د. زينب حزاممن الغريب أن نجد أنفسنا في تذوق مستمر للموسيقى الحديثة، دون أن نتابع الأعمال الموسيقية اليمنية ، بما فيها الأغاني الشعبية، أنا شخصياً أتذوق اغاني محمد جمعة خان ، اغاني محمد سعد عبدالله، أغاني محمد صالح حمدون، وأتذوق ايضاً موسيقى واغاني الفنان الراحل أحمد قاسم ،س جميع الفنانين الذين ذكرناهم قد رحلوا ولكن اعمالهم الموسيقية ظلت خالدة نتغنى بها. وذلك نظراً للانسجام والايقاع الموسيقي مع بناء النص يعلن مباشرة عن الانتماء للأغنية إلى حقلها العاطفي سواء كانت فرحاً أم ترحاً، لأن النفس الانسانية السوية تعد انسجاماً في كل شيء قاعدة من الحياة لايكبرها غير الاستثناء من هنا فإن ترانيم الاغاني التي تؤدي في حالات الفرح كالزواج في مدينة عدن تختلف عن عادات الزواج في القرى اليمنية على سبيل المثال في تعز، دخلت العادات الاوروبية معظم حفلات الزواج حيث تعلو الموسيقى المصرية والايقاعات الاوروبية، بينما نجد في بعض القرى من مدينة تعز تظل حفلات الزواج لمدة أسبوع كاملاً حيث الموسيقى الشعبية مثل ايقاعات الطبول ورقصات السيوف والحنا والبخور ومقايل القات للرجال والنساء، وفي مدينة لحج تقام حفلات الزواج بالموسيقى الشعبية اللحجية والرقص الشعبي حيث تفوح رائحة الفل والمشموم والبخور والازياء الشعبية المطرزة بالألوان التي تتنوع حسب انغام الموسيقى الشعبية.ومن الأغاني الشعبية اليمنية أغاني المواليد واغاني هدهدة الاطفال الرضع التي مازالت تسيطر على معظم البيوت اليمنية وأغاني الاطفال التي نسمعها في معظم الحالات في اذاعة عدن وصنعاء بعكس ما نسمعه من اغاني في التلفزيون القناة الفضائية والقناة الثانية حيث سيطرت أغاني القنوات الفضائية على اغاني الاطفال وبالذات الاغنية الشعبية اليمنية .والأغنية الشعبية تتسم بالتعدد، فهناك المجال الموسوم باغاني المرأة في الريف اليمني وهجرة الزوج للعمل خارج الحدود اليمنية وصمود المرأة في الريف لتقوم باعمال الزراعة وتربية المواشي وتربية الاطفال، وقام الشاعر اليمني المعروف سلطان الصريمي بتأليف العديد من الاغاني الشعبية المنتشرة في الريف اليمني، يصور معاناة المرأة اليمنية وهمومها من العمل الشاق وانتظار الزوج الغائب اضافة إلى الجهل والتخلف والخوف من الأمراض والمستقبل المجهول.وقد عالج الشاعر سلطان الصريمي في اغانيه الشعبية قضية ممارسة العنف ضد المرأة ودعوة تحريرها وتعليمها ، وعبر بصدق وأمانة عن آلام المرأة اليمنية وسعيها في تحرير نفسها، وعملها الجاد في بناء الوطن اليمني.[c1]الأغاني الوطنية[/c]ومن الأغاني الشعبية الوطنية التي لعبت دوراً هاماً في ايقاظ الشعور الوطني اغنية ياشاكي السلاح:[c1]ياشاكي السلاحشوف الفجر لاححط يدك على المدفع زمان الدلراحهذا الغير سيدوأخنا له عبيديامن بات والله أنه من القمراستراحهذا المال سأل هذا الغصن مالهذا الزهر يبتسم على ضوءالصباح[/c]ومن أغاني الهجرة والسؤال عن الأهل والبلاداغاني جاري الجمال الذي يسير من قرية إلى قرية يحمل الزاد من طعام وهدايا إلى الأهل والأقارب ويحمل معها الرسائل إلى القرى النائية التي لاتصل اليها وسائل النقل الحديثة مثل السيارات وأشهرها اغاني الفنان محمد محسن عطروش حيث يقول في مطلع اغنيته الشعبية [c1]يا جمال ريتك باتحملوبتأخذ مني رسالة[/c]والأغنية المشهورة للمهاجر اليمني التي تقول مطلعها:[c1]بسألك ياعشورعن حال البلدوأخبار غناناوكيف الناس والبلدبالله خابر عاد بعد حدأو عادهم من ذكر حدادالفرق الموسيقية الشعبية[/c]بالنسبة لمستقبل الأغنية الشعبية فانه يجب المحافظة على هذا التراث القومي ودعم الفرق الغنائية الشعبية، وذلك بتشجيع فنانيها، حيث تضمن له حياة مستقرة يمارسون خلالها فنوننا الموسيقية الشعبية بالمزيد من الابداع والغناء، كما أننا يجب تسخير الجهاز الإعلامي لهذا العمل الشعبي من اجل الحفاظ على التراث، وتنظيم جولات فنية لتقديم عروضها الفنية من مختلف محافظات الجمهورية.اضافة إلى ذلك علينا توثيق الاغاني الشعبية اليمنية وحفظها في مكتبات حديثة مثل تسجيلها في اقراص الكترونية تشحن عدداً كبيراً من الاغاني في قرص الكتروني حديث يمكننا استخدامه على جهاز الكمبيوتر والاستغناء عن التوثيق التقليدي الذي كثيراً ما يعرض الاسطوانات القديمة للتلف.كيف نحافظ على التراث الغنائيالمنطلق للحفاظ على التراث الغنائي يبدا من البحث عن اصوله وتعريف الاجيال القادمة على تاريخه خاصة ونحن على وشك قدوم عام جديد 2007م، هذا العام الذي يحمل الينا بشرى تقدم التكنولوجيا الالكترونية وتقدم الاقمار الصناعية وظهور قنوات فضائية عربية جديدة يدعونا إلى استخدام التكنولوجية الحديثة في توثيق التراث الشعبي الذي تعرض للتلف بسبب حفظها بالاسطوانات القديمة.ان التقدم التكنولوجي مثل أجهزة الكمبيوتر والانترنيت والاقراص التوثيقية للتسجيل والكتاب الالكتروني تساعدنا على توسيع العمل المكتبي وخدمة الباحثين والدارسين للموسيقى الشعبية والموسيقى الحديثة، وهذا ما يدعونا بطبيعة الحال إلى الاهتمام بمعاهد الفنون الجميلة من مختلف محافظات الجمهورية.[c1]كلمة اخيرة [/c]أنني على يقين أن هناك نقاط ضوء صغيرة ومتفرقة في بلادنا، سوف تسلط الاضواء على المواهب وتقودها إلى الشهرة، ودعوتنا إلى رعاية المبدعين الكبار وخاصة العلماء والمفكرين والكتاب والأدباء والفنانين وتوثيق اعمالهم وتكريمهم احياء.
|
ثقافة
الأغنية الشعبية اليمنية كيف نحافظ عليها ؟
أخبار متعلقة