رافضاً القول بانحسار الدبلوماسية المصرية مؤخراً
القاهرة/ 14 أكتوبر/ أسامة رمضان:رفض د·وليد عبدالناصر مدير المعهد الدبلوماسي بوزارة الخارجية المصرية كل ما يتردد حول انحسار دور الدبلوماسية المصرية في الآونة الأخيرة علي الصعيدين الإقليمي والدولي، مشيراً إلى أن العمل الدبلوماسي يشهد حالة من النشاط لإدراك النجاح ولكن في إطار الاستراتيجيات الموضوعة من الحكومة لأنه في نهاية المطاف هناك ثوابت ومحددات لا يمكن بأي حال من الأحوال الخروج عنها·وشدد عبدالناصر في حواره لـ"وكالة الصحافة العربية" علي أن إعداد شباب الدبلوماسيين أمر يعد غاية في الأهمية نظراً لما يمثله هذا الإعداد من خدمة للأهداف القومية التي يسير الدبلوماسي على رعايتها، ومن ثم كان إنشاء المعهد الدبلوماسي الموكل له هذه المهمة وهي ليست سهلة حيث تتمثل في إكساب المقبولين للعمل بالخارجية وتحديداً بالتمثيل الدبلوماسي مهارات الخطابة والمراسم والمراسلات وغير ذلك من الأمور التي يحتاج إليها خلال عمله·وأشار إلى أن هذا المعهد في إطار إعداده لشباب الخارجية يحرص علي الاستعانة بكبار رجال الدبلوماسية المصرية أصحاب الكفاءة والخبرة ليكونوا عونا للمعهد في تدريب الكوادر الشابة، وكذلك يستعين المعهد بخبراء القانون الدولي والتفاوض واللغات ليكونوا وسيلة للنهوض بمستوى الدبلوماسيين·- كيف تردون على من يرددون أن الدبلوماسية المصرية تعاني هذه الآونة انحساراً وضعفاً علي المستويين الإقليمي والدولي؟الدبلوماسية المصرية نشيطة ومتنوعة لكن الظروف دائماً ما تتتغير وبالتالي فإن الأدوار تباعاً تتغيير هي الأخري لذا فإن أي دولة تأقلم نفسها علي الظروف المتغيرة دولياً وإقليمياً وعلي مدي احتياجاتها، وفي نهاية المطاف هناك ثوابت، الاستراتيجيات والتكتيك وأساليب العمل في تغيير مستمر لأن البيئة الإقليمية تتحول من وقت لآخر، كما أن الاحتياجات ذاتها تتغير إذا فإن طبيعة الدور مرتبط بالأهداف التي توضع للدولة وأمنها القومي ومصالحها العليا، لذا ليس هناك تراجع كما أن كافة الأطراف الدولية علي المحيط الإقليمي تحديداً تلجأ لمصر وتطلب تدخلها سواء في فسلطين أو لبنان أو العراق أو السودان ولكن ما يتغير هو أدوات ووسائل الدور حسب الفترة ومتطلباتها حسب المصلحة، فالفكر الدبلوماسي لا يوجد به أن هذه الدولة أو تلك هي منافسة فالأمر يرجع إلي الأهداف الموضوعة·[c1]المعهد الدبلوماسي[/c]- ما الآلية المتبعة من قبل المعهد لإعداد الدبلوماسيين؟بدأ المعهد في ممارسة نشاطه عام 1966 بقرار جمهوري وذلك بغرض تدريب كوادر دبلوماسية وبمرور الوقت وتحديداً بعد قرابة 40 عاما اتخذ القرار بتوسيع أنشطة المعهد حيث أصبح يشمل 12 مجالاً لأنشطة متنوعة بداية من هدفه الرئيسي وهو تدريب الكوادر الدبلوماسية الشابة بمعني أن من يتم قبوله للعمل في السلك الدبلوماسي يتم إلحاقه مباشرة بالمعهد قبل انضمامه إلي الوزارة أو حتي الديوان العام أو البعثات المصرية في الخارج، بحيث يتدخل المعهد لتدريبه وكانت الفترة التدريبية في عام 1966 مدتها عامان، وبمرور الوقت تقلصت حتي وصلت أحياناً إلي ثلاثة أشهر، وعام 2006 أصدر وزير الخارجية قراراً ينص علي أن تثبت هذه الفترة كحد أقصي عام كامل لكل دفعة·- وخلال هذه الفترة ماذا يقدم المعهد للمتقدمين إليه؟طوال هذه الفترة يتلقي المتدربون برنامجاً تدريبياً متكاملاً يشتمل علي عدة محاور منها اللغات سواء العربية أو الأجنبية الأولي لكونها اللغة الوطنية بجانب أنها لغة المراسم البروتوكولية داخل مجتمعنا لأن هذا الجانب ظهر خلال الفترة الماضية أوجه نقص عديدة لدي كثيريين فبدأ إدخالها كمادة أساسية سواء في الاختبار أو التدريب أما اللغات الأجنبية وتشمل الإنجليزية والفرنسية واتسع هذا الأمر ليشمل أيضاً اللغة الأسبانية والروسية والألمانية، فأصبح لدينا خمس لغات يتم تدريسها داخل المعهد للملحقين الدبلوماسيين بالإضافة إلي ذلك هناك ما يسمي بالمهارات الدبلوماسية ويندرج تحتها ما لا يقل عن خمسة فروع منها: مراسم البروتوكول وقواعده وآدابه والأمور المتعلقة بأسلوب التخاطب والدعوة وكيفية تلبيتها مع مراعاة الأقدميات في الاستقبال والتوديع، والسفراء المتقاعدين يقدمون محاضرات عملية لطلبة المعهد، لتعليم الدارسين كيف يمكن عمل مكاتبة دبلوماسية سواء باللغة العربية أو الإنجليزية أو حتي الفرنسية بجانب ذلك هناك الشؤون المالية والإدارية والتي تعد من أهم مكونات العمل الدبلوماسي في الخارج والداخل فلا يستطيع أحد أن يقول إنه يقوم بشؤون دبلوماسية فقط لكن لابد من وجود نوع من التكامل في الأداء،أما الجزء الآخر فيعد جزءاً قنصلياً ويأخذ هذا الأمر اهتماماً متزايداً من وزارة الخارجية لأن هذا هو واجهة وزارة الخارجية سواء في الداخل أو الخارج مثل كيفية التعامل مع الموضوعات القنصلية؟ وكذا طريقة التعامل مع الجاليات المصرية في الخارج والمواطن المصري في الداخل·[c1]تدريب قانوني[/c]- وماذا عن الجانب القانوني في عملية التدريب؟بالتأكيد هناك تدريب علي الناحية القانونية للعمل الدبلوماسي لمعرفة ما هي القواعد القانونية المعمول بها في العمل الدبلوماسي ويتم عمل محاضرات لبعض الشخصيات من داخل الوزارة إضافة إلي مجموعة من القانونيين لمعرفة ما هي حقوقه واجبات الدبلوماسي؟ كل هذه الأشياء مع الناحية القانونية أيضاً تندرج تحت مسمي مهارات العمل الدبلوماسي·- كيف تري مسألة الثقافة العامة للدبلوماسي وكيف تتعاملون معها؟هذا الأمر يقع تحت جزئية نسميها المعلومات الأساسية بمعني أننا كمعهد لسنا مطالبين بأن نكرر علي مسامع الدبلوماسي الشاب ما سبق درسه في الجامعة أو في دراسته العليا أي لن أعيد عليه ما تلقاه من مواد متعلقة بالقانون الدولي أو علاقات دولية واقتصاد دولي بل نقدم له الأشياء، التي بمقدوره اتباعها مباشرة عن طريق أحد الدبلوماسيين أو أساتذة الجامعات أو خبراء في مراكز أبحاث أو حتي أحد الإعلاميين ليستقي منهم مثل هذه المعلومات المتعلقة بموضوعات كتلك ·ـ وما حجم تعاونكم مع المنظمات والجهات الخارجية الأخري والتي تختص بهذا الشأن؟بداية أحب أن أوضح لك أننا في المعهد لدينا ما نسميه بالموضوعات الجديدة، حيث قمنا بعمل برنامج تدريبي كامل علي موضوع المياه وتحديداً نهر النيل ومدى انعكاستها علي السياسة الخارجية المصرية، وعلاقات مصر الأفريقية بجانب موضوع آخر مثلاً عن المرأة وقمنا في ذلك بعمل دورة تدريبية بالاشتراك مع المجلس القومي للمرأة واستفدنا نحن في ذلك الإطار من بعض المنظمات الدولية، حيث نجحنا كمعهد في السنة الفائتة للتوصل إلي مذكرات تفاهم تحكم أطر العمل للتعاون مع عدد من المنظمات الدولية، حيث تم إبرام مذكرة تفاهم مع منظمة الملكية الفكرية تقضي بأن تقوم المنظمة بعقد دورة تدريبية بشكل سنوي مدتها ثلاثة أيام لا يتحمل المعهد من نفقاتها شيئاً وبعدها بستة أشهر نرسل نحن مجموعة مختارة من المجموعة التي لدينا لتلقي تدريباً هناك، كما أن هناك تعاوناً مع مراكز بحيثة دولية وهناك اتفاق تم إنجازه مع مركز الطرق البديلة لتسوية النزاعات في إيطاليا·[c1]دورات لجهات أخري[/c]- وفقا لمعلوماتنا تقدمون دورات تدريبية لجهات أخري بالدولة؟هناك دورات يقدمها المعهد لجهات أخري في الدولة بمعني أن بعض الجهات ذات التمثيل الخارجي تطلب من المعهد عمل دورة لكوادره سواء كانت دورة عامة وتسمي "دورة تثقيف سياسي" أو "دورة خاصة بموضوع معين" مثلا وزارة الاستثمارية كانت قد طلبت منا دورة في البروتكول والمراسم وتم عمل الدورة بالفعل داخل مقر الوزارة ونظمنا نحن البرنامج الخاص بهذه الدورة، وكذا الاتحاد العام لعمال مصر الذي طلب دورة متخصصة المشاركة في المؤتمرات الدولية وتم الاتفاق علي دورة أخري قادمة لسكرتير العلاقات الخارجية في النقابات الفرعية للاتحاد العام لنقابات عمال مصر، وهناك من يطلب دورات تثقيف سياسي مثل الهيئة العامة للاستعلامات وهناك أكثر من جهة في الدولة يتم ترتيب أشياء متعلقة بمثل هذه الأمور معها كل علي حسب حاجته·- وماذا عن التبادل الدبلوماسي؟البرامج التبادلية لدينا تتم مع الصين وكندا أواكرانيا وهي ثلاثة برامج تبادلية أي أننا ندرب لهم الدبلوماسيين وهم كذلك يتولون تدريب الدبلوماسيين المصريين·- وماذا عن دور كل من صندوق التعاون مع أفريقيا وصندوق التعاون مع دول الكومنولث؟هذان الصندوقان يقدمان مساعدات متنوعة فأحد أنشتطهما هو تدريب الدبلوماسيين في مصر والذي يتم داخل المعهد، وبالتالي فإنه مقصود منه أن نتولى نحن كل الأشياء الموضوعية والتفصيلية في حين يتولي الصندوق تقديم هذه الدورة لممثلين من هذه الدول أحياناً يكون ذلك لدول بعينها، مثل: الدبلوماسيين لدول أفريقيا الناطقة بالفرنسية أو الإنجليزية، وأذكر أن السودان والعراق كانا قد طالبا بعمل دورات لهما مع المعهد، وكذا الدبلوماسيين الأفغان وقبل أحداث غزة كان هناك حديث حول دورة للدبلوماسيين الفلسطينيين لكن الموضوع الآن تجمد·[c1]رؤية مصر[/c]- ما هي قصة "الكتب البيضاء" التي كانت تصدرها وزارة الخارجية؟اعتادت وزارة الخارجية منذ مطلع التسعينات من القرن العشرين علي إصدار ما يسمي بالكتب البيضاء وهي عبارة عن كتب ذو لون أبيض تشرح فيها رؤية مصر حول قضايا وأزمات بعينها وكان هذا المشرع قد توقف إلي أن أعاده المعهد مع بداية الألفية الجديدة، حيث بدأ يصدر مطبوعات ليس علي غرار ما كان يحدث من قبل في فترة السبعينات والثمانينات ولكن لدينا بشكل سنوي كتاب عن المعهد أو موضوع معين ولدينا بعض الكتب المنشورة كما أننا سنقوم بإصدار أول عدد من مجلة دورية سيصدرها المعهد باللغتين العربية والإنجليزية كل 6 أشهر·- وماذا عن مركز القاهرة الإقليمي؟هذا المركز مخصص للتدريب علي عمليات حفظ السلام بدأ في ممارسة نشاطه عام 1995 وقد نظم هذا العام المنتدي القاريء الأول لعمليات حفظ السلام بأفريقيا وعقد بالتعاون مع مركز الدراسات السياسية بالأهرام، وهناك المنتدي القاري الثاني بالاشتراك مع المركز الدولي للدراسات المستقبلية والاستراتيجية واختص بالتركيز علي قضية المرأة والطفل في عمليات حفظ السلام·ـ وعلي أي الموارد إذا يعتمد هذا المركز؟المركز مثله كالمعهد يعتمد علي موارد ذاتية وغير تقليدية للتمويل لذا لكي أبلور برنامج عمل للعرض علي جهات مانحة لابد من التركيز علي وضع برنامج جيد وروية تطرح قضايا هامة مثل الأمم المتحدة وغيرها، لأن المركز لا يتلقي أي تمويل من وزارة الخارجية المصرية، لذا فهو يتلقي دعما من جهات أخري خاصة أنه يخدم مجمل القارة وليس شمال أفريقيا فقط·