أقواس
تلعب الأغنية الوطنية دوراً بارزاً في تأجيج الحماس الوطني لدى الشعوب المستعمرة (بفتح الميم ) والرازحة تحت نيره،وبفضل هذه الأغاني وبكلماتها التي تهز عروش الامبراطوريات التي حكمت وأفسدت في أراضٍ غير أراضيها، خرجت الجماهير تطالب بحقها في الحرية والعيش تحت رايتها دون شروط أو أية وصايا ت..ولعل دور الأغاني الوطنية لايقل أهمية عن الخطابات السياسية أو المنشورات السرية..وفي ظل الحكم الوطني بعد نيل الاستقلال والحرية يكون للأغنية الوطنية دور بارز لايستهان به في الدفع بالشعوب نحو البناء والإعمار والتغيير،وصنع الحياة المثلى والسعيدة لوطن حريص أبناؤه على المجد والرخاء..نحن شببنا على سماع الأغاني الوطنية الحماسية ضد الاستعمار البريطاني التي لازلنا نتذكرها .. فمن منا لايذكر أغنية (يا شاكي السلاح "وشعب الجنوب) (وبرع يا استعمار وأخي كبلوني) وغيرها من الأغاني النارية التي كانت تفعل فعلتها..إذ تحيي فينا روح النضال والاستماتة من أجل الحرية .. بل إن هذه الأغاني كانت تغنينا عن المنشورات السرية التي كانت توزع على المواطنين آنذاك .. لذا فإن الدور التوعوي للأغاني الوطنية كان بارزاً وله نتائج ملموسة على الأرض ..في ظل الحكم الوطني بعد الاستقلال برزت أغانٍ زرعت في قلوبنا وعقولنا حب العمل والمبادرات الطوعية في إعادة الاعمار والبناء والجد والمثابرة على خلق الحياة الجميلة في أرضنا والنضال من أجل تنفيذ الخطط الإنمائية والدفاع عن الأرض والإنسان وإعادة وحدة الوطن المجزأ ..من منا لايذكر أغنية (الوحدة اليمنية (ويا فلاحين يا زارعين) (يا سلام يا رجال) وغيرها من هذه الأغاني التي نتوق إلى سماع امثالها في أيامنا الراهنة..لقد انتظرنا طويلاً منذ أن عادت اللحمة اليمنية تحت راية الجمهورية اليمنية كلمات وألحان تشنف بها آذاننا وتطرب لها قلوبنا ..إننا نتوق إلى سماع أغانيٍ تفعل فعلها في عقول الشباب فتزيده حماساً ودفعاً نحو خلق يمن جديد متطور..بل أن الشباب بحاجة الى من ينعش فيه روح التفاؤل والأمل بغدٍ جميل، بدلاً من أغانٍ كلها في أوهام الحب والغرام بدون أمل .. أغانٍ لامعنى لها ولانغمة مريحة للدماغ ..ولا أدري أي ذكرى سيحملها هذا الجيل للأجيال القادمة عما يعتمل في بلادنا في ظل وحدتنا المباركة ؟!نادرة عبدالقدوس