اختتم مهرجان السينما العربية في جنيف أول دوراته أمس الأحد، بعد أن قدم لعشاق الفن السابع 31 فيلما عربيا تعتبر مزيجا من الأشرطة الروائية والأعمال الوثائقية، وذلك في الفترة ما بين 25 سبتمبر/أيلول والأول من أكتوبر/تشرين الأول الجاري.وكرم المهرجان المخرج محمد الأخضر حامينا المعروف بـ"أبو السينما الجزائرية"، تقديرا لمسيرته الفنية التي وضعت حجر أساس الفن السابع في الجزائر، حسب قول رئيس المهرجان بنعودة بلغول.ورأى بلغول أن اختيار حامينا رئيسا شرفيا كان أقل تقدير له، إلى جانب تقديم مجموعة من أبرز وأهم أعماله السينمائية انطلاقا من أول أعماله السينمائية "ريح الأوراس" إنتاج عام 1965 وشريط "وقائع سنوات الجمر" الحائز على جائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان لعام 1975.[c1]مدارس السينما وتوجهاتها[/c]ويقول بنعودة بلغول للجزيرة نت إن التظاهرة كانت ناجحة حيث استطاعت أن تجذب عددا كبيرا من المثقفين والمهتمين بالعالم العربي للتعرف على جزء من الحركة السينمائية في أكثر من بلد، والهدف الأهم -حسب رأيه- هو أنه استطاع أن يضع الخطوات الأساسية لأول مهرجان متخصص في السينما العربية في سويسرا، وتحديدا في مدينة جنيف المعروفة بعشقها للثقافة.وقد أعطت الأفلام المعروضة صورة عن توجهات السينما العربية في السنوات الأخيرة ومدارسها المختلفة حسب المنطقة الجغرافية والمشكلات الاجتماعية التي تعالجها، فجمعت بشكل عام بين قواسم مشتركة تربط شعوب المنطقة العربية مثل البطالة والفقر والعنوسة وأزمة الديمقراطية والفشل السياسي.وقد وقع اختيار الأفلام بالاتفاق مع معهد العالم العربي في باريس، الذي رشح لمهرجان جنيف أفضل ما عرضه في تظاهراته السينمائية خلال العقد الأخير، من موريتانيا وحتى لبنان وسوريا، من بينها أعمال للمخرج المغربي الجيلالي فرحاتي والتونسية مفيدة التلاتلي والجزائري مرزاق علوش والمصري الراحل عاطف الطيب واللبنانية دانيال عربيد.ورأى رئيس المهرجان أن الحوار الثقافي هو أحد مقومات التواصل مع الآخر، فصورة العربي في الغرب تعلوها دائما تهمة التخلف والإرهاب وكراهية الحداثة والتقدم، وكان ملاحظا في النقاشات التي أدارها المخرجون الذين تمكنوا من الحضور مع الجمهور أن الغالبية لا تعرف شيئا عن السينما العربية ومدى ما وصلت إليه في معالجتها الدرامية أو نظرتها للأحداث والتفاعل معها.[c1]كفانا حديثا عن الإرهاب [/c]ولأن الحديث عن العالم العربي يرتبط دائما بالتطرق إلى الإرهاب، فقد أصر رئيس المهرجان على مطالبة وسائل الإعلام السويسرية التي حرصت على التغطية بالكف عن الحديث عن الإرهاب، والتركيز على موضوعات الأفلام المعروضة وتقييمها فنيا، مع الحديث عن المشكلات المشتركة بين الغرب والشرق وكيف يمكن الاستفادة من التجارب الناجحة في التعامل معها.وسيخصص المهرجان دورة العام المقبل بالكامل للمرأة، كمخرجة وكاتبة ومحور موضوع عالجته الأعمال السينمائية من مختلف الدول العربية، ويتوقع بلغول نجاحها، لأن الغرب سيعرف من خلال شريحة عريضة من الأفلام أن المرأة العربية عالمة وفنانة وسيدة أعمال ومثقفة دخلت جميع مجالات العمل ولديها من المشكلات مثل تلك التي تعاني منها المرأة الأوروبية.كما سيرافق كل دورة معرض ثقافي عن بلد عربي لتقديم تاريخه وتراثه، وكانت الجزائر ضيف هذا العام، أما التمويل فقد تحمل نصفه دائرة الثقافة في جنيف، إلى جانب جمعية "الجزائر-سويسرا هارموني" ومعهد العالم العربي في باريس، مع مجموعة من رجال الأعمال السويسريين من أصول عربية.
|
ثقافة
مشكلات العالم العربي في أول مهرجان سينمائي عربي بجنيف
أخبار متعلقة