بعد أيام قليلة سيعلن عن اختتام فعاليات مؤتمر الحوار الوطني الذي دامت جلساته لتسعة أشهر تحمل فيها الرئيس عبدربه منصور هادي اعباء كبيرة تفوق التحمل اضافة إلى ما حصل من أحداث خلال أيام انعقاد المؤتمر من قتل وتفجيرات ومسيرات وصراع بين الحوثيين وأهل دماج والأهم من ذلك أنه ظل يحافظ على تماسك الدولة في الوسط الدولي.
لذا عندما كان الحل للخروج من الأزمة اليمنية هو مؤتمر الحوار الوطني وانتخاب الأخ عبدربه منصور هادي رئيساً توافقياً، راهنت قوى كثيرة على افشال هذا الاتفاق واسقاطه، وبأن الرئيس عبدربه قد يسقط في وسط الطريق ولكن ما حصل هو العكس، سقطت الكثير من الرهانات أثناء سير المؤتمر في شر اعمالها وانكشفت اقنعة البعض وظهروا على حقيقتهم. فقد كان مؤتمر الحوار مسرحاً ظهر فيه نجوم من الشباب وغير الشباب الذين بعمق ادراكهم وسعة صدورهم ورجاحة عقولهم ابهروا الناس بخطبهم الرنانة والتي تحكي مظالم شعب، فاصبح الكثير منهم يشار إليهم بالبنان لدورهم في اعمال المؤتمر، مع انهم كانوا لوقت قريب لا حول لهم ولا قوة، ومع ذلك هاهم يثبتون بانهم قادرون على تزعم الأمة أو على أقل تقدير شباب الثورة .. لذا يتوجب ان نكون متفائلين دائماً انه سيأتي الوقت الذي نتغلب فيه على كل الصعوبات التي قد يصنعها البعض ممن فقدوا مصالحهم وما أكثرهم .. لأن استقرار الوطن يعني سحب الكثير من مصالحهم.
للتوضيح ليس إلا
ان الثورات وهي ذروة التحولات السياسية الكبرى في المجتمعات وقعت على طول التاريخ لاسباب تتصل بالحياة اليومية الاقتصادية الاجتماعية بالدرجة الاولى لعامة الناس ولم تقم ثورة في التاريخ في أي مكان في الدنيا، إلا وكان محركها المباشر اقتصادي اجتماعي.
استعمال وصف (الرهان) على الخيارات السياسية وغير السياسية لأن كل اختبار يتضمن بالقطع درجة كبيرة من التعامل مع المجهول، بمعنى ان السياسي يجري تقديراته وخططه بناء على شواهد يراها بالبصيرة متاحة ويستشعر بالحس قدرة شعبه وأمته على تحمل تكاليف الامل والعمل في سبيلها ويتوقع بالحساب ان بلوغها ممكن كما يعتقد في نفسه بشرعية وأهلية تحمل المسؤولية فيما (راهن) عليه.