سرايا القدس: القصف المكثف على القطاع يؤدي لقتل الأسرى الإسرائيليين
غزة / عواصم / 14 أكتوبر / متابعات:
يدخل اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ، غداً الأحد، في الثامنة والنصف صباحاً بالتوقيت المحلي (السادسة والنصف بتوقيت غرينتش) على ما أفادت وزارة الخارجية القطرية.
ودعا الناطق باسم الوزارة ماجد الأنصاري عبر منصة "إكس" المواطنين إلى "ممارسة أقصى درجات الحذر وانتظار التوجيهات من المصادر الرسمية".
ووافقت الحكومة الإسرائيلية في وقت مبكر اليوم السبت على خطة الهدنة مع حركة "حماس"، والتي تنص على إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة مقابل إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين، بحسب ما جاء في بيان رسمي مقتضب.
وأورد البيان الذي نشره مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن "الحكومة وافقت على خطة الإفراج عن الرهائن". وأضاف، "ستدخل خطة الإفراج عن الرهائن حيز التنفيذ الأحد الـ19 من يناير الجاري".
وذكر مكتب نتنياهو أن مجلس الوزراء الأمني وافق على الاتفاق، وذلك بعد اجتماع استمر أكثر من ست ساعات.
وبموجب الاتفاق الذي عارضه بشدة بعض أعضاء اليمين المتطرف في الحكومة، يبدأ الأحد وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع مع أول عملية تبادل لرهائن إسرائيليين مقابل سجناء فلسطينيين ضمن سلسلة من العمليات، الأمر الذي قد يفسح المجال لإنهاء الحرب المستمرة منذ 15 شهراً في غزة.
وكان مجلس الوزراء الإسرائيلي اجتمع مساء أمس الجمعة للتصويت على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، بعد بضع ساعات من موافقة الحكومة الأمنية عليه.
وأكد المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء عومير دوستري بدء الاجتماع على رغم بدء عطلة السبت.
وعلى رغم إعلان قطر والولايات المتحدة التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار الأربعاء واصل الجيش الإسرائيلي غاراته الجوية على قطاع غزة، مما أسفر عن مقتل أكثر من 110 أشخاص بينهم 60 امرأة وطفلاً، وفق وزارة الصحة والدفاع المدني في القطاع.
وقال مكتب رئيس الوزراء في بيان، "بعد مراجعة جميع الجوانب السياسية والأمنية والإنسانية وإدراك أن الاتفاق المقترح يدعم تحقيق أهداف الحرب أوصت (الحكومة الأمنية) مجلس الوزراء بالموافقة على الإطار المقترح".
ينص الاتفاق في مرحلة أولى تمتد إلى ستة أسابيع على الإفراج عن 33 رهينة محتجزين في قطاع غزة في مقابل مئات المعتقلين الفلسطينيين في إسرائيل. وسيتم التفاوض على إنهاء الحرب بصورة تامة خلال هذه المرحلة الأولى.
وقال مكتب نتنياهو إن اجتماع مجلس الوزراء الأمني تم أمس الجمعة في أعقاب الحصول على ضمانات بإطلاق سراح الرهائن. وأعلنت الحكومة أن عمليات الإفراج الأولى ستتم الأحد، في حين تم إبلاغ عائلات الرهائن وتجري الاستعدادات لاستقبالهم.
وأفاد مصدران مقربان من "حماس" بأنه سيتم في البدء الإفراج عن ثلاث مجندات إسرائيليات.
وأعلن مسؤول عسكري أن نقاطاً أقيمت عند معابر كرم أبو سالم وإيريز ورعيم، حيث سيعاين أطباء ومتخصصون نفسيون الرهائن المفرج عنهن قبل "نقلهن بالمروحية أو بالسيارة" إلى مستشفيات في إسرائيل.
في المقابل وافقت إسرائيل على "الإفراج عن عدد من السجناء المهمين"، بحسب أحد هذه المصادر.
وحددت السلطات الإسرائيلية الجمعة أسماء 95 معتقلاً سيفرج عنهم الأحد غالبيتهم من النساء والقاصرين، معظمهم اعتقلوا بعد السابع من أكتوبر 2023 وأشارت إلى أنها اتخذت إجراءات "لمنع أي مظاهر للاحتفال علناً" عند إطلاق سراحهم.
والرهينتان الفرنسيان عوفر كالديرون وأوهاد ياهالومي هما ضمن 33 رهينة سيتم الإفراج عنهم في المرحلة الأولى بحسب باريس، وخطفا من كيبوتس نير عوز مع عديد من أولادهما، وتم إطلاق سراحهم خلال الهدنة الأولى في نوفمبر 2023. وقالت إيفات كالدرون، ابنة عم عوفر الأربعاء، "إنها تشعر بالفرح الممزوج بالتوتر" قبل التحقق من أن ذلك سيحدث فعلاً.
وستُفرج إسرائيل عن 737 معتقلاً فلسطينياً مقابل إطلاق سراح أول دفعة من الرهائن الإسرائيليين، وذلك في إطار المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة في قطاع غزة الذي أقرّته الحكومة الإسرائيلية السبت، على ما أعلنت وزارة العدل الإسرائيلية.
وقالت الوزارة في بيان إنه في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حماس" في قطاع غزة "تُوافق الحكومة على إطلاق سراح 737 سجيناً ومعتقلاً لدى إدارة السجون". ومن بين هؤلاء زكريا الزبيدي، القائد السابق لـ "كتائب شهداء الأقصى" الجناح المسلح لحركة "فتح".
حتى قبل تنفيذ الهدنة، بدأ الفلسطينيون الذين شردتهم الحرب يستعدون للعودة إلى منازلهم. وقال نصر الغرابلي الذي فر من منزله في مدينة غزة في الشمال إلى الجنوب بحثاً عن مأوى، "أنتظر حلول صباح الأحد، عندما يعلنون وقف إطلاق النار".
وأضاف، "سأقبل أرضي، وأنا نادم لأنني تركتها. كان الأجدر بي أن أموت في أرضي من النزوح إلى هنا".
الاتفاق الذي أشاع شعوراً بالفرح بين سكان غزة الذين يعانون ظروفاً شديدة القسوة أوصلتهم إلى حافة الجوع، أبرم بعد تسريع المفاوضات التي ظلت متعثرة لأكثر من سنة، مع اقتراب عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض الإثنين المقبل. وأكد الأخير أن الاتفاق ما كان ليحصل لولا الضغوط التي مارسها. وقال، "غيرنا مسار الأمور، وقد غيرناه بسرعة وبوضوح، وينبغي أن يحصل ذلك قبل أن أقسم اليمين".
ينص الاتفاق في مرحلته الأولى على "وقف إطلاق نار شامل" والإفراج عن 33 رهينة، بينهم نساء وأطفال ومسنون، وانسحاب إسرائيلي من المناطق المأهولة في قطاع غزة وزيادة في المساعدات الإنسانية الداخلة إلى القطاع، وفق ما أكد الرئيس الأميركي جو بايدن.
وقال بايدن إن إسرائيل من جانبها "ستفرج عن مئات المعتقلين الفلسطينيين".
ويفترض أن تسمح المرحلة الثانية بالإفراج عن بقية الرهائن، وفق ما أوضح. أما المرحلة الثالثة والأخيرة فستُكرس لإعادة بناء غزة وإعادة رفات الرهائن الذين قضوا خلال احتجازهم.
وخلال المرحلة الأولى سيتم التفاوض على ترتيبات المرحلة الثانية لوضع "حد نهائي للحرب"، وفق ما قال رئيس الوزراء القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني.
خلال محادثات فنية جرت في القاهرة اتفق ممثلون عن مصر وقطر والولايات المتحدة وإسرائيل على تشكيل غرفة عمليات مشتركة في العاصمة المصرية "لضمان التنسيق الفعال ومتابعة الالتزام ببنود الاتفاق".
ولا يتطرق اتفاق وقف إطلاق النار إلى المستقبل السياسي لقطاع غزة، حيث سيطرت حركة "حماس" على السلطة في عام 2007.
وبعد 15 شهراً من القصف المتواصل يبدو أن حركة "حماس" منيت بضربة قاسية، لكنها ما زالت بعيدة من أن تكون انتهت، خلافاً لما توعد به بنيامين نتنياهو، وفق ما أكده خبراء. وأعلن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أمس الجمعة في أول تصريح له بعد الإعلان عن الاتفاق، أن السلطة الفلسطينية مستعدة "لتحمل مسؤولياتها كاملة" في غزة.
في هذا الوقت، اعتبر الأمين العام لـ "حزب الله" نعيم قاسم أن "المقاومين والشعب الفلسطيني أفشلوا مخطط إسرائيل الكبير"، وقال "نبارك للشعب الفلسطيني ومقاومته اتفاق وقف إطلاق النار الذي يدل على صمود المقاومة التي أخذت ما تريد ولم يستطع العدو أخذ ما يريد"، وتابع "الخلافات داخل الكيان ستزداد ولا حل إلا بعودة فلسطين إلى أهلها"، ولفت قاسم إلى أن "محاربة إسرائيل في لبنان ساهمت في انتصار غزة"، داعياً "الجميع إلى عدم اختبار صبر الحزب إزاء انتهاكات إسرائيل لوقف إطلاق النار في لبنان".
وأشار، من جهة ثانية، الى أن "اختيار الرئيس الجديد جاء بعد توافق بين "أمل" و"الحزب (في إشارة إلى انتخاب العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية).