خاطرة
رسالتي هذه أكتبها بقطرات من عطر الياسمين وبحروف من حبات اللؤلؤ وأرسلها إليك عبر النسيم وأحرص كل الحرص أن أكون أنا أول المهنئين أقولها اليوم وأنا مفعمة بالحب والحنين أحبك أقولها لك مع زقزقة العصافير ودق الأجراس والرنين أقولها لأهلي واحبائي وللملايين أنت من كنت ابحث عنه طوال تلك السنين اخيراً التقيتك يا رجلي الاسطوري يا من كنت انتظره وأحلم به دائماً.لقد كان حلمي يختلف كل الاختلاف عن أحلام باقي الفتيات منهن في سني فهن قد يحلمن برجل يحمل فاساً بيده أو بندقية أو سماعة طبيب أما أنا فقد كان رجلي يحمل قلماً صريحاً ليبوح به عن مكنون مشاعره تجاهي وأما باقي الفتيات فيختلفن اختلافاً جذرياً عني فهن يجن بحبهن بمنتهى الجراءة أما أنا فيكفي أن أنظر اليه لاخبره بأنه هو من أريد ومن كنت أبحث عنه طوال تلك السنين إلى أن وجدته قابعاً هنا وراء هذا المكتب المليء بالاوراق .لطالما سمعت به من اصدقائي يتحدثون عنه ويصفونه وينعتونه بأنه رجل صلب قاس كالفولاذ يصعب على أي انسان تحطيمه أو كسره بسهولة فهو كالكهرباء يصعق كل من يقترب منه بتياره تشوقت كثيراً لرؤية من يتحدثون عنه ولم أكن أعلم حينها بأن الاقدار قد رسمت لي ذلك اللقاء غير المتوقع لارأه عن كثب واقف أمامه لأحدق به طويلاً لقد كان رجلاً ذا شخصية قوية وراي سديد على الرغم من تظاهره بالقسوة إلا أنني أنا الوحيدة التي أحسست بأن هذه القسوة مجرد قناع لأخافة من حوله لقد كان كامل الرجولة مليء ببرأة الأطفال على الرغم من كبر سنه ووجود الخطوط السوداء تحت عينيه إلا أنني أحسست بشيء غريب لم اشعر به من قبل كما لو كان قد سحرني .. لماذا أنا الوحيدة التي وقعت في حبه دون من رافقه طوال تلك السنوات؟لماذا أنا؟ هل لكوني لم أعرف رجلاً من قبل أم لانني لم يكن لي تجارب عاطفية لأميز بعدها ما إذا كنت على حق أم لا. ولكنني اكتشفت للمرة الأولى انه ليس كل ما يقال يصدق لقد ظلموه عندما وصفوه بالقسوة.أريد أن اعتذر منه لأنني قسوت عليه بيني وبين نفسي حينما صدقت ما قيل عنه.كنت انتظره دائماً لا أراه دون أن يراني أو يلمحني كنت أعد التواني والدقائق والساعات التي يخرج فيها لأشاهده عن بعد دون ان يلاحظني أحد أو يشعر هو بوجودي.لقد اعجبتني شخصيته التي كانت تشبه بعض الشخصيات التاريخية أو الأدبية التي كنت أقر عنهما في الكتب والروايات .لقد كان كشراع السفينة الذي يجابه الأعاصير والرياح.وكان كالجبل الشامخ والعالي الذي مهما تناثرت منه حبات من الرمل يظل صامداً يصعب على أي انسان تحريكه أو زعزعته من مكانه.كان كالنار التي كلما حاول أحد الاقتراب منها احترق بلهيبها.لم أخف لمرة واحدة منك لقد كنت أعلم تمام العلم بأنني لم أكن مخطئة حينما احببتك.اتعلم لماذا لأنني عندما كرهك الناس احببتك وعندما أحبوك احببتك وبقسوتهم عليك أحببتك وبحقدهم الدائم لك كذلك أحببتك.أحببتك لانك لم تراني أو تسمع صوتي سوى مرة واحدة على الرغم من انبهارك بي إلا أنك كنت لي بمثابة الأخ الأكبر المدافع دائماً عن حقوقي والذي أخذ بيدي وشجعني كثيراً لاظل صامدة وثابتة في مكاني فلقد تعلمت منك الصبر الذي استمده من صبرك واصرارك وقدرتك على مواجهة الصعاب والوقوف أمام كل من حاول تحطيم نجاحك الذي افتخر به فأنا اعتز لكوني احببتك أنت. فأنت فارسي المنتظر وأملي الوحيد في هذه الحياة التي كنت أنت فيها أجمل ما خلق الله أنا متأكدة من أن الناس سوف يهزؤون بي وبحبي ولكني اقولها لك وللناس وللملايين من البشر الذين لايملكون سوى السنتهم فقط التي كانت ولازالت تتحدث عنك لأدخل أنا بعدها معك في نفس تلك الدائرة ليعرف هؤلاء بأنني أحبك كيفما كنت حتى وان كنت تكبرني بملايين السنين فلن يستطيع أحد أن يغير نظرتي لك فأنت بالنسبة لي الهواء والماء فلقد عرفني الناس بأسمك وبمكانتك التي رفعت بها مكانتي.ايها الرجل الأسطورة أحبك وأعلنها على الملأ بأنني قررت أن أدخل معك في كتب الحكايات لاصبح أنا هذه المرة المرأة الاسطورة.