أغنية وشاعر
يكتبها / عياش علي محمد :الشاعر مهدي حمدون من مواليد مدينة الوهط محافظة لحج،ولد عام 1936م ، من أسرة فقيرة تلقى دراسته الابتدائية والإعدادية في (الوهط) ثم قطع دراسته لظروف اجتماعية ، والتحق بسلك التدريس كمدرس في مدرسة الوهط الابتدائية.ثم انتقل إلى عدن ينظم إلى هيئة التدريس في المعهد الإسلامي بعدن.غادر إلى شمال الوطن بعد ثورة سبتمبر 1962م،ليساهم في الدفاع عن الوطن،ثم عاد مرة أخرى إلى عدن ليعمل في مصنع الزيوت الثباتية في(العلا)واستقر في مدينة دار سعد حتى وافته المنية بنوبة قلبية عام1975م وهو متزوج وله عدة أبناء.قال الشعر الحميني منذ صباه،وكتب الأناشيد الوطنية والأغاني العاطفية،وكان صحافياً لا معاً ولديه العديد من المقالات السياسية والاجتماعية والأدبية،وله مساجلات شعرية في الدان اللحجي،صدر له ديوان بعد وفاته بعنوان(ضناني الشوق).شكل المرحوم مهدي حمدون مع الفنان الكبير المرحوم محمد صالح حمدون(ثنائياً)غنائياً،توحد فيه شعره مع صوت البلبل الرخيم محمد صالح حمدون،فقضى له(سكون الليل).سكون الليل والنجمة[c1] *** [/c]وسمـرة والحبيبتداوي القلب من هـمه[c1] *** [/c]ومن حر اللهـيب وبين الهمس والقبلة[c1] *** [/c]مع جلسـة على الرملة وغنى له الفنان محمد صالح حمدون (فاتني قبل الوداع)فاتـني قـبل الوداع[c1] *** [/c]ذي تمكني وباع فين عهـده فـين حبه[c1] *** [/c]فـين هذيــك الطباعفاتـني والعــين تدمع[c1] *** [/c]والحشا تشعـل شعــيـلوغنى له الفنان فيصل علوي(يا فؤادي ليه تبكي) يا فؤادي ليه تـبكي[c1] *** [/c]لأجل مـن ذي دمعــتك في الهوى ضيعت عمرك[c1] *** [/c]بـس ارحم حالـتكوغنى له محمد صالح حمدون شرعك حكم ياحبيبي.وأيضاً(في ذمته والله لاهب عمري).والشاعر مهدي حمدون له مواهب متعددة، استطاع من خلالها أن يعطي الكثير منها في مختلف مجالات الشعر والصحافة والأدب..فقد طلب منه يوماً الفنان فيصل علوي أن يكتب له قصيدة(صنعانية)لأن معظم القصائد الصنعانية ذات نفس قديم وظلت الأصوات تتداولها دون أن يكون هناك جديد في النفس الصنعاني،فقام الشاعر مهدي حمدون بكتابة قصيدته الصنعانية.(أمرك على الراس[c1] *** [/c]ياحبـيبي أمرك)أما درة أغاني مهدي حمدون فقد كانت قصيدة(ضناني الشوق)الذي لحنها الفنان محمد مرشد ناجي وقام بأدائها الفنان(محمد عبده)(القصيدة : ضناني الشوق)من ضناني الشوق وازدادت شجوني[c1] *** [/c]وكثر الدمع قد حرق جفونيمن اللي حبهـم قلبي نسـوني[c1] *** [/c]ولا حتى بكلمة يذكروني تناسوني وأنا قلبي معاهـم[c1] *** [/c]وجافوني وأنا قدس هواهـمولا فكرت مرة في جفاهـم[c1] *** [/c]ولا في حبهم خابـت ظنــوني وأنا قلبي عليهم كم تعذب[c1] *** [/c]و نار الهوى يصلي ويتعب فهل هذا جزاء يا ناس من حب[c1] *** [/c]يكفي بس تعذيبي ارحموني أبات الليل متألم وساهر[c1] *** [/c]عديم النوم للأحباب ناظريزوروني زيارة جبر خاطر[c1] *** [/c]عساهم من عذابي ينقدوني[c1] ************ [/c]ضناني الشوق[c1] ************ [/c]نالت قصيدة(ضناني الشوق)رواجاً واسعاً وانتشرت في اليمن وخارجها بعد أن غناها الفنان الكبير(محمد مرشد ناجي) وعاود غناءها الفنان (محمد عبده) فنان العرب،كما وصفه الرئيس بورقيبة عندما أشار إلى الفنان(محمد عبده) بقوله أنه فنان العرب.والشاعر مهدي حمدون كسغيره من شعراء القافية (اللحوح) لم يقل نصيبه من موارد الحياة فحياته كانت نفسها غير مستقرة،وهدفه في أن يتخطى ماضي البؤس لم يتحقق،وظل حبيساً لواقعه الاجتماعي(المحافظ)ورغم أنه أراد التحرر منه عندما زاول نشاطه السياسي وكتب المنشور الوطني والمقالة السياسية،بل وساهم عملياً في تحرير أرضه،إلا أن الحال ظل كما هو لم ينفرج عنه(البؤس)فكانت أغانيه شاهدة على واقعه وهو يحاول أن يغيره بشعره وأدبه وفنه..رحم الله الشاعر مهدي حمدون،والفنان محمد صالح حمدون اللذين أسهاماً كبيراً في النهضة الفنية اللحجية وظلا رمزاً لنداء الفن الأصيل..ولو أن الله قد أطال بعمر هذا الشاعر وذاك الفنان لقدما لوطنه وأمته غزير الأعمال والأفنان إلا أن ما جاد ت به قريحته الشعرية وحملته الأصوات الغنائية يضعه في مرحلة الخلود الفني..