معرض الكتاب اللبناني في صنعاء
د. زينب حزام:معرض الكتاب اللبناني الذي أقيم في مطلع هذا الشهر في صنعاء لم يكن نبتة غريبة في التربة اليمنية، ولكنه جاء من نتاج البذرة الأولى التي زرعت في أرض بيروت العاصمة اللبنانية التي كانت ومازالت منبراً للثقافة العربية والترجمة العالمية منذ 1975، هذا البلد الدي حمل المناخ الديمقراطي للنشر والأدب والثقافة والفن، والذي صاحب مسيرة الحكم في لبنان طوال تاريخها الحديث، لذا لم يقتصر هدفهم على تنمية النهضة الثقافية المحلية، بقدر ما كانوا يسعون إلى قوة الاتصال الثقافي والعلمي العربي بالعالم كله، ما أدى إلى تشكيل بنية ثقافية قوية لم تمزقها قوة التآمر والفتنة التي أشعلت الحرب الدموية الأهلية في لبنان فترة من الزمن، ثم عادت بيروت إلى الاستقرار الآمن بعد اتفاقية الطائف إلى توحيد لبنان ونشر الأمن والاستقرار فيها، وتقوية البنية الاقتصادية والثقافية من جديد. ثم أعادت قوى الرجعية سيناريو الحرب لتمزيق لبنان وشنت الهجمات الإسرائيلية على بيروت وجنوب لبنان من يوليو الماضي، بهدف تدمير البنية الاقتصادية، وتمزيق وحدة الشعب اللبناني، ولكن إرادة الحركة الوطنية اللبنانية أخمدت هذه الفتنة وقضت على الهجمات الإسرائيلية بفضل مقاومة أبناء الشعب اللبناني وتحقيق انتصارات كبيرة من أجل بقاء الأرض اللبنانية ذات سيادة واستقلال.لذا فإن اليمن الذي تحتفى اليوم بانتصارات الشعب اللبناني، وتنظيم معرض الكتاب في صنعاء، ودعوة دور النشر للمشاركة في هذا المعرض من أجل تطوير حركة النشر العربية ضد الجهل، كما شارك في المعرض عدد من الشخصيات ذات الثقل الفكري والفني.ويعد هذا المعرض الذي أقيم في صنعاء جسراً للتواصل الثقافي والحضاري بين صنعاء وبيروت، ومن أجل ذلك قام المشرفون على هذا المعرض بتخفيض 50% من قيمة الكتاب، حتى تتاح الفرصة للطلاب وذوي الدخل المحدود شراء الكتاب والحصول على المعلومة القيمة.. إن الهدف من هذا المعرض تقديم أهم سمات الثقافة العربية وثقافة الانترنت التي من أبرزها المعرفة الجديدة وتحرير القارئ العربي من أسر المعلومات التقليدية وما يواكبها من معايير أخلاقية جديدة عالمية، وتحرير حقوق الإنسان من سيطرة النظم المركزية، وتقييم دور المؤسسات الثقافية الجديدة التي تتسم بالدينامية وسرعة التكيف، وتساعد على إقامة فكر إنساني وبأن التغير هو الثابت الوحيد باستثناء ثوابت العقيدة، ومكافحة الأفكار المتطرفة التي تسيئ إلى ديننا الإسلامي الحنيف وتسيئ إلى الثقافة والفن والفكر الإنساني.إن معرض الكتاب اللبناني الذي سوف يستمر إلى 25 نوفمبر ما هو إلا لقاء للأشقاء في صنعاء، وقد جاء في مرحلة صعبة تعاني الأمة العربية من الهجمات الإسرائيلية على لبنان وحرب دموية في الأرض المحتلة فلسطين والحرب الدموية في العراق، وكان المعرض مناسبة كي تجدد اليمن تضامنها مع الشعب العربي في لبنان وفلسطين والعراق وتدعو بضرورة تحرير الأراضي العربية المحتلة واستعادة سيادة الدول العربية على الأرض العربية، وتدشين المشروع الثقافي العربي، والذي قد بدأ بلقاء الأشقاء بين اليمن ولبنان.