب من موظفيه وكانت نية السفير ان تكمل فترة نقاهتها ثم إخبارها بالمأساة او خبر الفاجعة لاحقاً وغادرت على اثر الخبر إلى عدن حتى تكون بجانب والدتها وأخوتها والأهل وكانت وفاته في 1981/4/27م.[c1]اخيراً وليس بآخر[/c]ذكريات كثيرة ومحطات عديدة للفرح والحزن والانتصارات والانكسارات حدثتنا عنها الفنانة فتحية الصغيرة خلال مشوارها الطويل مع الحياة والفن والزمن وقد تعرفنا على أدق تفاصيلها.لديها وعد وورود وإخلاص ووجدان ثمرة زواجها من الفنان القدير احمد بن احمد قاسم الذي شاءت الأقدار ان تختطفه من حياتها وحياة أسرته وأطبق عينيه وعلى أهدابه أحلام كثيرة لم تتحقق بعد. غادرت بناته الأربع اليمن إلى بريطانيا بعد ان غاب أبوهن عن الوجود ولم يرَ أحفاده.خلف وعد خريجة إدارة إعمال من الأردن وهي حالياً أم لصبر ولأحمد الذي صادف ميلاده 1999/8/8م يوم عقد قران جدية وحمل اسم جده الفنان احمد بن احمد قاسم ويكاد يكون شبيهاً به حتى في عصبيته وميوله للموسيقى وسماحته , وورود احمد قاسم خريجة جامعة “ يونيصر سيتي اف ويست مينستر”بمرتبة الشرف في مجال الهندسة المدنية والمعمارية وتعمل حالياً في لندن في شركة عالمية كمديرة لقسم (البرتيسن جاز) الممؤلة لبريطانيا كلها , وإخلاص أحمد قاسم خريجة إعلام وصحافة أم لنور الذين ومصطفى،ووجدان احمد قاسم محاسبة وسكرتيرة في شركة زوجها وأم لآلاء ورحمة وإدريس وآزال.. وجميع أحفاد فتحية الصغيرة واحمد قاسم يتحلون بحس فني رفيع في أصواتهم وعزفهم هكذا انتهى الحديث وتوقف !!شاكرين لها رواية تفاصيله