القاصة والمربية الاردنية عيدة الهربيد :
اجرت اللقاء /نادرة عبدالقدوس التقيتها في مدينة الرمثا في محافظة اربد الاردنية قبل بضعة أشهر .. قاصة متخصصة في تأليف قصص للأطفال ، وقد صدرت لها مجموعة قصصية تشمل قصة قصيرة للأطفال وهناك ثلات مجموعات قصصية تحت الطبع "الطباشير الهاربة ـ الذهب الأخضر ـ حكايات شعبية" وكل مجموعة تشمل عشرين قصة وحكاية.إنها القاصة عيدة علي الهربيد الزعبي ـ رمثاوية المولد ـ خريجة آداب جامعة بيروت العربية بشهادة ليسانس عام 1978م .. وحاصلة على شهادة دبلوم من جامعة القديس يوسف في بيروت وفي عام 1982م تحصلت على الماجستير في الأدب العربي من جامعة القديس اليسوعية في بيروت ايضاً .. وكانت رسالة التخرج موسومة بـ "حسني زيد الكيلاني" وهو شاعر أردني طوى النسيان ذكراه فلم تعد الاجيال تذكره .. ولم يكتب عنه أحد ـ في هذا الصدد تقول الاخت عيدة الزعبي والتي تشغل حالياً منصب مديرة مدرسة ثانوية للبنات في الرمثا "لم يكن الكيلاني من الشعراء الذين يحظون بالشهرة أو لمجرد الذكر، فقمت بجمع المعلومات عنه بطريقة البحث الشفاهي والمقابلات المباشرة، والبحث في المكتبات والصحف القديمة الصادرة في عشرينيات القرن المنصرم في الأردن.. وبعد أن أصدرت رسالة الماجستير في كتاب وتم التعرف عن حياة الكيلاني وقصائده الوطنية وغيرها هاهو اليوم يدرس ضمن المناهج التعليمية الأردنية".بدأت القاصة عيدة بكتابة قصص الاطفال في تسعينيات القرن المنصرم ، وننوه ان الدافع الاساسي هو حبها للاطفال وقصصهم الخاصة بهم، ولأنها ام لعدد من الأطفال فإنها تستمد افكار حكاياتها من أطفالها .. وتضيف ضاحكة :" لي ولد لاينام إلا بعد أن تحكي له حكاية قبل النوم" وتؤكد انها تضع هدفاً لكل قصة وحكاية بغرض توعية الطفل وتوسيع مداركه ولكنها بكل حزن تقول : " مشكلتنا هنا أن أدبنا ونتاجاتنا المختلفة لا تسوق .. لا داخل الأردن ولا خارجه، رغم ان جهات رسمية تقوم بالدعم والطباعة".وقد اهدتني الاخت عيدة الهربيد نسخة من مجموعتها القصصية الخاصة بالاطفال والموسومة بـ "سوسن والعيد" وهي تحتوي على تسع عشرة قصة قصيرة مزودة برسومات جميلة تعبر عن محتوى كل قصة .. وغير ملونة ..الكتاب مكون من (69) صفحة بالحجم المتوسط، طبع في دار الكندي للنشر والتوزيع في محافظة أربد بدعم من وزارة الثقافة الاردنية عام 2001م.وقد قام بتصميم الرسومات الفنان الأردني جهاد أبو حمدي.تقول المؤلفة الهربيد في مقدمة الكتاب الذي اهدته إلى عمها الذي رباها "يوسف الهربيد الزعبي" وهو أحد المناضلين القدامى ضد الاحتلال البريطاني في الاردن ومابعد الاحتلال: " لاشك ان الكتابة للاطفال مسؤولية كبيرة ، فالكتابة للاطفال يجب ان تكون هادفة وبناءة لغرس قيم ومبادئ واخلاقيات مثلى في نفوس الاطفال ، بالاضافة إلى توسيع مدارك الطفل وتنشيط خياله واعتماده على نفسه وزرع الثقة في تصرفاته وتشجيعه على اتخاذ القرارات والمواقف المناسبة كل ذلك في اطار اخلاقي ينسجم مع مبادئ وعادات وقيم المجتمع الذي يحيط به".وتختتم قائلة : "يجب تحقيق كل هذه الاهداف بلغة سهلة وجميلة بعيدة عن التعقيد لتصل بسهولة إلى مشاعر ووعي الطفل".ما يميز المجموعة القصصية ان الخط المستخدم في طباعة القصص بالبنط العريض والواضح يساعد الطفل على رؤية الحروف والكلمات بشكل واضح ومفهوم والقراءة بسهولة ويسر .. كما استخدمت المؤلفة بذكاء المفردات السهلة والبسيطة والاسلوب السلسالذي يمكن الطفل من الفهم السريع لمضمون القصة .. ويشد الانتباه قصر القصة بحيث لايتسرب الملل إلى نفس الطفل القارئ.