على هامش المهرجان الثالث للشعراء الشباب
محمد علي الجنيدزبيد تاج العروس وعنوان الشرق الوافي .. شهدت مدينة زبيد فضاءات ابداعية جميلة .. المنتدى الأدبي الذي ولد مع اشراقة الأمل وميلاد الوطن الجديد ، في عام 1990م انطلق ميلاد المنتدى الأدبي بزبيد من اجل تحريك وتفعيل المشهد الثقافي بالمديرية .. وهاهي فعاليات وانشطة المنتدى تتواصل باستمرار، وهاهي فكرة اقامة مهرجان سنوي لمائة شاعر جاءت من إثنينية الأستاذ المفكر/ أحمد محمد رسام قالها الشاعر المتألق/ محمد مطة لتكون حقيقة زاهية للعيان متحدية الصعاب .. أنها بارقة أمل وانطلاقة متميمزة نحو آفاق مستقبل اكثر ابداعاً وتفعيلاً للمشهد الثقافي بدأ المهرجان في عام 2003م بدورة الشاعر المناضل / علي سعد الحكمي ومع اشراقة جديدة عام 2005م بدورة الشاعر / عبدالله محمد عطية .. وهاهي الشمعة الثالثة توقد بشعلة وإشراقة حب وبدورة المؤرخ والأديب المناضل/ عبدالرحمن عبدالله الحضرمي ـ وجه تهامة المشرق .. وهاهي حلة الجمال تكتمل ويصدح مائة شاعر وعشرون شاعرة بملكاتهم الواعدة .. وهاهو المنتدى الأدبي الثقافي بزبيد ذو الغرفة الواحدة والمساحة الضيقة .. ومن تلك الوجوه الشاحبة المتجاوزة كل المعوقات المتوقدة نهضة وحماساً وارادة وتعاوناً قائلة للجميع نحن هنا قادرون على المواجهة وهذه عطاءاتنا تتفجر أمامكم اليوم .[c1]بداية وفاء[/c]ليس كل الحب قاتلاً .. بعضه فقط هو الذي يفتك .. يصرع .. يميت .. يذيب المتيم بالهوى ويشنق العاشق المحب الولهان !!الحب ليس امرأة فقط .. فقد يموت الواحد حباً في أشياء اخرى .. فقد نحب مدينة مثلاً ـ حتى الثمالة والجنون .. فيلقينا الحب الصادق صرعى غرام عذب وضحايا عشق خالص نقي مع حبيبة غالية.ذلك هو حاصل الآن في علاقة المحبين مع الحبيبة المتفردة بالبهاء والجمال إنها زبيد .. التاريخ .. الانسان .. الحضارة .. الاصالة والمعاصرة الشعر .. مدينة يعشقها القلب .. زبيد احتضنت مهرجان زبيد الثالث للشعراء الشباب لمائة شاعر وعشرين شاعرة ـ دورة الأستاذ المؤرخ الأديب المناضل / عبدالرحمن عبدالله الحضرمي.حلقت في فضاء ابداع 120 شاعر وشاعرة من الأصوات الواعدة والشابة لونت العيون وطافت بمسامعنا وتغنت بوجداننا ابداعات هؤلاء ودكت بعضها هموم المجتمع اليمني وما يعانيه المواطن في حياته اليومية .[c1]سلوا عنا الشموس سلوا البدورا***أما نحن الذين نشع نوراسلوا التاريخ والأوطان عنا***ألسنا نحن من يحدو المسيراإذا ما الناس راعتهم خطوب***غدونا القلب فيهم والضميراومن يبن الشباب يجد شبابا***بنور رؤاه يستبق العصوراً [/c]على مدى ثلاثة أيام عاشت زبيد روائع من الابداع الأدبي .. تحت رعاية وزير الثقافة ومحافظ الحديدة كان المهرجان الثالث للشعراء الشباب .. في مساء الثلاثاء الماضي كنا على موعد مع الابداع .. في قاعة مفتوحة للهواء الطلق ذات مساحة واسعة هي قاعة المنتدى الخارجية .. حيث عبق التاريخ وشذى الحاضر .. هانحن نقضي هذه الليلة نسامر نجوم ونحاورها ايضاً .. هاهو المذيع الشاعر/ غالب عبدالله السلمي يفتتح المهرجان بصوته الشجي وكلماته الرنانة بقراءة جميلة .. ثم يقرأ أحد حفظة كتاب الله عز وجل آيات من الذكر الحكيم تلاوة وترتيلا .. وبعدها يجتمع الشعراء ورئيس المنتدى واعضائه بإيقاد الشمعة الثالثة لتكون علامة مضيئة في مسيرته الادبية والثقافية وديمومة للعطاء المستمر .. المجلس المحلي برئاسة العقيد/ عبدالله المضواحي .. والأمين العام/ يوسف الانباري والأستاذ / جمال الحضرمي ـ رئيس مؤسسة الحضرمي للثقافة والأدب والتراث ومدير مكتب الثقافة أ/ محمد محمد مطة ـ رئيس لجنة المهرجان أحمد صغير عزي ـ نائب عميد كلية التربية بزبيد ـ الأخ/ هشام ورو ـ مدير المكتبة العامة والاخ مدير أمن المديرية ـ الشيخ العلامة/ حسن إبراهيم البحر ـ ورئيس جمعية الحصيب للتراث والفنون الشعبية اسامة عبدالرحمن الحضرمي ـ كانت انشطة المهرجان برعاية ودعم اسرة المؤرخ المناضل الاديب/ عبدالرحمن عبدالله الحضرمي ـ ممثلة بنجله الأكبر الأستاذ الاديب الشاعر / جمال الحضرمي .[c1]إشراقة أمل !![/c]سعت وحرصت قيادة المنتدى الأدبي الثقافي بزبيد بقيادة ابن الحصيب / عبدالله الكوكباني رئيس المنتدى ونائبه الشاعر الصادق مع نفسه ومجتمعه جمال مهدي والاخوة الشعراء النجوم امثال / غالب عبدالله السلمي ، عبدالله فتيني خليل ـ جمال قطيش ـ ومحمد المزجاجي واخرين .وتحية خاصة للعملاق الحر والقلم الشريف صاحب الكلمة الصادقة والوفية المتميز القائل :[c1]باسمك سوف نظل نزهو ونفخر***فما نحن من ننسى ومن نتنكرفمنك تعلمنا الوفاء دائماً***سجايا الوفاء لابد تنمو وتثمر [/c]ونحن نقول للشاعر الحر الذي دائماً وابداً يعيش حبٍ وأملاً في القلوب انه الأستاذ والاديب أحمد محمد رسام الذي علمني أبجدية الحقيقة ..!!المؤرخ عبدالرحمن الحضرمي .. القدوة والمثل .. وجه تهامة النابض .. عرفته من خلال "تهامة في التاريخ " " جامعة الاشاعر زبيد" زبيد مساجدها ومدارسها العلمية" نتذكر شيئاً من شجون الماضي .. ففي عام 1985م وفي أمسية رمضانية 1405هـ جمعت بين المؤرخ الفقيد النابض حباً لتهامة / عبدالرحمن الحضرمي والأخ/ علي عبدالله صالح ـ رئيس الجمهورية ـ حفظه الله ـ والشيخ/ عبدالرحمن محمد علي عثمان محافظ الحديدة حينها .. حيث قال الحضرمي امام رئيس الجمهورية :أما زبيد لم تشعر بالعطاء السبتمبري المتدفق لأنها لم تحظ بالاتجاه السياسي والحس الحضاري .... إلى ان قال: " زبيد جزء منه اعطته تاريخاً مشرقاً وحضارة اسلامية خالدة جديدة بالاهتمام".جاءت نوارس وطيور الحب من كل البقاع التهامية .. فمن شاطئ الدريهمي جاء " خالد أحمد الفاشق" ليحكى لنا عن حضارة " بلقيس بنت تبع" منشطر الوجدان بين الشعر وحبه للأرض والانسان وعاشق للجمال مذيعاً يلقى درره البهية .. والمذيع وحس ورهافة الشاعر .. ومن وديان زبيد الخصبة واراضيها الزراعية الخضراء حيث تدفق المياه يأتي " ابراهيم الانثيب ـ أحمد حيدر جدله ـ محمد مبروك ـ الولهان في الطبيعة الريفية وعبده محسن افلح " الذي قرر العيش مع شمعة في ظلام الليل .. واخرين ..ومن مدينة التجارة ومن السوق الشعبي بالجراحي حيث مروج الود تعيش معركة النفس الاخير وحيث المبدعون المهمشون تبزغ نجوم مضيئة كانت السحب تحجبها عنا "نشوان يعقوب الظلاع ـ أحمد داود العيدروس ـ حبيب المعاناة وصفوات مكين ـ النجم الصاعد اشراق وسهل ومميت القصيدة ابن واصل .. ويخرج أحمد سالم باجل صراخاً بقوة وانفعال " حن وجمال حن" .. وعلي سليمان واصل .. وكانت همسات دافئة من"سليمان سعيد سهيل ولايدرى أحمد دواد العيدروس على من عقد الأمل ؟!ومن مدينة الفل والنرجس وتحديداً قرية جلة ـ حماس ـ التحيتا جاء " حسين علي عبده حماس بنبض فؤاده يصرخ بلغة العيون " الوحدة ليس صعبة !!ومن مدينة الزرانيق مدينة ابن العجيل يأتي "عمار الصقال ـ بمرارة يحكي واقع الأمة .. ويشاطره الألم " علي حسن" ونستمع اكثر بعبق تهامة الشجي ورائحة الطيب من" اسماعيل مخاوي" الذي عزف سيمفونية الخلود لزبيد .. ومحمد عاصية كان ذات أمل .. وهند أحمد عزي الصقال ذات " رائحة .. جميلة .. افكر شعرية دقيقة ترسل افكارها بمهارة ونضج.زبيد التي جمعت في حضنها الدافئ من صفات ومحاسن الجمال والروعة كل ما يحرك بواعث ولواعج النفس ولوعة المحبين .. فلكم انت حنونة وجديرة بالحنين اليك تحية حب ووفاء .. يا طيبة الذكر والخلود.في زبيد بهجة الابداع تتملك الجميع .. من يقبل " اعتذار " الشاعرة نوره حيدر صالح ـ شاعرة في فضاء الوجدان الصادق .. "افراح عمر بازي ـ مها سالم قادري ـ اماني المشيخي ـ فتحية سالم ظبي ـ عايشة أحمد فضة ـ احلام يعقوب الظلاع ـ نادية ـ منال ـ اسماء يوسف المهدلي ـ غالية احمد سالم دوبله : وغيرهن قدمن فضاءات ابداعية متميزة جداً .. حقيقة استطعن تقديم روائع من الابداع الشعري والتعبير عما في انفسهن بحرية واستطعن كسر حاجز الخوف المسيطر في قلوبهن بكل قوة وبارادة وعزيمة كبيرة .. وكانت الشاعرة "ايمان عبدالوهاب المعيطي " تتألم بقولها : " ياخسارة .. آه ..وايضاً ويلك" وبلهجة خليجية جميلة تكتب نصوصاً بماء القلب شاعرة واعدة اذا خلصت ولها نص ناضج وصوتها سيكون معلناً عن شاعرة عن شاعرة تعتز بها الجراحي .عبدالله محمد أحمد مزجاجي ـ صاحب البهجة والنفس المرحة يكتب نصوصاً من الوجدان .. الشاعر عبدالله فتيني خليل ـ يذكرني بأحمد مطر صاحب الالقاء الملفت والاسلوب المغاير لايقاع الرتابة علي بن علي عليان شاعر متمرد يكتب بواقعية ويتألم بمرارة .. أحمد عزي هتاري .. شاعر برائحة الفل والنرجس وذوق بعيد عن الخيال .. جمال مهدي شاعر ملون وذوق زبيد الاصيل قصائده افق بغد اكثر جمالاً ومازال على طريق المجد سائراً بكل شموخ .. غالب السلمي .. شاعر ومتمرد مغاير عن خط ابيه الشاعر " عبدالله السلمي" امتطى برق الفصيح رافعاً راية الحقيقة .. الشاعر الملقب " شريدة" شاعر الفطرة مخلص لذاته يلتقط قصائده من واقع الحياة اليومية وإلى جواره الشاعر / أمين السحاري الذي قصائده هي الاخرى تحاكي الحياة ويحلم بحياة اكثر مساواة واكثر جمالاً .. وهناك عدة شعراء لايتسع المقام لسردهم يمتلكون المنضج واسماء عديدة واعدة .يبقى طائر النورس القادم من السخنة علي مغربي الاهدل يعيش مع " عيشه" ومدى جمالياتها والشاعر الشعبي الكبير الرائع أحمد سليمان القادم من القناوص الذي امتع الجميع بقصائده الممزوجة حب وأملاً وتفاؤلاص ومرح كلها تجسدت في " امزحم" شاعر كبير جداً سفير متجول في الوجدانيات .ولاننسى فؤاد عيسى المخبي شاعر اليمن صاحب الحضور القوي والشاعر السعودي .. " زبيد مدينة العلم والعلماء" اغنية عزف سيمفونيتها المبدع / وهبة الله الاهدل غناء ولحن واداء المنشد المتألق دوماً / محمد علي بيرو .. صاحب الصوت الجميل ساحر الافئدة .. أذهل الجميع بصوته الرائع الهادئ .. والدكتور أحمد صغير عزي .. الذي اذهلنا كثيراً بتلك القصيدة الرائعة كانت غاية في الانسانية وخيط من النور المشرق .كان جميلاً جداً ان حضر وزير الثقافة ومحافظ الحديدة .. وزير الثروة السمكية المهندس/ محمود ابراهيم الصغيري ـ والشاعر والاديب أبو القصب الشلال ـ والشاعر عبدالهادي خضر ـ مدير مكتب الثروة السمكية بالحديدة ـ والاخ / طاهر رجب وبعض محبي المؤرخ والاديب المناضل/ عبدالرحمن الحضرمي رحمه الله .. المؤسف جداً غياب وزير الثقافة / خالد الرويشان وحافظ الحديدة العقيد/ محمد صالح شملان ـ ولاحتى مسؤول من قيادة المحافظة تكرم بالنزول ـ حتى اختنا الشقيقة "اذاعة الحديدة" هي الاخرى غابت ورفضت الحضور .. لا أدري لماذا الوسائل الإعلامية الرسمية والاهلية تغيب عن مثل هذه الفعاليات العظيمة والجميلة هل لأنها لاتمتلك الامكانيات المادية ولكن بامكانيات شحيحة انجز المنتدى عملاً رائع تعجز عنه وزارة الثقافة المعنية بذلك .. المختصين بالامر يهمشون المبدعين الحقيقيين ويهتمون بمن يغرد لهم .. منتديات المديريات واتحاد الادباء والكتاب .وغيرهم امتعونا باصوات شعرية متميزة.زبيد عاشت على مدى ثلاثة أيام بست فعاليات توزعت على كلية التربية بزبيد صباحاً ومساءً بقاعة المنتدى الخارجية .. لحظات مفعمة بحروف من ضوء الروح الممزوج بالحب والأمل .. سيواصل المنتدى تطريز بهاءها وسيصوغ للغد أكثر ابداعاً .. وزبيد تبتسم لجمال سناها وروعة محياها فشكر لمن عملوا على انجاح هذا المهرجان ونعتب على الفضائية اليمنية واذاعة الحديدة والجهات المعنية عن تقصيرها وعدم حضورها !!