محافظ شبوة يشدد على أهمية الحفاظ على المخزون المائي واستدامته

عتق / 14 أكتوبر / خاص :
شهدت مدينة نصاب بمحافظة شبوة امس حدثًا تاريخيًا بارزًا تمثل في إنهاء واحدة من أعقد القضايا القبلية التي كادت أن تفجر فتنة واسعة بين قبائل خليفة من شبوة وقبائل عبيدة (الدماشقة) في مأرب. جاء ذلك بجهود ومساعٍ حثيثة قادها محافظ محافظة شبوة رئيس المجلس المحلي عوض محمد بن الوزير الذي استطاع بحكمته ورجاحة عقله أن يطوي صفحة الخلاف ويضع حدًا للتوترات التي خلفتها قضية التقطع ومقتل المواطن حسين الهرش الخليفي وإصابة عبدالرحمن جلعوم الخليفي في الطريق الرابط بين شبوة ومأرب.
وقد توافدت جموع غفيرة من أبناء محافظتي شبوة ومأرب إلى مدينة نصاب تلبية لدعوة المحافظ بن الوزير لسماع منطوق الحكم القبلي وسط حضور رسمي وشعبي لافت يعكس مكانة القضية وحساسيتها ويؤكد حرص الجميع على إعلاء قيم التسامح وحل الخلافات بعيدًا عن سفك الدماء.
وأعلن عوض محمد بن الوزير منطوق الحكم القبلي وفقا والتفويض الممنوح له من قبيلة الدماشقة عبيدة ممثلة بالشيخ علي بن ناصر بن عوشان الذي قضى بما يلي: تحكيم قبائل عبيدة لخليفة في اللوم (فطر وصوب وتحديد قطعان الجناة) و إلزام قبائل عبيدة الدماشقة بمبلغ 180 مليون ريال كحكم قضائي قبلي على أن يكون صافي الحكم 90 مليون ريال تشمل لوم القتيل والمصاب وقيمة سيارة الخليفي، تدفع خلال شهرين من تاريخه. وإلزام قبائل الدماشقة بتحديد الجناة الذين أكدوا قطعانهم وبذلك يصبح دم قبائل خليفة عند الجناة أنفسهم ولا تتحمل قبائل الدماشقة أي تبعات أو مسؤولية لاحقة تجاه دم خليفة بعد التوضيح والقطعان.
وقد حظي الحكم بقبول واسع وارتياح كبير بين الحاضرين واعتُبر مخرجًا حكيمًا يحفظ مكانة وكرامة القبيلتين ويعزز في الوقت ذاته هيبة القانون والعرف.
وعبّرت الجموع القبلية عن تقديرها البالغ لموقف المحافظ الشيخ عوض بن الوزير مشيدة بحنكته السياسية والاجتماعية وقدرته على إطفاء فتنة قبلية كانت على وشك أن تشعل نيرانًا واسعة بين القبيلتين وتهدد السلم الاجتماعي في المحافظتين.
وأكد عدد من المشايخ وممثلي الحاضرين أن هذه الخطوة تجسد روح المسؤولية الوطنية وتبرز الدور الكبير الذي يضطلع به المحافظ بن الوزير في تعزيز دعائم الأمن والاستقرار وحماية النسيج الاجتماعي والعمل على ترسيخ قيم التسامح والتعايش.
ويأتي هذا الموقف امتدادًا لجهود متواصلة يبذلها المحافظ بن الوزير منذ توليه قيادة شبوة في سبيل رأب الصدع بين مختلف المكونات القبلية والاجتماعية ومعالجة القضايا الخلافية بحكمة وحنكة بما يسهم في ترسيخ الأمن واستعادة هيبة الدولة وقطع الطريق أمام من يسعون إلى إشعال الفتن والنزاعات.
وفي سياق آخر عقد محافظ محافظة شبوة لقاء هامًا مع اللجنة التحضيرية لمؤتمر شبوة الشبابي برئاسة الدكتور محسن عيدروس شرمد وذلك في إطار الاستعدادات لانطلاق القمة الشبابية الوطنية التي تأتي تحت شعار «نلهم، نمكّن، نشارك».
وأشاد المحافظ ابن الوزير بالجهود المبذولة من قبل اللجنة التحضيرية، مؤكدًا أن السلطة ستظل راعية وداعمة أساسية لقطاع الشباب ومشددًا على أهمية تضافر الجهود وتكامل الأدوار بين كافة الجهات المعنية. كما وجه الجهات المختصة بتوفير التسهيلات اللازمة لإنجاح المؤتمر بما يعكس حرص القيادة على تعزيز دور الشباب كمؤثر فاعل في مسيرة التنمية.
وناقش المحافظ خلال اللقاء الذي حضره وكيل المحافظة فهد الذيب الخليفي الهيكلة التنظيمية للجنة بالإضافة إلى البرامج والخطط التحضيرية للمؤتمر الذي يُرتقب أن يكون منصة ملهمة لتوحيد جهود الشباب وتوجيه طاقاتهم نحو البناء والتنمية مع فتح آفاق جديدة لمشاركتهم الفاعلة في مستقبل المحافظة والوطن.
وأعرب المشاركون عن تقديرهم البالغ لجهود واهتمام محافظ شبوة ابن الوزير مؤكدين أهمية المؤتمر في تعزيز أدوار الشباب ووضع رؤى مبتكرة لمشاركتهم في عملية التنمية مشددين على أن العمل الجماعي والتنسيق المستمر هو مفتاح النجاح لتحقيق أهداف المؤتمر وجعله منصة حيوية تبرز طاقات الشباب وتحقق تطلعاتهم المستقبلية.
وكانت اللجنة التحضيرية قد أُشهرت حيث تم اعتماد رئيس اللجنة الدكتور محسن عيدروس شرمد ونائب رئيس اللجنة ماجد محمد الدويل وأماني حسين بن لكسر (الأمين العام) ورانيا سالم علي سالم (المنسق العام) وصلاح مرزوق الزبيدي (إعلام) وخلود عبدالقادر باقطيان (متابعة وتقييم) وعليا سالم لعسم (مقرر) والخضر سالم علي بوجليدة (التنظيمية) ونصر قائد محمد الجرامي المصعبي (علاقات عامة) وناصر سعيد محمد السليماني (فنية وعلمية).
ويُعد مؤتمر شبوة الشبابي خطوة استراتيجية نحو تمكين الشباب في مختلف المجالات ويعكس حرص السلطة المحلية على الاستثمار في الكوادر الطموحة وتأهيلها لدورها الفاعل في بناء مستقبل أفضل لمحافظة شبوة والوطن بشكل عام.
وفي سياق منفصل أكد محافظ شبوة على ضرورة الحفاظ على المخزون المائي في المحافظة والحد من ظاهرة الحفر العشوائي للآبار وذلك ضمن جهود المحافظة للحفاظ على مواردها المائية وديمومتها.
جاء ذلك خلال لقائه امس بمدير عام فرع الهيئة العامة لمياه الريف بالمحافظة المهندس مروان بارويس حيث ناقش الجوانب المتعلقة بمراقبة وإشراف عمليات حفر الآبار وأبرز المخاطر التي تترتب على تلك الظاهرة خاصة في تآكل الطبقات المائية واستنزاف المخزون المائي بشكل غير مستدام.
وشدد المحافظ على أهمية إعطاء أولوية قصوى لمشاريع المياه في الخطط المستقبلية مع التركيز على دعم وإمداد المناطق الريفية التي تعتمد بشكل كامل على حصاد الأمطار لتعزيز أمنها المائي وتلبية احتياجات السكان في تلك المديريات.
وفي سياق تعزيز خدمات المياه وجّه محافظ شبوة ببناء خزان لمشروع شروج آل بريك في مديرية دهر لتحقيق استمرارية إمداد السكان بالمياه، وتلبية مطالبهم المستمرة بالحصول على مصدر مياه مستدام.
وأعرب المحافظ ابن الوزير عن حرصه على تحسين خدمات المياه بكافة مديريات المحافظة مثمنًا جهود الجهات المعنية في سبيل الحفاظ على الموارد المائية وتحقيق التنمية المستدامة للموارد الطبيعية.