القيادة السورية الجديدة تتعهد تعزيز حرية الصحافة والتعبير عن الرأي
دمشق / 14 أكتوبر / متابعات:
قال وزير الإعلام السوري الجديد محمد العمر، اليوم الأربعاء، إنه يعمل من أجل "بناء إعلام حر"، متعهداً ضمان "حرية التعبير" في بلد عان فيه وسائل الإعلام لعقود من التقييد في ظل حكم عائلة الأسد.
وبعد 13 عاماً من الحرب الأهلية، أراد العمر أيضاً طمأنة مجموعة الصحافيين التي عملت خلال حكم بشار الأسد لكنها "رفضت أن تكون أدوات للتطبيع" ووعد بأنه "سيتم استدعاؤها لتعود إلى مواقعها".
وقال العمر في مقابلة مع وكالة "الصحافة الفرنسية"، "كان هناك تقييد كبير لحرية الصحافة والتعبير عن رأي ورقابة من قبل النظام"، وأضاف "في المرحلة المقبلة، نعمل على إعادة بناء إعلام سوري حر يتصف بالموضوعية والمهنية".
والعمر هو عضو في الحكومة الانتقالية التي شكلها في دمشق ائتلاف من فصائل معارضة بقيادة هيئة تحرير الشام أطاحت بشار الأسد في الثامن من ديسمبر2024، مما أنهى أكثر من نصف قرن من حكم آل الأسد.
وبعد ساعات قليلة من دخول الفصائل إلى دمشق، زينت وسائل الإعلام الرسمية السورية التي كانت تمجد الرئيس المخلوع، بألوان "الثورة" وانتقدت "النظام المجرم"، وهي كلمات لم يكن من الممكن تصور النطق بها قبل أقل من شهر.
وتابع العمر الذي كان وزيراً للإعلام في حكومة الإنقاذ المعلنة ذاتياً التي شكلت في 2017 بمحافظة إدلب التي سيطرت عليها المعارضة في شمال غربي البلاد لتقديم الخدمات للسكان المحرومين من مؤسسات الدولة، "نعمل على تعزيز حرية الصحافة والتعبير عن الرأي التي كانت مقيدة بشدة في مناطق النظام المخلوع".
وعلى مدى عقود، قمع حزب البعث الحاكم وعائلة الأسد كل الحريات في سوريا وكمموا أفواه الصحافيين وحولوا وسائل الإعلام إلى أدوات لخدمة السلطة.
وعندما اندلعت التظاهرات المؤيدة للديمقراطية عام 2011، تعرضت الحركة لقمع دام، وسرعان ما وصف المتمردون الذين حملوا السلاح ضد السلطة بأنهم "إرهابيون" في خطاب السلطات.
وصرح العمر، "بالنسبة لوسائل الإعلام الرسمية، نحن لا نريد أن نستمر على النهج نفسه (أي) إعلام رسمي معني بتلميع صورة السلطة".
وتكثف السلطات الجديدة التصريحات واللفتات لطمأنة الأقليات في البلاد المتعددة الأعراق والأديان، والوفود الغربية والعربية التي تعيد فتح خط دبلوماسي مع دمشق.
وأكد العمر أيضاً، "سنقلل من إجراءات البيروقراطية ونعمل على تيسير عمل الوفود الصحافية الأجنبية"، إذ في ظل السلطة السابقة، كانت تخضع وسائل الإعلام الأجنبية للتدقيق ولم يكن صحافيوها يتمكنون من الحصول على تأشيرات دخول بسهولة.
وأضاف، "وجهنا نداءات مباشرة منذ تحرير مناطق سوريا خصوصاً بدمشق باستمرار العمل الإعلامي للعاملين في مؤسسات النظام".
ونشرت وزارة الإعلام في 13 ديسمبر 2024 بياناً أثار قلق صحافيين كانوا يعملون تحت مظلة النظام، أكدت فيه عزمها محاسبة "جميع الإعلاميين الحربيين الذين كانوا جزءاً من آلة الحرب والدعاية لنظام الأسد الساقط، وأسهموا بصورة مباشرة أو غير مباشرة في الترويج لجرائمه".
وتحدث الوزير أمس الثلاثاء، مع عشرات الصحافيين السوريين لمناقشة المرحلة الانتقالية. وقال، "ما نعتمد عليه في الفترة المقبلة هو الخبرة والكفاءة، نريد إعلاماً يعبر عن الثقافات السورية المتنوعة وطموحاتها وينقل اهتماماتها ويشكل صلة وصل بين الشعب والإدارة الموجودة".
أعلنت السلطات السعودية، اليوم الأربعاء، تسيير جسر جوي إلى سوريا حاملاً مساعدات إنسانية من إمدادات طبية وغذائية وإيوائية "للتخفيف من الأوضاع الصعبة" على السوريين، وفق ما أفاد الإعلام الرسمي.
وأوردت وكالة الأنباء السعودية (واس) أن "مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية سير اليوم الأربعاء، أولى طلائع الجسور الإغاثية السعودية المقدمة للشعب السوري الشقيق، من مطار الملك خالد الدولي، وتحمل على متنها مواد
غذائية وإيوائية وطبية متجهة إلى مطار دمشق الدولي للإسهام في تخفيف آثار الأوضاع الصعبة التي يمر بها الشعب السوري حالياً".
ونقلت الوكالة عن المشرف العام على المركز عبدالله الربيعة أن "الجسر الإغاثي الجوي الذي انطلق اليوم سيتبعه جسر بري آخر خلال الأيام القليلة المقبلة وسيقدم الإغاثة العاجلة للأشقاء السوريين".
وزار وفد حكومي رفيع المستوى نهاية الشهر الماضي دمشق حيث التقى القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع.
وكان الشرع قال في مقابلة مع قناة "العربية" السعودية الأحد الماضي، إن "سوريا بلد منكوب" في إشارة لتداعي البنى التحتية بعد أكثر من عقد من الحرب.
وتسبب النزاع السوري منذ اندلاعه عام 2011 بانهيار النظام الصحي في البلاد، بحسب منظمة الصحة العالمية التي أشار مسؤولوها، الأسبوع الماضي، إلى أن "نحو نصف المستشفيات السورية خارجة عن الخدمة".
شن تحالف فصائل مسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام هجوماً مباغتاً استمر 11 يوماً أفضى في الثامن من ديسمبر إلى إطاحة حكم آل الأسد الذي استمر قرابة نصف قرن.
وكانت السعودية أرسلت أطناناً من المساعدات الإنسانية إلى سوريا بعد الزلزال المدمر الذي ضرب شمالها في فبراير 2023، إبان حكم بشار الأسد.
وكان مئات السوريين قد استقبلوا في ساحة الأمويين بدمشق ليل الثلاثاء-واليوم الأربعاء، على وقع المفرقعات والأغاني الثورية، سنة 2025، يحدوهم "الأمل" في أن يحمل لهم أول عام يشهدونه منذ خمسة عقود من دون حكم آل الأسد غداً أفضل.
وعند منتصف الليل، سمع مراسل وكالة الصحافة الفرنسية دوي أعيرة نارية في الهواء فوق جبل قاسيون المشرف على دمشق بينما أضاءت سماء العاصمة المفرقعات والألعاب النارية.
وتحت أعلام الثورة أطلق جمع من الأطفال العنان لأصواتهم، مرددين هتافات من بينها "تحيا سوريا، سقط الأسد"، في إشارة إلى سقوط الرئيس بشار الأسد الذي أطاح بنظامه تحالف فصائل إسلامية معارضة في الثامن من ديسمبر 2024.
وفي شوارع العاصمة السورية حيث أقيمت احتفالات في أجواء ودية، سيّر عناصر من قوات الأمن بالزيّ العسكري دوريات، حاملين بنادقهم على أكتافهم، وقد لوّح بعضهم بعلم الثورة.