هاهي ذي تهل علينا الذكرى الـ(57) لتأسيس صحيفة 14 اكتوبر لتعود بي الذاكرة الى ماقبل اربعين عاما واكثر.. كيف كانت بدايات التحاقي للعمل بها وتعرفي على (الف باء الصحافة).
لم يكن يدور في خاطري يوما ان اكون فنيا او اعلاميا.. ففي فترة الدراسة كانت لدي ميول لمهن اخرى.. ولظروف خاصة بعد الدراسة وجدت نفسي ادلف مجالات العمل والتحقت في بداية الثمانينيات في عمل فني اعلامي.. ولم اكن ادرك قبل ذلك الوقت عن عالم الصحافة المطبوعة سوى اني ارى اوراقا مطبوعة بحبر اسود ولم اكن مهتما حتى بقراءة الصحف عامة.. وان كنت من متابعي المجلات المصرية واللبنانية حينها او المجلات الخليجية والقصص التاريخية والروائية.. ولم اكن اهتم كم هو الجهد المبذول لتصل هذه المجلات والروايات الى متناول القراء ولم تكن عندي معرفة سياسية للاحداث ومايجري حولنا.
وعند تعييني كفني (صفاف آلي) في المطبعة الصحفية كنت اطبع الخبر او المقال او التعليق او التحليل جملة وسطرا وكلمة وحرفا.. وكان في حينها يكتب في الصحيفة صحافيون كبار.. وكانت خطوط البعض منهم مقروءة بوضوح والبعض الآخر كان يكتب على استعجال.. الى ان تمرست بقراءة جميع انواع خطوط الكتاب والصحافيين..
تعلمت حينها مفردات الكلمات وطريقة كتابتها.. وبدأت اولى خطواتي للتعلم ومعرفة (الف باء السياسة الصحفية الخبرية).. فمرت تحت اصابع يدي كتابات لرؤساء تحرير ومدراء تحرير وكتاب وصحافيين مخضرمين كثر وعاصرت عدة رؤساء تحرير ومحررين وصحافيين ربطتني مع اغلبهم علاقات ود واحترام.. وعايشت عدة ازمات محلية ودولية.
فتعلمت السياسة الخبرية ورأي الحكومة من خلال قيادات صحفية مع الاحتفاظ بالالقاب كالمفقودين (عبدالله شرف وفاروق رفعت ومحبوب علي وعلي فارع سالم وابراهيم الكاف وشكيب عوض واحمد مفتاح وسالم زين وهاشم عبدالرزاق ومعروف حداد ومحمد علي سعد وعصام سعيد سالم رحمهم الله جميعا ومنصور هائل وسالم الفراص (اطال الله في عمريهما) وكثيرين من الصحفيين قد لايتسع المجال لذكرهم والذين تعلمت منهم جميعا كل من خلال موقعه او في الصفحة التي يكتب فيها ولازلت احمل لهم كل تقدير لما لهم عليّ من فضائل تعلم وادراك لما يحدث محليا واقليميا ودوليا.
اضافة الى اني ادركت الجهد الذي يبذل من قبل كادر فني (عديد) مجهول يعمل طوال اليوم.. من اعداد المادة او المقال الى المخرج الذي يقوم بإعداد شكل الصفحة ومعرفة عدد كلمات كل مادة ليضعها في مكانها الصحيح بالسنتيمتر الواحد على الماكت الاولي.. اضافة الى قسم التصوير او الارشيف الصحفي الذي يقوم بإرفاق كل صورة بموضوعها واقرارها بعد قراءتها من قبل مدير التحرير واجازتها.. والاطلاع عليها من سكرتير التحرير ومن ثم يتم ارسالها الى المطبعة.
وفي المطبعة تبدأ بقسم (الجمع او الصف) الى التوظيب والى التصحيح.. ولاننسى ايضا ان هناك طاقماً ليلياً في المونتاج وتحضير البليت ومن ثم الى آلة الطبع وتعطيفها وتسليمها الى ادارة التوزيع.. لتصل في الاخير الى القارئ.
وبمناسبة قدوم الذكرى السنوية الـ.(57) لتأسيس الصحيفة اتقدم لجميع الزملاء (قياديين وصحافيين وفنيين واداريين) بأجمل التهاني، والتمنيات بالتقدم والازدهار لصحيفة 14 اكتوبر.. والدعوة بالرحمة والمغفرة لمن غادرونا الى الدار الآخرة.. ممن وضعوا وساهموا في إرساء مداميك اللبنات الاولى لتأسيس صحيفة 14 اكتوبر.