من الصعب الحديث عن فتح فروع جديدة للمؤسسة وفروعنا الثلاثة بحاجة للتطوير

فرعنا بالمعلا هو الأقدم ولم يحظ منذ ضممناه في 2003م بأي تطوير

ما يحتاجه التلاميذ عند بداية كل فصل دراسي، ويسرع المدرسون بتزويدهم به حتى يستعينوا به في ساعات استذكار دروسهم طيلة أيام عامهم الدراسي هو الكتاب المدرسي الذي خصصت له مطابع خاصة لطباعته من قبل المختصين المعنيين بإدارة دفة العملية التعليمية في بلادنا “وزارة التربية والتعليم”.. وناقلها الحصري الى طلابنا المؤسسة العامة لمطابع الكتاب المدرسي .

صحيفة ١٤ اكتوبر التقت بالاستاذ فارس زين السقاف المدير العام التنفيذي لمؤسسة مطابع الكتاب المدرسي، الذي حدثنا عن الإنجازات والصعوبات التي تواجهها عملية طباعة الكتاب المدرسي وعملية توزيعه على جميع مدارس التعليم الأساسي والثانوي في المحافظات المحررة ودار معه الحوار التالي :

*- أستاذ فارس هلا حدثتمونا عن مستوى الانجاز لدى مؤسستكم للعام الذي غادرنا للتو 2024م ؟

والله انجازنا في العام المنصرم 2024م الذي غادرناه قبل بضعة أيام شهد تحسنا طفيفا ولكنه نوعي في عملية الانتاج، حيث أنه لاول مرة تمكنا من تغطية الاحتياج للكتاب المدرسي منذ عشرة اعوام بواقع 5 ملايين كتاب مطبوع، إضافة إلى 3 ملايين وخمسمائة الف شهادة نقل للسنوات الدراسية وايضا شهادات دراسية للتعليم الأساسي ( تاسع ).

طبعا الـ 5 ملايين كتاب تم ترحيل ثلاثة ملايين وخمسمائة الف كتاب منها للجزء الأول، فيما مليون وخمسمائة الف كتاب خصصت للجزء الثاني تم ترحيلها إلى مدارس المحافظات المحررة خلال الشهور المنصرمة اكتوبر ونوفمبر وديسمبر من العام الفائت 2024م على أن ننتهي من عملية الترحيل هذه في نهاية الشهر الجاري يناير 2025م ان شاء الله.

منحة تنقذ المؤسسة

•تقولون انها المرة الأولى منذ عشر سنوات التي غطيتم فيها الاحتياجات للكتاب المدرسي. لماذا؟ وهل ستستمرون في تغطية هذه الاحتياجات الأعوام المقبلة إن شاء الله ؟

الاحتياجات للكتاب المدرسي من الصعب تغطيتها بسبب معروف ودائم ونكرره ونقوله في كل حواراتنا مع وسائل الإعلام.. وهو ضعف التمويلات لطباعة الكتاب المدرسي هذا السبب الرئيسي، حيث أن كلفة طباعة الكتاب المدرسي هي مبلغ 34 مليار ريال بينما مايتم تعزيزنا به من الدولة هو مبلغ 4 مليارات ريال فقط لاغير، لكن نحن نحاول أن نقلص الصرفيات وبقدر المستطاع نحاول أن نزيد من عملية الإنتاج.

ولهذا فإن التحسن في الانتاج الذي شهده العام المنصرم 2024م والذي يحدث لأول مرة منذ عشر سنوات تقريبا وكانت كمية انتاجه 5 ملايين كتاب.. وذلك كان بسبب وجود المنحة المقدمة لنا من الصندوق العربي للانماء في دولة الكويت عن طريق وزارة التخطيط والتعاون الدولي.. وبهذه المناسبة نجدد الشكر للوزير الدكتور واعد باذيب ونائبه الدكتور نزار باصهيب وفريق العمل في وزارة التخطيط الذين تلمسوا همومنا وقاموا بمساعدتنا بشكل كبير بناء على توجيهات من اللواء عيدروس الزبيدي الذي وجه بالاهتمام بالمؤسسة وسرعة مساعدتها وتقديم الدعم والمعونة لها. وقامت وزارة التخطيط بالاستجابة وتكللت كل هذه الجهود بإيصال منحة البنك العربي للإنماء إلينا والتي كانت عبارة عن 350 طنا من الورق الطباعي واستطيع القول إنه لولا هذه المنحة لكنا في وضع لانحسد عليه، حيث ساهمت هذه المنحة برفع قدرتنا على طباعة الكمية المذكورة من الكتاب للمراحل الدراسية المختلفة والتي تم توزيعها وترحيلها على عموم مدارس المحافظات المحررة كما ذكرت آنفا.

دعم لتسريب الكتاب

• ماذا عن المنح الاخرى المقدمة؟

لم نتلق أي دعم من اية منظمة مانحة اخرى، فالمنظمات بدلا من أن تحذو حذو الصندوق العربي للانماء في دولة الكويت الشقيقة وتقوم بدعم المؤسسة حتى تمكنها من طباعة كمية كافية من الكتاب المدرسي، ليصب هذا الدعم في صالح العملية التعليمية في بلادنا، إلا انها تقوم بطباعة الكتاب المدرسي في مطابع خاصة حيث يقوم بعض أصحاب هذه المطابع بتسريب الكتاب المدرسي إلى السوق وبذلك يخلق لنا هذا الدعم من غير قصد مشكلة نعاني منها نحن كجهة رسمية والطلاب واولياء امورهم كل عام وهي تسرب الكتاب المدرسي إلى السوق وبيعه على التلاميذ.

•ممكن تشرح لنا أستاذ فارس بشكل أوسع جزئية دعم المنظمات الذي يؤدي إلى تسرب الكتاب المدرسي إلى السوق؟!!

طبعا سأشرح لكم :

هناك منظمات للاسف و(بدافع نبيل) وهو دعم عملية التعليم كما قلت تلجأ إلى طبع الكتاب المدرسي عند عدد من المطابع الخاصة، ليقوم بعض أصحاب هذه المطابع بطباعة كميات زائدة عن المطلوب منها حتى يتسنى لها بيع الكمية الزائدة في السوق، وهي عملية مدمرة للمهام الموكلة لمؤسسة مطابع الكتاب المدرسي.

•هل كانت لكم جهود لمكافحة هذه العملية التي تؤدي إلى تسرب الكتاب المدرسي؟

نبهنا أكثر من مرة بهذا الشأن واستصدرنا قرارات من معالي وزير التربية والتعليم رئيس مجلس إدارة المؤسسة بمنع قيام المنظمات بالطباعة خارج مطابع المؤسسة، وذلك وفقا للقانون الذي يخول ويعطي الحق الحصري للمؤسسة بطباعة الكتاب المدرسي وذلك بموجب قرار إنشائها الذي يحمل رقم 232 لعام 1992م..إلا انه للأسف لاتزال الطباعة من قبل المنظمات جارية من خلال المكتبات وبعض المطابع الخاصة في المحافظات المجاورة للعاصمة عدن وفي محافظة مأرب بالذات التي تتم فيها طباعة الكتاب المدرسي خارج المؤسسة ودون الالتفات لمهامها الحصرية.

•هل هناك تعاون معكم من قبل الجهات الامنية والقضائية لإيقاف عملية تسريب الكتاب؟

نعم هناك تعاون مع الجهات الامنية والقضائية، فنحن قمنا بعدة بلاغات إلى نيابة الأموال العامة، وقمنا بالإشتراك مع إدارة أمن عدن بعدة حملات امنية.. وذلك بجهود كبيرة من المسؤول الامني ومدير إدارة العلاقات العامة والإعلام في المؤسسة اللذين قاما بترتيب عملية الاشتراك في عمليات المداهمة الامنية التي اسفرت عن ضبط عدد من المخالفين في هذه القضية.

ايضا وعلى سبيل المثال مؤخرا تم ضبط كمية قادمة من محافظة لحج مؤخرا في نقطة الحزام الامني والتحقيقات جارية في نيابة لحج ونحن بدورنا شاركنا في التحقيقات وثبت أن التسريب من خارج مطابع الكتاب المدرسي حيث أن الكميات ضبطت وهي قادمة إلى العاصمة عدن وليست خارجة منه، ومع ذلك أقول إن هذه مشكلة كبيرة ستستمر مع عملية استمرار طباعة الكتاب المدرسي خارج نطاق مؤسسة الكتاب المدرسي وإن كان بدافع (الهدف النبيل ) الممثل بدعم العملية التعليمية من قبل المنظمات الداعمة الأمر الذي سيتيح فرصة لاصحاب بعض المطابع من ضعفاء النفوس بأن يضاعفوا من طباعتهم للكتاب المدرسي بنية مسبقة وهي المتاجرة به في السوق على حساب ابنائنا الطلاب المساكين.

•هل لكم من كلمة تودون توجيهها لهذه المنظمات الداعمة؟

نقول عبر صحيفتكم الغراء للمنظمات إن دعمكم للعملية التعليمية بقيامكم بطباعة الكتاب المدرسي خارج الجهة المكلفة قانونا بطبعه هو خيار غير صائب وإن كان بدافع نبيل، وأن توجيه دعمكم لمؤسسة مطابع الكتاب المدرسي في هذه الظروف التي تمر بها البلاد هو الاكثر نفعا، فبالحصول على تمويلات ومعونات من قبلكم حتى ولو كانت هذه المعونات مدخلات انتاج:

١- سنضمن استمرار العملية الطباعية بالمؤسسة مما تشكل هذه الاستمرارية دعما ماديا لها ولموظفيها.

٢- ستجنبنا مشكلة تسرب الكتاب المدرسي من قبل المطابع الخاصة إلى السوق التي تؤرقنا جميعا مؤسسة وطلابا واولياء أمور.

صعوبات بسبب هبوط العملة الوطنية

•ماذا عن الصعوبات الأخرى التي تواجهونها؟

ابرز الصعوبات والمشكلات الاخرى التي تواجهنا في المؤسسة هي هبوط سعر الريال أمام الدولار.. فمدخلات الإنتاج نقوم بشرائها بالدولار وللاسف الشديد ارتفاع سعر صرف الدولار أثر علينا كثيرا عند شرائنا المواد الخام وكما ذكرت آنفا لولا المعونة التي حصلنا عليها من الصندوق العربي للانماء من دولة الكويت لكنا في وضع لانحسد عليه في العام 2024م الذي غادرنا للتو.

نأمل تحسن الاوضاع الاقتصادية في الفترة المقبلة فكلما تحسنت الاوضاع الاقتصادية تحسنت اوضاع المؤسسة وزادت انتاجيتها.

حاجة ملحة للتطوير

• بوجود هذه الصعوبات الا تتفق معي أستاذ فارس بأنه يصعب التحدث عن أي خطط توسعية جديدة لديكم ؟

فيما يخص هذا السؤال.... في ظل الاوضاع الحالية نحن نعمل للحفاظ على ماهو موجود تحت ايدينا وهي مطابع فروع المنصورة والمعلا والمكلا، هذه الفروع الثلاثة للمؤسسة تقوم بانتاج وترحيل انتاجها إلى مدارس المحافظات المحررة ومن الصعب الآن الحديث عن فتح فروع جديدة في ظل الاحتياج لتطوير الفروع القائمة وخاصة فرع المعلا الذي يعد الأقدم في المؤسسة والذي هو في الأساس دار الهمداني سابقا وتم ضمه إلى المؤسسة في العام 2003 بقرار من مجلس الوزراء ولم يحظ من حينها بأي معونة او مساعدة أو تطوير حتى اليوم..نأمل مستقبلا أن يتم النظر في اوضاع هذه الوحدة الطباعية وأن يتم انتشالها من الوضعية التي هي عليها. ومع ذلك فإن القائمين عليها من المهندسين والفنيين يبذلون جهودا كبيرة من أجل استمرار العمل في الفرع وبحرفية خاصة من قبلهم وذلك للخبرة التي يمتلكونها حيث انهم يعتبرون من أقدم مهندسي المطابع في الجمهورية وبفضل جهودهم الجبارة استطعنا المحافظة على هذه المطابع حتى الآن.

• كيف تسير علاقتكم بوزارة التربية التي يرأس وزيرها مجلس ادارة مؤسسة مطابع الكتاب المدرسي ؟

نوجه الشكر الجزيل لوزير التربية والتعليم الأستاذ طارق العكبري رئيس مجلس الادارة لاهتمامه بالمؤسسة وشؤونها ومتابعته الدائمة لعملية الإنتاج والترحيل في المؤسسة كما نوجه الشكر لوزير المالية الأستاذ سالم بن بريك لاهتمامه بتعزيز المؤسسة ورفدها بالميزانية بشكل مستمر دون انقطاع، وهو ما أدى الى ضمان استمرار العملية الطباعية وكذا ضمان حصول الموظفين على مستحقاتهم المالية.

وأحب أن أذكر هنا بأننا استطعنا بفضل جهود وزير المالية صرف جميع المرتبات الشهرية حتى شهر ديسمبر للعام 2024م بالرغم من اننا قمنا بإخلاء العهدة المالية لنا في نهاية شهر اكتوبر من نفس العام. وهذا كان نتيجة سياسة التقشف المالية التي اتبعناها وأدت إلى وجود وفورات استفدنا منها في صرف رواتب الموظفين لشهري نوفمبر وديسمبر من العام الفائت 2024م الذي غادرنا قبل بضعة أيام.

عزم على الاستمرار

•وفي حديثنا الشيق معكم.. كلمة اخيرة تريد قولها ؟

أحب القول إن كل منتسبي مطابع الكتاب المدرسي عاقدو العزم على أن يحافظوا على كل مكتسبات المؤسسة، وها أنتم تزوروننا بالتزامن مع تدشين اعمال الجرد السنوي التي نقوم بها.. فقد شكلنا لجانا لهذا الجرد للمخازن والمستودعات في المؤسسة وهي كلها تعمل وامامكم الحضور المتواجد بنسبة مائة بالمائة وتفاعل جميع الموظفين والاداريين والفنيين العاملين مع عملية الجرد التي تجري في فروع المؤسسة بكل انتظام، ونحن نتابعها شخصيا والاخ مدير الدائرة المالية الأستاذ هاني العلوي ومستشار معالي وزير التربية والتعليم الدكتور وهيب الخميسي والمستشار الشخصي عامر ابراهيم بامدهف والعمل يسير بوتيرة منتظمة وممتازة في المؤسسة نأمل استمرارها وتحسنها إلى الافضل إن شاء الله.

ونشكركم في صحيفة ١٤ اكتوبر لاهتمامكم بشؤون المؤسسة وتلمسكم لهمومنا واحتياجاتنا ومتابعتكم لجهودها في اتمام عملية طبع الكتاب المدرسي وتوزيعه على كافة المدارس الأساسية والثانوية في المحافظات المحررة.