القاهرة / متابعات يعد طه حسين من أكبر الأعمدة الشامخة في تاريخنا الثقافي في العصر الحديث، خرج من أعماق الريف، ومن أروقة الأزهر الشريف، ومن صميم التراث العربي، ولكنه تجاوز واقعه بانفتاحه علي الثقافات الإنسانية، دون أن يذوب فيها، أو يفقد أصالته.وتنفيذا لسياسة الدولة في تكريم رواد مصر في مجال الثقافة والفنون كان قرار تحويل منزل طه حسين(1992) والذي يقع في ضاحية الهرم والمعروف باسم فيلا( رامتان) الي متحف بغرض الحفاظ علي مقتنيات عميد الأدب العربي وتراثه وكتبه ومخطوطاته، ويكون في متناول الجمهور والمثقفين الي جانب حماية هذا التراث والمقتنيات من الضياع.ويتكون متحف طه حسين من دورين علي مساحة 860 مترا مربعا تحيط به حديقة من ثلاث واجهات يحتوي الدور الاول علي مكتبه وجزء من مكتبته التي بقيت في مكانها بعد رحيله حيث كان يستمع في هذا المكتب المفتوح علي الحديقة الشرقية الي من يطالع له ويملي فيه مقالاته التي كتبها علي انغام الموسيقي الكلاسيكية المنبعثة من جرامافون قديم كان يديره بنفسه.ويمتلك المتحف عددا ضخما من الاسطوانات للموسيقيين العالميين( فيردي، باخ، تشايكوفسكي) وغيرهم في السنوات الأخيرة من حياته كانت اجتماعات اللجان التي يرأسها طه حسين تعقد في هذا المكتب حين كان يشتد عليه المرض، وبجانب غرفة المكتب انتريه صغير يفضي إلي صالون حيث كان يلتقي بزواره مساء الأحد من كل أسبوع، وملحق بقاعة الاستقبال غرفة دائرية وبوفيه وبعض اللوحات الفنية، أما الدور العلوي، فيحتوي علي غرفة نوم زوجته( سوزان) ملحقا بها غرفة طه حسين وغرفة نوم ابنه( مؤنس) وغرفة الاستماع والموسيقي وغرفة المعيشة الخاصة بالدور العلوي ملحقا بها غرفة مكتبه،ومن منطلق الحرص علي قيمة المكان أصدر الفنان محسن شعلان رئيس قطاع الفنون التشكيلية قرارا بعمل إحلال وتحديد وتطوير لمتحف عميد الأدب العربي د. طه حسين مع استحداث بعض الأعمال حتى يصبح المتحف منارة ثقافية تليق بمكانة العميد وباسم مصر.ومن بين عمليات التجديد والتطوير تجليد المكتبة الخاصة بالعميد وعرضها بصورة تليق بقيمة صاحبها كما سيزود المتحف ولأول مرة ببنك للمعلومات يقوم بتوفير مادة علمية عن العميد، وكل ما يتعلق به من مؤلفات ومقتنيات واوسمة ونياشين مع بيان بأنشطة المتحف المختلفة حتى يكون ذلك في متناول الدارسين والمهتمين بإنتاج طه حسين الأدبي والثقافي، مع صياغة جديدة لعرض مقتنياته الشخصية التي ستظهر للنور لأول مرة ويشاهدها جمهور المتحف، وإضافة وحدات استماع وموسيقي، مع عمل تجديدات بحديقة المتحف لإمكان تقديم أنشطة ثقافية وفنية جديدة بها، وتجهيز بعض الوحدات الأمنية علي احدث التقنيات العالمية لحمايته ضد عمليات السطو والعبث.بالإضافة إلي تشكيل لجان لتوصيف الأوراق والوثائق الخاصة بالعميد مثل اللجنة التاريخية التي يرأسها د. يونان لبيب رزق لعرضها بالمتحف مع بعض الرسائل والمخطوطات والمسودات ومجموعة من مؤلفاته ورسائل متبادلة بينه وبين بعض الجهات الخارجية باللغات الأجنبية والعديد من الابحاث والدراسات الخاصة به وبعض رسائل من ابن (مؤنس) ورسائل عملية لابن خلدون باللغة الفرنسية , ولعبت الفنانة زينب مديرة المتحف دورا إيجابيا في تفعيل سياسة مد جسور التعاون مع المدارس والجامعات والنوادي والمراكز الثقافية ووضعه علي الخريطة السياحية وإقامة تبادل ثقافي مع البلدان التي ارتبطت بوجدان طه حسين مثل فرنسا وإسبانيا
|
ثقافة
رامتان تتحدث في ذكري عميد الأدب العربي
أخبار متعلقة