سكان شمال (غزة) يستأنفون عودتهم بعد تطمينات "حماس" لإسرائيل
غزة / الضفة الغربية / عواصم / 14 أكتوبر / متابعات:
استشهد فلسطينيان اثنان اليوم الاثنين بقصف إسرائيلي استهدف مركبة في شارع نابلس قرب مخيم نور شمس شرق طولكرم شمال الضفة الغربية المحتلة، أعقبه اقتحام جيش الاحتلال للمدينة في ظل أنباء عن قصف ثان لم تتضح تفاصيله.
وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد فلسطينيين وإصابة 3 بقصف مسيّرة إسرائيلية لسيارة في طولكرم.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) إن المسيّرة الإسرائيلية قصفت مركبة أثناء مرورها عبر شارع نابلس عند مدخل مخيم نور شمس، ما أدى إلى اشتعال النيران فيها واستشهاد رامز ضميري وإيهاب أبو عطيوي من مخيم طولكرم.
وذكرت مصادر أن جيش الاحتلال نفذ قصفا جويا ثانيا في طولكرم، فيما وردت أنباء عن ضحايا، دون معلومات مؤكدة حتى الآن.
وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال تحاصر مستشفى ثابت ثابت بمدينة طولكرم، وسط سماع أصوات إطلاق نار كثيف في مخيم طولكرم بعد أنباء عن تسلل قوات إسرائيلية خاصة.
كما قالت مصادر إن قوات الاحتلال انتشرت في أحياء عدة بطولكرم ودفعت بتعزيزات عسكرية.
وكانت القناة الـ14 الإسرائيلية أفادت بأن المستوى السياسي وجه بتوسيع العملية العسكرية في جنين إلى مناطق أخرى بالضفة الغربية.
بدورها، نعت حركة (حماس) القائد القسامي إيهاب أبو عطيوي والقسامي رامز ضميري اللذين استشهدا في ما وصفته بعملية اغتيال في مخيم طولكرم.
وأضافت أن اغتيالهما تأكيد على استمرار جرائم الاحتلال، وأكدت "أن دماء الشهداء لن تذهب سدى"، داعية أهالي الضفة لمزيد من الاشتباك وتصعيد المقاومة.
يأتي ذلك في ظل مواصلة جيش الاحتلال لليوم السابع عدوانا على الفلسطينيين وممتلكاتهم في مدينة جنين ومخيمها شمال الضفة الغربية.
وفي غزة بدأ النازحون الفلسطينيون بالعودة إلى شمال القطاع صباح اليوم الإثنين، بحسب ما أفاد مسؤول في وزارة الداخلية بغزة وكالة الصحافة الفرنسية، بعد اتفاق بين حركة "حماس" وإسرائيل.
وأكد المسؤول "بدء عبور النازحين الفلسطينيين على شارع الرشيد الغربي عبر حاجز نتساريم الغربي إلى مدينة غزة وشمال قطاع غزة".
وتوجّه آلاف الفلسطينيين الذين جر بعضهم عربات محمّلة بالأمتعة باتجاه حاجز نتساريم على شارع الرشيد الممتد على طول ساحل غزة، وفقاً لصور التقطتها وكالة الصحافة الفرنسية صباح الإثنين.
وأفاد الدفاع المدني في غزة الأحد بأن إسرائيل منعت عشرات آلاف النازحين الفلسطينيين من العودة من جنوب القطاع إلى شماله عبر المعبر الذي يقسم القطاع إلى قسمين.
وبررت إسرائيل القرار بعدم إطلاق سراح الرهينة المدنية أربيل يهود التي اعتبرت الإفراج عنها أولوية، وعدم تقديم "حماس" قائمة بالرهائن الأحياء منهم والأموات.
من جهتها اعتبرت حركة "حماس" عودة النازحين الفلسطينيين من جنوب قطاع غزة إلى شماله "هزيمة للاحتلال ومخططات التهجير".
وقالت الحركة في بيان إن عودة عشرات آلاف النازحين شكل "انتصاراً لشعبنا، وإعلان فشل وهزيمة الاحتلال ومخططات التهجير" فيما اعتبرت حركة الجهاد الإسلامي أن عودة النازحين هي "رد على كل الحالمين بتهجير شعبنا".
من جهته أشاد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بـ"دور" الرئيس الأميركي دونالد ترمب في التوصل إلى وقف إطلاق نار "تاريخي" في غزة، وذلك خلال مكالمة هاتفية أكدا فيها "أهمية العمل معاً".
وجاء في بيان صادر عن داونينغ ستريت أن رئيس الوزراء البريطاني الذي تولى منصبه في يوليو الماضي، "أشاد بالدور الذي أداه الرئيس ترمب للتوصل إلى وقف إطلاق نار تاريخي وإلى اتفاق بشأن الرهائن في غزة".
من جهته رحّب الرئيس الأميركي بالإفراج عن الرهينة البريطانية الإسرائيلية إميلي داماري التي أطلِق سراحها الأسبوع الماضي بعد احتجاز دام أكثر من 15 شهراً.
ووفقا لداونينغ ستريت، ناقش الزعيمان أهمية "العمل معاً من أجل الأمن في الشرق الأوسط".
ولم يعلّق ستارمر مساء الأحد على اقتراح ترمب الجديد إرسال الفلسطينيين من غزة إلى مصر والأردن.
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في وقت متأخر الأحد أنه سيجري الإفراج عن ستة رهائن إضافيين الأسبوع المقبل، بعد محادثات مع "حماس".
وجاء في بيان صادر عن مكتب نتنياهو أنه سيجري الإفراج عن ثلاثة رهائن الخميس وثلاثة آخرين السبت، مضيفاً أن رئيس الوزراء الإسرائيلي سيسمح للفلسطينيين بالعودة إلى شمال غزة اعتباراً من اليوم الإثنين.
وأكد نتنياهو أن حركة "حماس" ستفرج عن الرهينة المدنية أربيل يهود والمجندة آجام بيرجر ورهينة أخرى.
من جانبها، قالت حركة "حماس" إنها سلمت الوسطاء المعلومات المطلوبة بخصوص قائمة الرهائن الإسرائيليين المقرر الإفراج عنهم خلال المرحلة الاولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
وذكرت وزارة الخارجية القطرية أن حركة "حماس" وافقت على تسليم الرهينة الإسرائيلية أربيل يهود واثنتين أخريين قبل يوم الجمعة في مقابل سماح إسرائيل بدخول النازحين شمال قطاع غزة بدءاً من الإثنين.
وقال ماجد الأنصاري المتحدث باسم الخارجية القطرية "في إطار الجهود المستمرة التي يقودها الوسطاء، تم التوصل إلى تفاهم بين الطرفين يقضي بأن تقوم حركة (حماس) بتسليم الرهينة أربيل يهود واثنتين من الرهائن قبل يوم الجمعة المقبل".
وأضاف "كما ستقوم (حماس) بتسليم ثلاث رهائن إضافيين يوم السبت وفقاً للاتفاق إضافة إلى تقديم معلومات عن عدد الرهائن الذين سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق".
وقال إن إسرائيل ستسمح "في المقابل بدءاً من صباح الإثنين بعودة النازحين في قطاع غزة من الجنوب إلى المناطق الشمالية من القطاع كما ستسلم قائمة بأسماء 400 شخص ممن تم اعتقالهم منذ السابع من أكتوبر 2023 كل يوم أحد خلال المرحلة الأولى".
وكانت مصر قد رفضت أي تهجير قسري لفلسطينيين، وذلك بعد اقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترمب "تطهير" قطاع غزة ونقل سكانه إلى مصر والأردن. وشدد بيان لوزارة الخارجية المصرية على "استمرار دعم مصر لصمود الشعب الفلسطيني على أرضه وتمسكه بحقوقه المشروعة في أرضه ووطنه".
كما أكد البيان أن القاهرة "ترفض أي مساس بتلك الحقوق غير القابلة للتصرف سواء من خلال الاستيطان أو ضم الأرض أو عن طريق إخلاء تلك الأرض من أصحابها من خلال التهجير أو تشجيع نقل أو اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم سواء كان بشكل مؤقت أو طويل الأجل".
بعد 15 شهراً من الحرب، قال ترمب إن قطاع غزة بات "مكاناً هدم بالكامل"، وأضاف "أود أن تستقبل مصر أشخاصاً. أود أن يستقبل الأردن أشخاصاً".
وسبق أن حذر البلدان في بدايات الحرب التي اندلعت بين إسرائيل و"حماس" في أكتوبر 2023 من مخططات لنقل فلسطينيين من غزة إلى مصر، ومن الضفة الغربية إلى الأردن. كذلك سبق أن حذر مراراً الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي قال ترمب إنه سيجري محادثة معه الأحد، من أن التهجير سيكون هدفه "تصفية القضية الفلسطينية".
ويعتبر السيسي هذا الأمر "خطاً أحمر" من شأنه أن يهدد الأمن القومي المصري. والأحد دعت الخارجية المصرية في بيانها المجتمع الدولي إلى "العمل على بدء التنفيذ الفعلي لحل الدولتين"، وهو ما حذرت القاهرة من أنه سيصبح مستحيلاً في حال اقتُلع الفلسطينيون من أراضيهم.
بدورها، حذرت جامعة الدول العربية من "محاولات نزع الشعب الفلسطيني من أرضه". وجاء في بيان للأمانة العامة لجامعة الدول العربية "لا يُمكن أن يُسمى ترحيل البشر وتهجيرهم عن أرضهم قسراً سوى بالتطهير العرقي".
من جانبه، شكر والد رهينة إسرائيلية أفرج عنها السبت أعضاء الحكومة الذين صوتوا لمصلحة اتفاق الهدنة مع حركة "حماس"، محذراً الرافضين لها من أنهم سيدفعون ثمن ذلك في صناديق الاقتراع.
وقال إيلي الباغ، والد ليري وهي إحدى الرهينات الأربع اللواتي أفرجت "حماس" عنهن السبت في إطار عملية تبادل، إن "الناس سيجعلونكم تدفعون الثمن".
وصوت الحزبان اليمينيان المتطرفان، "الصهيونية الدينية" بزعامة بتسلئيل سموتريتش و"القوة اليهودية" بزعامة إيتمار بن غفير، ضد الصفقة، وكذلك فعل وزيران من حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو.
وخرج بن غفير، وزير الأمن القومي السابق، من الائتلاف الحكومي الذي بات هامش غالبيته في الكنيست يقتصر على نائبين.
ومساء الأحد تجمعت عائلات الشابات الأربع اللواتي أفرِج عنهن السبت في مستشفى رابين في بتاح تكفا (وسط)، وطالبت بالإفراج عن جميع الرهائن، قبل أن توجه الشكر للجهات الفاعلة في هذا الاتفاق، بما في ذلك الرئيس الأميركي ترمب.
وقال الباغ "أنا أحتقركم"، مخاطباً معارضي الاتفاق الذي تنص مرحلته الأولى ومدتها ستة أسابيع على الإفراج عن 33 رهينة من غزة في مقابل نحو 1900 معتقل فلسطيني لدى إسرائيل.
وأفرِج عن سبع نساء في أسبوع واحد. لكن كثراً يخشون من أن تستأنف الحكومة الأعمال العدائية بمجرد انتهاء هذه المرحلة الأولى، ما من شأنه أن يعرقل الإفراج عن الرهائن الـ61 الآخرين الذين سيظلون محتجزين بعد هذه المرحلة، بما في ذلك 34 شخصاً أعلنت إسرائيل وفاتهم أو مقتلهم.
والمُزمع الإفراج عنهم في المرحلة الأولى، هم النساء والرجال الذين تزيد أعمارهم على 50 سنة أو الذين هم جسدياً بحال سيئة. وقال يوني ليفي والد نعمة التي أفرِج عنها السبت إن "نعمة الآن آمنة بيننا لكن القتال لم ينته بعد".
وتحدث وزير الدفاع الأميركي الجديد بيت هيغسيث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الأحد، في أول مكالمة هاتفية له مع مسؤول أجنبي منذ توليه منصبه.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في بيان إن هيغسيث ونتنياهو "ناقشا أهمية تعزيز الأولويات والمصالح المتبادلة (للبلدين) في مجال الأمن، ولا سيما في مواجهة التهديدات المستمرة".
وأضافت أن "وزير الدفاع شدد على أن الولايات المتحدة ملتزمة تماماً، تحت قيادة الرئيس ترمب، ضمان امتلاك إسرائيل القدرات التي تحتاجها للدفاع عن نفسها"، من دون أن تحدد سبب تحدث هيغسيث مباشرة مع رئيس الحكومة الإسرائيلية وليس مع نظيره يسرائيل كاتس.