القائم بأعمال مكتب الزراعة في أبين د . خضر بلم ش لـ ( 14 اكتوبر ) :
لقاء / محمود ثابتمنَّ الله على محافظة أبين خلال الأسابيع الماضية بالأمطار والسيول التي أدت إلى ري أكثر من سبعة عشر ألف فدان في مختلف مناطق دلتا أبين.لكن كمية السيول الكبيرة التي وصل ارتفاعها في سد باتيس إلى ستة أمتار أدت إلى انهيار أنظمة شبكة الري المتهالكة منذ القدم في دلتا أبين ما جعل هذه الكميات تذهب إلى البحر.(14 أكتوبر) أجرت حواراً مع الدكتور / الخضر بلم عطروش القائم بأعمال مكتب وزارة الزراعة والري حول أوضاع إدارة الري في المحافظة والأسباب التي أدت إلى ذهاب السيول إلى البحر فيما يلي نص الحوار:- دكتور بلم : أبين وخاصة دلتا أبين شهدت تدفق السيول بكميات كبيرة لكن لم يستفد منها كثير من المزارعين .. ما هي الأسباب؟- قبل أن نتكلم عن الأسباب أحب أن أشير إلى أن المساحة المروية في دلتا أبين حتى تاريخ 2 سبتمبر 2009م بلغت سبعة عشر ألفاً وخمسمائة وستين فداناً توزعت على مناطق مختلفة من أراضي الدلتا، حيث تمكنت أنظمة الري في سد باتيس من ري ثمانية آلاف وأربعمائة وسبعين فداناً في مناطق باتيس وعرشان والحصن والميوح والدرجاج والرميلة الغربية والرميلة الشرقية.فيما استطاعت أنظمة الري في أفر الهيجة - المصانع وسد الهيجة أن تروي ستمائة وخمسة وثمانين فداناً في منطقتي أفر المصانع والفنح وجحيصة، أما في جبل لحبوش ملحة فقد تم ري تسعمائة وخمسة وخمسين فداناً.أما أنظمة الري في الديو والمخزن وعقمة السادة والجرايب وعقمة السمة فقد بلغت الأراضي الزراعية المروية ثلاثمائة وتسعين فداناً وفي النخيلة وجبرة ألفاً وثلاثمائة وستين فداناً في مناطق القريات والجول وباشحارة، فيما بلغت الأراضي المروية في الرواد والجرايب والخاملة عفيني وجعولة المسيمير ألفين ومائتي فدان أما الأراضي المروية في منطقة جليلة فقد بلغت ألفاً وخمسمائة فدان أي أن الأراضي المروية في وادي بنا بلغت خمسة عشر ألفاً وخمسمائة وستين فداناً.- هل رويت أراض زراعية في وادي حسان؟- نعم هناك أراض زراعية رويت حيث بلغ إجماليها الفي فدان.- كيف تفسرون ذهاب مياه السيول إلى البحر؟- كميات المياه التي تدفقت على دلتا أبين كانت كبيرة جداً، حيث بلغ ارتفاعها ستة أمتار عند سد باتيس وهي كميات تفوق القدرة الاستيعابية لشبكة الري في دلتا أبين ما أدى إلى انهيار أنظمة الري في سد الهيجة وسد الديو وعقمة العش وعقمة السادة وغيرها من القنوات الرئيسية والعقم في الدلتا ورغم ذلك تمكنا من ري كثير من أراضي المزارعين في الدلتا.- كيف ستعالجون أضرار السيول؟- قيادة المحافظة ممثلة بالمهندس / أحمد بن أحمد الميسري محافظ المحافظة رئيس المجلس المحلي قدمت لمكتب الزراعة مبلغ مليوني ريال لاستئجار آليات لإصلاح وإعادة ما خربته السيول في القنوات والعقم الرئيسية في الدلتا.- أنتم كلفتم بمهام مكتب الزراعة في المحافظة كيف وجدتموه؟- مكتب الزراعة وجدناه كتلة من التراكمات والفساد .. لا معدات ولا سيارات ورغم ذلك استطعنا أن نعمل على انتشال أوضاع المكتب بفضل دعم قيادة المحافظة لنا وأن نربط المكتب بفروعه في المديريات.- هل لديكم إدارة ري؟- نعم توجد إدارة ري وهي إدارة مستقلة بذاتها لها مديرها المباشر وهي تقوم باستقبال مياه السيول وتصريفها في القنوات .. لكن هذه الإدارة بحاجة إلى نفقات تشغيلية كبيرة وهي غير متوفرة وسبق لنا أن نبهنا بذلك الجهات المسؤولة في أكثر من تقرير واجتماع.وعند زيارة وزير الزراعة والري لمحافظة أبين في أغسطس 2008م أطلعناه على كل مفاصل منظومة الري السيلي من صدود وعقم ترابية وكان الوزير مقتنعاً بأنه لابد من صيانة آليات الري التي جميعها معطلة وخارج الجاهزية من (جرارات وبوكلينات وبلدوزرات) حيث وجه الوزير باعتماد مبلغ مائة وسبعة وخمسين مليون ريال من المخصصات المحلية لمشروع سد هشان، ولكن حتى يومنا هذا لم يستفد من هذا المبلغ في إصلاح الآليات.- ما السبب في ذلك؟- وزارة المالية احتجزت المبلغ واعترضت على عملية صرفه لإصلاح الآليات رغم تجنيب المبلغ في حساب في البنك المركزي لإصلاح منظومة الري في دلتا أبين رغم إنه كان عندنا أمل في انتشال الوضع الزراعي المتردي في المحافظة.مسؤول الشؤون المالية بوزارة الزراعة والري هو الآخر ألغى الموازنة التشغيلية المعتمدة للري رغم توجيهات وزير الزراعة الواضحة باعتماد تلك المبالغ.ورغم ذلك حاول مكتب الزراعة في المحافظة صيانة ما يستطيع صيانته من ميزانيته المتواضعة.- ما هو دور مكتب الزراعة إذاً؟- مكتب الزراعة إمكانياته متواضعة ورغم ذلك قام ببعض الأعمال، حيث كلف مهندسين لإعداد دراسة لإعادة تأهيل منظومة الري السيلي في دلتا أبين بلغت كلفتها مائتي مليون ريال وتم الاتفاق مع السلطة المحلية على اعتمادها ضمن موازنة الدعم الإضافي للمحافظة. لكن الظروف لم تسمح بذلك وقلص المبلغ إلى ثلاثة وأربعين مليون ريال.- هناك حملة إعلامية لتحميلكم مسؤولية ذهاب السيول إلى البحر ما هو ردكم على ذلك؟- لا، أنا اختلف معكم حول ذلك لا توجد أي حملة ضدي لأنني موظف دولة أتبع وزارة الزراعة والري وقيادة المحافظة فإذا رأت هاتان الجهتان أنني غير مناسب كان بإمكانهما استبدالي بآخر أما ما ينشر في بعض الصحف فهي آراء أصحابها البعض منهم جاء إلى مكتبي يريد مني دعماً أو إعطائه مبلغاً مقابل أخذ حديث أو تصريح مني وعندما رفضت كتب عليَّ في الصحف. لذا أنا أقول لهم إن مهنة الصحافة نبيلة وقيمة وصادقة في نقل الحقائق وليس تحميل الآخرين أخطاء من سبقوه أو ممارسة الارتزاق من وراء هذه المهنة.