مصدر في مطار دمشق يقول إن سوريا تمنع دخول الإيرانيين والإسرائيليين إلى أراضيها ولا تأكيد رسمياً
دمشق / عواصم / 14 أكتوبر / متابعات:
أعلنت المفوضة الأوروبية المكلفة إدارة الأزمات حاجة لحبيب من دمشق إطلاق حزمة مساعدات إنسانية جديدة مخصصة لسوريا ودول الجوار بقيمة 235 مليون يورو، في دعم يأتي بعيد إطاحة رئيس النظام السابق بشار الأسد.
وعبرت لحبيب التي التقت رئيس الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع في دمشق الجمعة عن إعجابها برغبته في إحلال السلام في بلاده وجعل الأوروبيين "حلفاء"، وذلك في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية لدى عودتها من دمشق. وقالت بعد لقاء معه استمر ساعتين في أحد مكاتب القصر الرئاسي، "انطباعي هو أنه رجل براغماتي" ومستعد للعمل "من أجل تهدئة" الوضع في سوريا وإعادة إعمارها.
وكانت لحبيب قالت قبل ذلك أمام الصحافيين، "ما سمعته مشجع حقاً، وفيه كثير من الحكمة، لكننا الآن في حاجة إلى تحرك" من جانب السلطات الجديدة. وتابعت، "التحديات هائلة بعد 50 عاماً من الانقسامات والانشقاقات"، موضحة أن السكان منهكون بعد عقد من الحرب وسنوات من القمع الوحشي، و"الخطر هو أن يثور الناس" إذا لم يتم القيام بأي شيء سريعاً لتحسين أوضاعهم.
وقد تحدث الشرع "بلغة لا تشوبها شائبة" لمدة ساعتين، حسب لحبيب، موضحة أن "كل ما أردنا سماعه سمعناه"، بما في ذلك ما يتعلق بالمرأة. وكرر رئيس الإدارة السورية الجديدة وعده بعقد مؤتمر وطني يضم "جميع مكونات" البلد الذي يعيش فيه مواطنون من ديانات عدة جنباً إلى جنب، كما أكد أنه عيَّن امرأة لتولي رئاسة البنك الوطني السوري.
وأكد الشرع أن "ما يقلقكم يقلقنا نحن أيضاً"، في تصريحات نقلتها المفوضة الأوروبية. ومع ذلك، كان الشرع متحفظاً جداً في شأن مستقبل القاعدتين الروسيتين في سوريا اللتين طالبت دول أوروبية عدة بتفكيكهما.
ومن ناحية أخرى، دعا الشرع مجدداً إلى رفع العقوبات الأوروبية المفروضة على بلاده من أجل تسهيل إعادة إعمارها. وقدمت لحبيب تأكيدات بأن هذا الموضوع سيكون على جدول أعمال مجلس وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي المقبل الذي سيعقد في بروكسل في الـ27 من يناير الجاري.
وقالت لحبيب في مؤتمر صحافي عقب لقائها الشرع في القصر الجمهوري، "جئت إلى هنا لأطلق حزمة جديدة من المساعدات الانسانية بقيمة 235 مليون يورو لسوريا ودول الجوار، للمساهمة في توفير احتياجات رئيسة في مجالات المأوى والغذاء والمياه النظيفة والخدمات الصحية والتعليم في حالات الطوارئ". واعتبرت أن هذا الدعم يظهر "التزام الاتحاد الأوروبي الوقوف إلى جانب الشعب السوري".
وأضافت لحبيب، "نعتمد على السلطات الحالية لضمان وصول غير مقيد وآمن للجهات الفاعلة الإنسانية إلى كل مناطق سوريا، بما في ذلك تلك الموجودة في المناطق التي يصعب الوصول إليها والمتأثرة بالنزاعات مثل دير الزور والقامشلي" في شمال البلاد وشرقها.
وتواظب الإدارة السورية الجديدة على توجيه رسائل طمأنة إلى الأقليات والمجتمع الدولي الذي يوفد ممثلين عنه إلى دمشق، لناحية احترام الحقوق والحريات وحماية المكونات السورية كافة وإشراكها في بناء سوريا الجديدة.
وتقود الإدارة الجديدة المرحلة الانتقالية في البلاد التي يُفترض أن تستمر حتى مارس المقبل. وقالت لحبيب، "نحن عند منعطف تاريخي، لذلك كل القرارات التي ستتخذ هي قرارات مهمة جداً".
وأضافت لحبيب، "أنتم الآن تكتبون التاريخ، ونحن نشجعكم على ترك أثر إيجابي، يبدأ ذلك ببناء مستقبل شامل لجميع السوريين"، موضحة أن "سوريا غنية بتنوعها ولكل مواطن الحق في المشاركة ببناء مستقبل هذا البلد".
وتطالب السلطة الانتقالية في دمشق برفع العقوبات الدولية، لكن كثيراً من العواصم ومنها واشنطن قالت إنها تتريث لترى نهج السلطات الجديدة في الحكم قبل رفع القيود.
كذلك بحث الشرع والرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال اتصال الجمعة في سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين بعد سقوط نظام الأسد بحسب ما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
وأضافت (سانا)، "شدد الجانبان على أهمية التنسيق المستمر وتكثيف الجهود لدعم الشعب السوري وحماية وحدة أراضيه والتزامهما العمل المشترك لتحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة".
أبلغت شركات الطيران العاملة في سوريا بأنه يحظر عليها نقل إيرانيين أو إسرائيليين إلى البلاد، حيث تتولى إدارة جديدة الحكم بعد إطاحة رئيس النظام السابق بشار الأسد، وفق ما أفاد مصدر في مطار دمشق وكالة الصحافة الفرنسية، من دون أن يكون هناك إعلان رسمي بذلك.
واستؤنفت الرحلات الدولية في المطار الرئيس في دمشق في السابع من يناير بعد نحو شهر على إطاحة فصائل مسلحة معارضة الأسد في هجوم خاطف.
لكن مذاك، قلة قليلة من شركات الطيران استأنفت عملها أو أعلنت أنها بصدد استئناف رحلاتها إلى سوريا.
وأول من أمس الخميس قال مصدر في مطار دمشق مشترطاً عدم كشف هويته لكونه غير مخول التحدث إلى وسائل الإعلام إنه "جرى إبلاغ شركات الطيران التي تسير رحلات إلى دمشق حالياً بوجوب عدم نقل مواطنين يحملون الجنسيتين الإسرائيلية والإيرانية إلى سوريا".
وسوريا وإسرائيل تقنياً في حالة حرب ولا علاقات دبلوماسية بينهما، كما أن دخول إسرائيليين البلاد غير ممكن منذ زمن.
وكانت إيران داعماً رئيساً لنظام الأسد، لكن العلاقات بين دمشق وطهران شبه مجمدة منذ إطاحة الأخير. وبدا أن شركتي طيران امتثلتا إلى التدابير التي لم تعلنها السلطات الانتقالية.
وقال مصدر في شركة سياحية في دمشق، "وصلت إلينا تعليمات من الخطوط الجوية القطرية بعدم إمكان الحجز حالياً للمسافرين الإيرانيين الراغبين بالمجيء إلى دمشق، لكن لم تردنا تعليمات رسمية من وزارة النقل حول ذلك".
والخطوط الجوية القطرية هي أول شركة طيران دولية أعلنت استئناف رحلاتها إلى دمشق. والأربعاء الماضي أعلنت الخطوط الجوية التركية أنها ستستأنف رحلاتها إلى دمشق اعتباراً من الـ23 من يناير، بعد توقف استمر لأكثر من عقد.
وجاء في بيان نشر في الموقع الإلكتروني للشركة أنه "عملاً بقرارات اتخذتها أخيراً السلطات الجديدة للجمهورية العربية السورية، فرضت قواعد معينة على المسافرين الوافدين إلى سوريا".
وتابع البيان، "رعايا كل الدول باستثناء إسرائيل يمكنهم دخول البلاد". إلا أن البيان لفت إلى أن الرعايا الإيرانيين "لا يمكنهم دخول البلاد إلا بتصريح مسبق"، عوض الإشارة إلى أنه يحظر دخولهم.
ولم يتسن التحقق من التعليمات من مصدر رسمي.