مفوض حقوق الإنسان يتحدث عن أدلة متزايدة على "الإبادة" وعقوبات أوروبية جديدة على إسرائيل والاعتراف بفلسطين يتسع





غزة / عواصم / 14 أكتوبر / متابعات:
دعا مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، إسرائيل إلى الوقف الفوري لهجومها البري على مدينة غزة الذي بدأ اليوم الثلاثاء، قائلاً إن الأدلة تتزايد على ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وربما أكثر من ذلك.
وأضاف في تصريحات للصحافيين في جنيف "لا يسعني إلا أن أفكر في ما يعنيه ذلك بالنسبة إلى النساء والأطفال الذين يعانون سوء التغذية، والأشخاص ذوي الإعاقة، إذا ما تعرضوا للهجوم مرة أخرى بهذه الطريقة، وعليَّ أن أقول إن الرد الوحيد على ذلك هو: أوقفوا المذبحة".
وأضاف "الفلسطينيون والإسرائيليون يصرخون من أجل السلام. الجميع يريد وضع حد لهذا، وما نراه هو مزيد من التصعيد، وهو أمر غير مقبول على الإطلاق"، واستطرد "أدعو إسرائيل إلى وقف تدميرها الغاشم لغزة".
وخلصت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة اليوم الثلاثاء إلى أن إسرائيل ارتكبت إبادة جماعية في غزة، وأن كبار المسؤولين الإسرائيليين، ومن بينهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حرضوا على ارتكابها، ووصفت إسرائيل هذه الاتهامات بالشائنة، ولم يستخدم تورك مصطلح "الإبادة الجماعية"، لكنه يتعرض لضغوط للقيام بذلك.
ورداً على سؤال عما إذا كان يفكر في استخدام هذا المصطلح لوصف أفعال إسرائيل في غزة، قال "نشهد تراكماً لجرائم حرب أو جرائم ضد إنسانية، وربما أكثر من ذلك. أعني أن الأمر متروك للمحكمة لتقرر ما إذا كانت هذه الأفعال إبادة جماعية أم لا، ونرى الأدلة تتزايد".
ودانت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر اليوم الثلاثاء توسيع إسرائيل عمليتها البرية في مدينة غزة، واصفة الخطوة بـ"المتهورة والمروعة"، ودعت إلى وقف فوري لإطلاق النار.
وقالت كوبر على منصة "إكس"، "لن يؤدي الأمر إلا إلى مزيد من سفك الدماء وقتل مزيد من المدنيين الأبرياء وتعريض من تبقى من الرهائن للخطر".
واعتبر الاتحاد الأوروبي أن توسيع العملية الإسرائيلية في مدينة غزة سيسبب "مزيداً من الدمار والموت والنزوح"، وفق ما أفاد المتحدث باسم المفوضية الأوروبية في بروكسل.
وقال المتحدث أنور العوني أمام الصحافيين إن التكتل الأوروبي "لم يكف عن حض إسرائيل على عدم تكثيف عمليتها في مدينة غزة، وأشرنا بصورة واضحة إلى أن هذا من شأنه أن يفاقم الوضع الإنساني الكارثي ويعرض حياة الرهائن للخطر".
ودانت ألمانيا توسيع العملية البرية الإسرائيلية للسيطرة على مدينة غزة، وهو ما اعتبره وزير خارجيتها يوهان فادفول "في الاتجاه الخاطئ تماماً".

وقال خلال مؤتمر صحافي إن برلين توجه نداءً عاجلاً إلى الحكومة الإسرائيلية، وإلى جميع الجهات التي هي على اتصال مع "حماس" للعودة إلى مسار مفاوضات وقف إطلاق النار والتوصل إلى اتفاق في شأن إطلاق سراح الرهائن.
وأكدت لوكسمبورغ نيتها الانضمام إلى الدول التي ستعترف بدولة فلسطين خلال اجتماع الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة، الذي يعقد في نيويورك الأسبوع المقبل.
وعند وصوله إلى اجتماع الاتحاد الأوروبي في بروكسل، أكد وزير الخارجية كزافييه بيتيل تصريحات رئيس الوزراء لوك فريدن التي أدلى بها الإثنين، عقب اجتماع مغلق مع أعضاء لجنة الشؤون الخارجية في دوقية لوكسمبورغ الكبرى.
ودعا المسؤولان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحركة "حماس" إلى العودة عن معارضتهما حل الدولتين، على خلفية الحرب الدائرة في قطاع غزة المدمر والمحاصر.
وأكد فريدن أنه على رغم هذه المعارضة "نحن مقتنعون بأن حل الدولتين سيتيح تحقيق سلام دائم في المنطقة"، وأوضح "لن يحدث ذلك بين عشية وضحاها"، لكنها خطوة تثبت أن هذا الحل "لا يزال ممكناً"، وأضاف "لهذا السبب تعتزم حكومة لوكسمبورغ الانضمام إلى أولئك الذين يعترفون بدولة فلسطين خلال مؤتمر حل الدولتين الذي سيعقد الأسبوع المقبل".
بعد نص أعدته فرنسا والمملكة العربية السعودية في هذا الشأن، أعلنت دول عدة نيتها الاعتراف بدولة فلسطين الأسبوع المقبل في نيويورك، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وتعتبر هذه العملية وسيلة ضغط إضافية على إسرائيل لإنهاء الحرب في غزة، التي بدأت عقب الهجوم غير المسبوق الذي نفذته حركة "حماس" على جنوب الدولة العبرية في أكتوبر 2023.
واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة بغالبية كبيرة "إعلان نيويورك" الرامي إلى "إنهاء الحرب في غزة" و"تسوية عادلة وسلمية ودائمة للصراع الإسرائيلي -الفلسطيني، على أساس التطبيق الفعلي لحل الدولتين"، وقد رفضته إسرائيل والولايات المتحدة.
وقالت متحدثة باسم المفوضية الأوروبية اليوم إن مفوضي الاتحاد الأوروبي سيوافقون غداً الأربعاء على فرض عقوبات جديدة على إسرائيل بسبب حربها على غزة.
وقالت المتحدثة للصحافيين "سيتبنى المفوضون غداً حزمة من الإجراءات ضد إسرائيل، على وجه التحديد اقتراح بتعليق بعض الأحكام التجارية في الاتفاقات بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل".

واتهمت المقررة الأممية الخاصة المعنية بتعزيز وحماية الحق في حرية الرأي والتعبير إيرين خان، إسرائيل أمس الإثنين، باستهداف الصحافيين عمداً للتغطية على "الإبادة" في غزة، حيث تعد الحرب الدائرة الأكثر دموية بالنسبة إلى العاملين في مجال الإعلام.
وقالت خان للصحافيين في جنيف إن "الطريقة التي يتم من خلالها قتل الصحافيين وإسكاتهم هي للتغطية على الإبادة".
وأشارت إلى أن أحدث أرقام الأمم المتحدة تظهر مقتل 252 صحافياً فلسطينياً في الأقل داخل غزة منذ اندلاع الحرب، وأضافت أن ذلك يجعل النزاع هو "الأكثر دموية على الإطلاق للصحافيين"، محذرة من أن العدد "سيزداد على الأرجح نظراً إلى أننا نسمع في كل أسبوع أنباء عن مزيد من عمليات القتل".
وقالت إن "عدد الصحافيين الذين قتلوا في غزة يتجاوز أولئك الذين قتلوا في الحربين العالميتين وحرب فيتنام وحروب يوغوسلافيا وأفغانستان معاً".
وأوضحت أنه في المقابل قتل 14 صحافياً في أوكرانيا منذ أطلقت روسيا هجومها مطلع عام 2022، بينما قتل "عشرات" الصحافيين في نزاع أفغانستان الذي استمر عقدين.
وأشارت خان، وهي متخصصة مستقلة مفوضة من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ولكنها لا تتحدث باسم المنظمة، إلى أن كثيراً من الصحافيين الذين قتلوا في غزة تم "استهدافهم".
وقالت إنه "يتم انتقاؤهم وقتلهم لأن العمل الذي يقومون به يفضح الفظاعات والجرائم والإبادة على الأرض".
ونددت المتخصصة بـ"حملات التشهير" الإسرائيلية، إذ وصفت الدولة العبرية كثيراً من الصحافيين الذين قتلوا في ضرباتها بأنهم "مناصرون للإرهابيين، أو هم أنفسهم إرهابيون" في مسعى إلى "نزع الشرعية والصدقية" عنهم وعن عملهم، وأضافت
"لذلك لا يتعلق الأمر بقتل الصحافيين فحسب، بل هناك محاولة واضحة جداً لقتل الخبر".
وأعربت عن امتعاضها من مواصلة إسرائيل منع الصحافيين الدوليين من الدخول إلى غزة. وقالت إن "ما يحدث في غزة غير عادي إلى حد كبير. لا يمكنني تذكر حال أخرى حيث منعت دولة عضو في الأمم المتحدة الإعلام الدولي المستقل من تغطية نزاع".
وتحدثت عن "سابقة فظيعة" بالنسبة إلى حرية الإعلام وطالبت بتحرك دولي، مضيفة "يتعين على الدول أن توقف إسرائيل قبل إسكات جميع الصحافيين في غزة".

وأعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الثلاثاء أنه بدأ المرحلة الرئيسة من عملية برية للسيطرة على مدينة غزة ووسع عملياته فيها، مضيفاً أن القوات البرية تتوغل في عمق المدينة وتتجه نحو وسطها بحسب ما أفاد مسؤول عسكري، وذلك بعد أسابيع من تكثيف القصف عليها.
وقال مسؤول عسكري إسرائيلي لصحافيين "نحن نتقدم نحو الوسط"، مضيفاً رداً على سؤال عما إذا كانت القوات تتقدم بصورة أكبر إلى عمق المدينة، أجاب "نعم".
وأوضح، "الليلة الماضية، انتقلنا إلى المرحلة التالية، المرحلة الأساسية من خطة" الجيش للسيطرة على المدينة، مضيفاً "وسعت قيادة المنطقة الجنوبية العملية البرية في المعقل الأساس لحماس في غزة، وهو مدينة غزة".
وقال المسؤول إن الجيش مستعد لمواصلة العمليات في المدينة الأكبر في القطاع الفلسطيني المدمر وأكثرها اكتظاظاً بالسكان، طالما كان ذلك ضروريا لهزيمة حركة "حماس". وأضاف أن الجيش يعتزم تنفيذ عمليات في غزة بسرعة لكن بصورة آمنة مع إعطاء الأولوية لسلامة الرهائن والمدنيين.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس قال في منشور على "إكس" في وقت مبكر اليوم، "غزة تحترق. جيش الدفاع الإسرائيلي يضرب البنية التحتية للإرهاب بقبضة من حديد، ويقاتل جنود جيش الدفاع الإسرائيلي بشجاعة لتهيئة الظروف لإطلاق سراح الرهائن وهزيمة (حماس)".
وقال سكان إن القصف تصاعد على المدينة بصورة كبيرة خلال اليومين الماضيين، وسط انفجارات أعنف دمرت عشرات المنازل، إلى جانب انضمام زوارق حربية إلى الدبابات والطائرات في قصف المناطق الساحلية.
في الأثناء وصل وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو اليوم إلى قطر في زيارة تهدف إلى حض الشريك الخليجي على الاستمرار في دور الوساطة في شأن غزة،
بعد أسبوع من الضربة الإسرائيلية التي استهدفت مسؤولين في حركة "حماس" في الدوحة.
والتقى روبيو الذي رتب زيارته القصيرة إلى الدوحة على عجل، أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في الديوان الأميري، قبل الدخول في محادثات مغلقة رفقة مساعديه.
وتأتي زيارة روبيو غداة القمة العربية - الإسلامية الطارئة التي عقدت في الدوحة والتي دعت الدول إلى مراجعة العلاقات مع إسرائيل.
وانطلق روبيو إلى الدوحة قادماً من إسرائيل التي شنت ليلاً قصفاً عنيفاً على قطاع غزة، معرباً عن تشاؤمه إزاء التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، لكنه شدد على أن قطر تبقى الدولة الوحيدة القادرة على المساعدة في إنهاء الحرب.
.jpg)
وفي الطائرة أثناء مغادرته مطار بن غوريون في تل أبيب قال روبيو للصحافيين، "سنطلب من قطر الاستمرار في ما تفعله، ونحن نقدر كثيراً الدور البناء الذي أدته في سبيل إنهاء هذه (الحرب)". وأضاف، "من الواضح أن عليهم تقرير إذا ما كانوا يريدون القيام بذلك أم لا بعد ما حصل الأسبوع الماضي، لكننا نريد منهم أن يعلموا أنه إذا كانت هناك دولة في العالم يمكنها المساعدة في إنهاء هذا عبر مفاوضات فهي قطر".
وفي واشنطن صرح الرئيس الأميركي دونالد ترمب للصحافيين أمس بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "لن يضرب في قطر" مجدداً.
وتعهد روبيو خلال زيارته إسرائيل مواصلة الدعم الأميركي "الراسخ" لتل أبيب لتحقيق أهدافها في غزة، داعياً إلى القضاء على "حماس". وقال لصحافيين قبل مغادرته إسرائيل، "بدأ الإسرائيليون تنفيذ عمليات هناك (غزة)، لذلك نعتقد أن أمامنا مهلة قصيرة جداً للتوصل إلى اتفاق. لم يعد أمامنا أشهر، قد تكون أياماً، أو بضعة أسابيع".