لا أجرؤ على كتابة "نافرة كعروق الزجاجة" الآن
دبي /متابعاتقال الشاعر الحداثي السعودي محمد الثبيتي إن ديوانه "التضاريس" الذي صدر عام 1985 لا يزال ممنوعا في بلاده، لافتا إلى أنه لو طلب منه أن يعيد كتابة هذا الديوان لن يكتبه بذات الجرأة التي كانت في فترة ماضية، أيام الصراع الحداثي- الكلاسيكي.جاء حديث الثبيتي، في حوار ببرنامج "إضاءات" الذي يقدمه الزميل تركي الدخيل، وبث يوم الجمعة الماضي. ولد محمد عواض الثبيتي عام 1952 في منطقة الطائف، وحصل على بكالوريوس في علم الاجتماع، وعمل في التعليم. صدر له من الدواوين: عاشقة الزمن الوردي 1982، تهجيت حلما.. تهجيت وهما 1984، التضاريس 1986، موقف الرمال/موقف الجناس. وقد فاز بجائزة أفضل قصيدة في الدورة السابعة لمؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري عام 2000.ونفى الشاعر محمد الثبيتي لـ"إضاءات" أن يكون قد صمت بعد عام 1986، واستطرد بالقول إن الصراع الحداثي الكلاسيكي الذي كان دائراً حينها، أثّر فيه كثيرا "حيث صرت أكثر حذرا شئت أم أبيت، وذلك بعد اندفاعي في ديوان التضاريس الذي كتبته في الثلاثينات من العمر". وأضاف "لو كتبت ديوان التضاريس الآن سيكون أقل جرأة وسوف أزيل منه عبارات من قبيل زنجية شقراء.. بيضاء كالقار نافرة كعروق الزجاجة.. لا استطيع أن أكتبها الآن حيث تنقصني الجرأة والشجاعة ولكن القناعة لم تتغير". وقال الثبيتي إن ديوان التضاريس لا يزال ممنوعا في السعودية. وأوضح "بعد سحبه عام 1991 بسبب اتهامه أنه خارج على الثوابت سُحب مرة أخرى لاحقة عندما تمت طباعته مع ديواني الأخير موقف الرمال عام 2005 وقام بذلك موظفو الرقابة في وزارة الإعلام".وقال "أوشكت في ذلك الوقت أن أتبرأ من التضاريس لما ناله من هجوم ونقد". وفي سياق متصل، قال الثبيتي إن معظم من عارض الحداثة لا علاقة له بالأدب وليس قارئا جيدا له، وعلى رأسهم الشيخ الدكتور عوض القرني مؤلف كتاب الحداثة في ميزان الإسلام. وتابع "إن الذين هاجموا الحداثيين أرادوا أن يظهروا للناس أنهم ضد الدين ويسعون للتخريب"، نافيا أن يكون الحداثيون دعاة تخريب. وأشار إلى صعوبة الحوار في تلك الفترة مع أشخاص هاجموا الحداثة مثل عوض القرني ، وقال "حين يكفرك شخص فإنه لا يترك مجالا للحوار والنقاش".