
14 أكتوبر/ خاص:
تأخذنا رواية “جنازة واحدة لموت كثير” للأديبة (سهير السمان) والصادرة من المصرية اللبنانية في القاهرة مؤخرا، إلى مرحلة متوترة من تاريخ اليمن المعاصر يشتبك فيها الواقع الاجتماعي بالسياسي.
وأوضحت الأديبة سهير السمان في تصريح لـ 14 أكتوبر، أن الرواية تقع في (205) صفحات وتضم (25) فصلا تدور أحداثها في (25) عاما تمتد من أحداث الـ (13) من يناير من عام (1986) في عدن، مرورا بتحقيق الوحدة بين شطري اليمن في (1990) وحرب الانفصال وحتى اجتياح الحوثيين، في جنازة واحدة لموت كثير، ليست إلا جنازة لهذا الوطن الكبير الذي انهار بفعل أبنائه وانتكاسة الوعي والثقافة.
وبينت “السمان” أن مضمون الرواية يتشكل فيه مسار السرد من حدث مفصلي، وهو تشييع جنازة من الشمال إلى الجنوب في ظل انفجار الوضع السياسي، في رحلة تقوم بها بطلة الرواية مع زوجها السابق ليصاحب تلك الرحلة إعادة قراءة لما مر بهما من أحداث، وتفكيك لخلفية تاريخية ومسارات أثرت في واقع الشخصيات وحياتهم الاجتماعية.
وقالت إن ذلك جرى في إيقاع زمني يتراوح بين الحاضر والماضي، خلال رحلة الجثمان تتضح أبعاد الواقع اليمني بمختلف تكويناته السياسية والثقافية والدينية.
الروائي والناقد العربي المصري الدكتور “محمد سليم شوشة” يقول إن الرواية تتناول التحولات الثقافية والاجتماعية في اليمن عبر ثلاثة أجيال، موضحا أن الرواية تركز على المفارقات بين الماضي والحاضر، حيث كان الماضي مليئًا بالحياة والأمل، والحاضر مليء بالموت والجمود. وأضاف: كما أن الرواية تستعرض أيضًا دور المرأة في المجتمع اليمني، وكيف تواجه خيبة الأمل والإحباط.
ووصف الرواية بأنها “تقدم رسالة إنسانية وسياسية، وتسلط الضوء على ضعف الإنسان ومتاهته في ظل التغيرات الاجتماعية والثقافية، وتأثير التغيرات الديموجرافية والتحولات الدينية على المجتمع اليمني”.
وأكد الناقد العربي “محمد شوشة” أن الأديبة “سهير السمان” من خلال روايتها، فإنها في النهاية تقدم رؤية نقدية للوضع الحالي، وتدعو إلى التفكير في مستقبل أفضل لليمن.
