إعداد/ وهيبة العريقي:الإقلاع نهائياً عن التدخين قرار صائب ينم عن التحلي بإرادة قوية وعزم لايلين في قهر الإدمان به يزداد المقلع عن التدخين ثقة بنفسه ويكون محط احترام وتقدير الآخرين من حوله ويزيل عن جسده كدر مواد ومركبات التبغ الضارة المسببة للأمراض والتي لاسبيل للحد منها الا بالامتناع عن التدخين.ولايكاد يخفي على احد ماتعكسه مؤشرات الصحة في بلادنا من تحد صعوبة في مواجهة مكافحة بعض الأمراض غير السارية والتي كثيراً ماربط العلماء والمختصين بينها وبين التدخين، وعلى رأسها السرطان وأمراض القلب فمضار التدخين كثيرة ولسنا بمنأى عن خطره وهو يحيط بنا من كل اتجاه بأشكال وأنماط مختلفة (سجائر،شيشة،مداعة) ناشراً سمومه في كل مكان.فباستهتار وتهاون بحق الغير في استنشاق هواء نقي يكره المدخنين الآخرين من حوله على الاستنشاق اللاإرادي / القسري لدخان التبغ وقد أثبتت الدراسات ان جميع هذه المواد تحتوي على مواد سامة مسرطنة يتعرض لها حتى من يعايشون مع المدخنين او يجالسوهم سواءً في أماكن العمل او المنازل او باصات الأجرة او السيارات او مجالس القات وما الى ذلك.اما ما يوضع في الفم، اسفل الشفة السفلى من مواد تعويضية (كالشمة) وما يمضغ في الفم (كالتنبول).. الخ فلأتقل خطراً عن المواد التي يتم تعاطيها من خلال التدخين وان اقتصرت أضرارها على الصحة لتطال مدمنيها فقط.اذن لابد ان نضع أعيننا على الحقائق والثوابت حول حقيقة هذه العادات الكريهة وما في التبغ من مكونات بالغة الضرر بالحصة، نقود بالمدمنين عليه الى الانتحار البطيء.وفي ارقام منظمة الحصة العالمية مايؤكد ذلك بما لايدعوا الى التفاؤل حيث يصنف التدخين بأنه احد أسباب ألاماته الرئيسة في العالم والمسؤول عن وفات أكثر من خمسة ملايين إنسان سنوياً، وفيه من المواد الضارة نحو أربعة ألاف مركب كيماوي ضار، من بينها خمسين مركباً يسبب السرطان.ومن بين المركبات الضارة الخطرة والبارز للتدخين سنلقي الضوء فيما يلي بدرجة أساسية على ثلاث مركبات منها، وهي (النيكوتين- أول أكسيد الكربون-القطران).فنتيجة احتراق أوراق التبغ بدرجة حرارة عالية تنصهر بعض المواد وتصبح سائلة مثل القطران ومنها مايتبخر ويتطاير على شكل غازات، كأول أكسيد الكربون*وأول أكسيد الكربون حقيقة من أكثر الغازات سمية أثناء الحرائق وحوادث السيارات، تبلغ نسبته في دخان التبغ من (1-14%) بينما لاتزيد نسبته في هواء الشارع على (0.01%) فما بالنا ونحن نستنشقة ومابلا الكثيرين يتعاطوه طوعاً في كل يوم عدة مرات انه يتحد بكفاءة عالية مع خضاب الدم( الهيموجلوبين) في الجسد ويعيق وصول الأكسجين الى الخلايا، بمعنى أن خضاب الدم بدلاً من أن يحمل الأكسجين الى الخلايا يأتي أول أكسيد الكربون الذي يستنشقه المدخن ليتحد معه ويحل محل الأكسجين وبالتالي يؤدي الى موت الخلايا في الجسم.ومن إضراره كذلك انه يزيد من احتمالات الإصابة بالذبحة الصدرية بزيادة ترسيب ( الكولسترول) في شرايين الدم.*نأتي الى ذكر مادة اخرى.. انها (النيكوتين) المسببة للإدمان والتي لاتختلف كثيراً عن المواد المخدرة المحظورة قانوناً. فهي المسؤولة عن زيادة دقات القلب وتنشيط افرازات العرق واللعاب والمسؤولة ايضاً مع اول اكسيد الكربون في احداث اثار ضارة على القلب والشرايين.ومن المهم ان نعرف ان النيكوتين يصل الى الجهاز العصبي خلال فترة قصيرة جداً ومن فورة يبدأ بالتأثير التنشيطي على متعاطية فهو يمتص من أي موضع على الجسم كالغطاء المبطن للفم والأنف والرئتين وبقية اجزاء الجهاز التنفسي، بل وحتى من خلال الجلد.فيما يربط العام بين نقص هذه المادة في الدم ومن ثم ظهور الأعراض المصاحبة لتوق المدخن الشديد لرفع جرعة النيكوتين لديه في الدم وهي أعراض الإدمان وتنتج عن نقص هذه المادة في الدم مشكلة علامات طفيفة تظهر بوضوح على المدخن كالصداع الخفيف والتوتر البسيط والاكتئاب بالإضافة إلى احتمال ظهور صعوبة في التركيز.فمادة النيكوتين عادة تكون سريعة الطرد من الجسم ولأتبقى في الجسم لأكثر من ساعة لتبدأ معها الأعراض الانسحابية للنيكوتين ( أعراض الإدمان) التي عادة لايلحظها المدخن.وبدافع تعودي بحت يعمد المدخن إلى استنشاق سيجارة أخرى ليعوض المفقود من هذه المادة الخبيثة التي من شأنها على نحو ماتشير اليه المصادر ان تؤدي الى الجلطة التاجية ذلك لان الخلايا التي تركها أول اكسيد الكربون في حالة موت يأتي اليها (النيكوتين) فيسبب لها التجلط والخثار وهو مايفضي لاسمح الله الى السكتة الدماغية والسكتة القلبية.*اما القطران (القار) فيعتبر من المركبات الأساسية في التبغ وهو ذاك الاسفلت في الشوارع الذي تمشي عليه الإقدام والسيارات.. لعمري، هل نحب ان تتعاطاه اجسادنا؟ هل نحب ان نذيق انفسنا العذاب؟ ان مابين(50%-70%) من القطران يترسب في رئتي المدخن، ويعد من المسببات الرئيسة لسرطان وامرض الرئة الانسدادية المزمنة.*كذلك يحتوي التبغ على مواد اخرى، مثل (الكادميوم) وهي مادة تستخدم في صناعة بطارية السيارات، فعندما تريد ان تعالج بطارية السيارة بالاسيد، الحمض القاتل الذي لاتستطيع تحمل ان يأتي منه على جسدك ولو قطرة واحدة منه، كونها ستحرق الموضع الذي سقطت عليه هذه المادة موجودة في التبغ والذي من محتوياته ايضاً مادة (الميثان) تلك المادة التي تخرج من مراحيض الحمامات ومواضع قضاء الحاجة، ومادة (الميثانول) المستخدمة كوقود للصواريخ، و(الزرنيخ) الذي يستخدم لقتل النمل الابيض، اضافة الى المبيد الحشري الخطير المسمى(d.d.t).ومن المركبات الاخرى للتبغ مادة (السيانيد) وتستخدم في غرف الإعدام بالغاز، ومواد ضارة، مثل (الفرومالدهيد) المستخدمة في حفظ جثث الموتى، كما يحتوي دخان التبغ على غاز (تسيان هيدريك) الذي يعتقد ان له اثراً قاتلاً على الحيوانات المنوية، وعنصر ( البولونيوم 201) المشع.على كل .. اذا كانت هذه المواد الداخلة في تركيب دخان التبغ.. اليس من الاولى ان نقلع عن هذه العادة الكريهة اما من يصر على مواصلة التدخين ويرى في الانقطاع او الامتناع عنه امر محال وقد رضي بلذة استنشاق المزيد والمزيد من سموم ادخنة التبغ الكريهة وقدمها على صحته وسلامته معرضاً نفسه طواعية دون اكراه لاخطار محدقة وللاصابة بأي من الامراض المميتة كالسرطان وامراض القلب والاوعية الدموية وتصلب الشرايين .. الخ.فلايلمن الا نفسه اذا ناله الضرر واحدق به الخطر وقد علم سلفاً جسامة وافداحة اضرار التدخين.المركز الوطني للتثقيف والاعلام الصحي والسكاني بوزارة الصحة العامة والسكان.
|
آراء حرة
أليس من الأولى أن نقلع عن التدخين؟
أخبار متعلقة