شاءت لي الأقدار أن أزور أحدى عزل مديرية جبل الشرق بمحافظة ذمار، حيث هذه العزلة تبعد عن مركز المحافظة بأكثر من 70كم وتوجد في الجهة الغربية الشمالية من المحافظة، إنها “عزلة العدني” الذي يبلغ عدد سكانها أكثر من (5000) نسمة يتوزعون على 8 قرى أكبر قرية هي مضرات الذي يزيد تعداد سكانها عن الألف نسمة، يعمل سكان هذه العزلة في الزراعة والتربية والتعليم ومعظمهم في القوات المسلحة والأمن.هذه العزلة لم تصلها رياح الجمهورية بعد ، رغم مرور ( 48) عاما على قيامها، ولا طيب الوحدة المباركة الذي ينعم بخيراتها شعبنا منذ (18)عاماً، ولم يحالفها الحظ في أدراجها في إحدى خطط التنمية رغم أن البلاد تمر في الخطة الخمسية الثالثة ولم....ولم يصلها خير البلاد والعباد بعد.الزائر إلى هذه العزلة ينتابه شعور بأن الظروف التي تعيشها العزلة في عهد الإمامة وأنها مازالت جاثمة على كاهل أهلها ومسيطرة على مجريات حياتهم، فالكهرباء التي هي ابسط الحقوق مازالت ضائعة عن هذه العزلة، وإذا سألت عن مشربهم فيأتيك الجواب بنبره حزينة من أصغر طفل ومن امرأة عجوز بأن الماء يبعد عن أقرب قرية إليه ثلاثة كيلو متر يذهب خلالها الطفل الصغير تاركاً مدرسته أو المرأة لإحضار أربعين لتر ماء ذهاباً وإيابا على ظهر حمار في طريق وعرة وخطيرة على البشر والحيوان.. وباليت أن ذلك الماء صالح للشرب.!!وحينها يجد المرء في دراسه ألف سؤال وسؤال فأين حقوق الطفل؟ بل أين حقوق المرأة التي تنادي بها المنظمات والاتحادات وغيرها من أصمونا بكلامهم عن حقوق المرأة ...أليس من حقها أن تعيش في راحة وحياة كريمة في هذه العزلة.... أليس حق المرأة الريفية هناك أن تنعم بخيرات الوطن وبركاته.إن الماء والكهرباء هما ابسط الواجبات التي يجب أن يجدهما المواطن الريفي متوفرة في منطقته الريفية ليس فقط للحد من ظاهرة الهجرة إلى المدن بل ليعيش عصر الجمهورية والوحدة ويواكب التطورات التي تعيشها البلاد. أما الصحة فحدث ولا حرج وما يزيد الطين بله في هذا المجال هي الطريق التي تفصل بين العزلة وأقرب مستشفى إليها، فهي وعرة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وفي كل الأحوال يبدو المواطن هناك سواء الرجل أو المرأة مغلوب على أمره، صابرين على قسوة الحياة والظروف من حولهم، فالمهم لديهم أن يروا الوطن موحد وينعم في خير وعطاء، ومؤملين أن يروا مساعي أعضاء المجالس المحلية الذين انتخبوهم ماثلة أمام أعينهم وخاصة في توفير الماء والكهرباء.!!
|
ءات
“العدني”....هموم لابد من ذكرها
أخبار متعلقة