خاطرة
حنان محمد علويفي هدوء الليل وسكونه وبعيداً عن الضوضاء والإزعاج انفردت بنفسها لتكتب عنه تناجيه في رسالة إلى الغائب الحاضر.. أمسكت بالقلم فلاحت لها بقايا صورته في خيالها فهي لم تره غير مرة واحدة .. وحدث سوء الفهم وراح تاركاً قلبها ممزقاً .. وفكرها مشتتاً لغيابه فهي لم تغضه ولم تجرح مشاعره.. وهي لم تتوقع رحيله عن حياتها دون وداع.. حينما اخذت القلم والورقة وارادت الابحار مع ذكرياتها معه والكتابة اليه تواردت الخواطر والتقت الارواح دون لقاء العين عندما رن الهاتف بالقرب منها، وأخذت سماعة الهاتف بيد متثاقلة وقالت: نعم ـ ايوه ـ من معي؟ قال: أنا، كادت تنزلق السماعة من يدها من هول المفاجئة المفرحة التي انعشت نبضات قلبها بعد سبات مشاعرها ناحيته .. أنا “م” عدت إليك لاعتذر عن الغياب .. عدت إليك لاطلب المسامحة منك، وخصوصاً بعد وصول رسالتك إلي، لم أكن اتوقعها ابداً، ولم أكن احلم برؤيتها، فقد كنت اعتقد أنني لا اعني لك شيئاً وأنني آخر اهتمامك.. وحينما وصلتني رسالتك .. وقرأتها بشغف لم أكن أتوقع بأنك قلقة علي، ثائرة على غيابي عنك دون مبرر، قرأتها حرفاً حرفاً فكادت دموعي تنزل على خدي .. لانني لم أتوقع كل هذا الحنان أو المحبة منك .. قرأتها وتمنيت ان اراك .. لاقف امامك معتذراً واشرح لك الظروف التي ابعدتني عنك، كان صوته حنوناً ومحبوباً إلى قلبها مألوفاً، وقد كانت غاضبة منه، وأرادت ان تفجر براكين غضبها في أذنيه إلأ أنها بعد سماع صوته الحنون .. عجزت عن الكلام والتعبير وفضلت البقاء ماسكة بسماعة الهاتف تستمع إلى حديثه في صمت غريب وساد حياتها بدل الغضب الهدوء والسلام وراحة البال لأنها اخيراً اطمأنت عليه، وبعد ذلك بدأت في الحوار معه .. وكعادتها بدأت تقص عليه تفاصيل حياتها في غيابه والظروف التي استجدت في حياتها، وشرحت له كيف كان شعورها عندما رحل دون ان يودعها، وبعد ان تم التصالح والتصافي والمسامحة بين قلبيهما الصادقين .. انقشعت الغمة وانفرجت اساريرهم بضحكات مشتركة وقررا لقاءً ثانياً .. بعد لقاء الارواح .. فكان اللقاء الثاني أروع وانقى وأجمل لقاء يجمعهما.