غضون
* نتعامل مع التاريخ بوصفه ملكية خاصة محل نزاع ولذلك نفترق حوله وأحياناً نتقاتل من أجله، وفي أحسن الحالات هو عندنا بمثابة الرأسمال الذي لانمتلك غيره ونعمل كل مابوسعنا لحمايته وتقديسه، وقليلاً مانعتبر من دروسه وعبره.. رغم أنه سيكون من حسن الحظ وحسن النظر أن نستحضر الجوانب الحية فيه وندعمها باسباب الحياة وأن نميت الميت فيه ونقاوم عودته إلى حياتنا. بالقرب من هذا الهامش الذي ذكرته أولاً، لاحظت أنه خلال شهر فبراير كانت هناك أحداث تاريخية يمنية جديرة بأن تحييها الصحافة.. ففي 6 فبراير 2000 توفي أضخم وأشهر شاعر يمني هو حسين أبوبكر المحضار، ويوم 23 فبراير 1922 ولد عبدالله البردوني، ويوم 22 فبراير 1974 عقد بعدن أول مؤتمر أسس لأول مؤسسة وحدوية هي اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، وبالمناسبة أن المجلة المركزية للاتحاد “الحكمة” أسسها رجل توفي في 12 فبراير 1940 وهو أحمد عبدالوهاب الوريث!! هذا فقط فيما يتعلق بالأحداث الثقافية والأدبية الكبرى، أما الأحداث التاريخية في مجال السياسة التي سجلت خلال ذلك الشهر فلاحصر لها.* وعندما ألفت الانتباه إلى هذه الأحداث فأني لاأستثير التغني والمديح المكرر بل أزعم أن القراء ينبغي أن يحصلوا على شواهد ومعلومات حول تلك الأسماء والأحداث أزعم أني مثلهم في انتظارها وفي حاجة إليها.. وبالنسبة لي لم أقف بعد على تفاصيل تلك العبقرية التي صنعت اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين كأول مؤسسة وحدوية في ظل ظروف معقدة وبعد حرب شطرية سبقت ذلك بعام نيف تقريباً..* ما الميزة التي تمتع بها الحضارة وشعره وأدبه حتى أخترق الحجب المحلية والاقليمية؟ وما الجديد عن البردوني، والذي قيل بعد وفاته بأيام إنه سيخرج إلى الناس، وسيضاف إلى تراث هذا الرجل الفذ؟* والأهم من ذلك كله، كيف يؤدي التعاطي مع هذه الأحداث والمعارف إلى صنع أحداث ثقافية وإنتاج فكر وثقافة جديدين..