"ان مثل هذا العمل عمل جبان وغير مسؤول".بهذا الايجاز العميق وصف فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية أعمال الخطف والاحتجاز للأجانب والتي عادت لتطل برأسها الإجرامي على نحو لافت ما يدعو إلى مواجتهها على نحو جاد حازم وحاسم.بالنظرة إلى هذه الظاهرة الإجرامية قد تبدو بالنسبة لليمن أشبه بقطرة اذا ما أخذت على انتشارها في عالمنا ودون تمييز بين شقيه المتقدم والمتخلف حيث انتشارها واسع ومتعدد الأسباب والدوافع إضافة إلىاختلاف في النتائج.لكنه بالنظر إلى أن الجريمة أياً كانت محرمة دينياً ومرفوضة قيمياً واخلاقياً وهي مدانة إنسانياً واجتماعياً فإن جريمة الاختطاف لا تقتصر تبعاتها على ما يلحق بالمخطوفين الذين تنتزع سكينتهم واطمئنانهم وتزهق علىنحو سافر مشاعر آمالهم وتطلعاتهم التي عقدوها وهم في رحلة أعمالهم وسياحتهم في أي مكان كان قبلة سفرهم.. ولا هو كذلك على ما يصيب أهلهم وذويهم من قلق وخوف على مصير أحبائهم وحسب.بل ان الأمر يذهب الى ما يحدثه هذا الفعل الإجرامي من تبعات على السلطة بمؤسساتها وأجهزتها التي تجد نفسها دبلوماسياً وأمنياً في حال استنفار أمام أعمال غير مسؤولة خطرها يبدأ في مصير المخطوفين ويمتد إلى الأضرار الفادحة التي يلحقها على غير مجال من مجالات التنمية في البلاد وعلى حياة المجتمع اليمني بأسره وعلى صورة اليمن أمام عالمنا.في هذا قد يكون من المناسب التوقف أمام تكرار مثل هذه الأعمال الإجرامية في بعض مناطق .. وإعادتها إلى أعمال قبائل كما في شأن شبوة ومأرب.. بعض يعيد الأمور إلى تدني الوعي.. واذا أخذنا هذا قاعدة فهي صحيحة لغير قليل من الممارسات والأعمال وفي غير مكان وزمان هي تكون مثالب.. غير انه من المناسب هنا الإشارة إلى أن القبائل اليمنية ما كانت في يوم من الأيام سلكت أي شكل من الجرائم .. هي محصنة بقيم دينية رفيعة وبعادات وتقاليد نبيلة.واذا ما اضفنا إلى هذا انه وإثر أي عمل إجرامي من هذا القبيل تجمع القبيلة على إدانته ويكون للعديد من أبنائها ووجهائها ومشائخها دور فعال في المواجهة.. فان ما يحدث هو ليس دخيلاً على هذه القبائل فقط بل ومحاولات لاحداث تأثير سلبي عليها في وجه ما هو ذو أثر إيجابي آتٍ مما يشهده المجتمع بأسره من نمو وتطور.ربما تعاطى البعض مع هكذا أعمال إجرامية في اختطاف الأجانب في البلاد ومن نكاية سياسية من انها تمثل احراجاً للسلطة .. وهي نظرة قاصرة وتعيسة. لان هؤلاء يتناسون ان المسألة ليست مسألة احراج من عدمه.. انها بالأساس مسألة الاستقرار في البلاد التي يتوقف عليها ما هو صحي بما يعني ذلك على الوقوف أمام جملة القضايا بصحة حقائقها لا بادعائها أو استخدامها دعائياً وفي أجواء وظروف لا تحتملها جراء غياب الاستقرار.على أي حال اذا كانت قضية الحرب على الإرهاب تشهد حشداً عالمياً غير مسبوق .. فأن مواجهة الجريمة أياً كانت ومنها جريمة اختطاف الأجانب مسؤولية وطنية ملقى على عاتق الدولة والمجتمع بفعالياته وافراده .. ذلكم ان الجريمة هي مقتل التنمية .. وهي مقبرة الممارسة والحياة الديمقراطية لان الذين يعبرون من خلال عضلاتهم المفتولة أو جيوبهم المنفوخة.. أو اسلحتهم المشحوة.. غير الذين يعبرون بآرائهم وصواب إرادتهم.والأمل معقود.. من كون اليمن قابل للوقاية من شر وشرور الجريمة.
|
مقالات
مكافحة الاختطاف مسؤولية وطنية
أخبار متعلقة