تأخذ المسرح السياسي اليوم حمى عصية كنتاج فعال لحياة التأزيم في المسالك السياسية والمسالك الاقتصادية والاجتماعية إذ تنوعت المشاهد المختلفة فمن الاعتلال في المشهد السياسي وعجز القائمين عن إخراج البلاد من الاحتقان والأزمة السياسية الخائقة، إلى الاضطراب الاقتصادي الذي يعد هشيماً تذروه الرياح حيث خلفت الأزمة الاقتصادية -مآسي عديدة لقاء تحريرأسعارالمشتقات النفطية التي ستدر المعاناة والمتاعب والمشاق إن أغفلت الحكومة إجراء حزمة من المعالجات الاقتصادية كرفع الرواتب والأجور لموظفي الدولة بنسبة معقولة على أن تضاف على الراتب الأساسي وتثبيت أسعار السلع وعدم السماح للتجار بالتلاعب بأسعار السلع. أما الحالة الاجتماعية فهي الأخرى تشكو انقساماً شديداً وتنافراً عدائياً واضح بين مكونات المجتمع اليمني والذي تسعى من خلاله بعض الجماعات المسلحة إلى شق وحدة الصف الاجتماعي ووحدة الصف الوطني لتصل حد الاقتتال وإشعال الحروب وإنكاء الفتن انطلاقاً من الرغبة الجامحة في تحقيق مصالح الجماعة على حساب الوطن، فيجوز تجاوز شتى الأعراق والتقاليد الحميدة ومنافاة مواد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، فيقتل الطفل والمرأة والشيخ العجوز، وتهدم دور العبادة، وتحطم المنازل فوق رؤوس ساكنيها فضلاً عن تعذيب الأسرى والتمثيل بالموتى. إن هذا الحال المائل لا يسر عدواً ولا يفرح صديقاً إذ يجب على المكونات السياسية والاجتماعية سرعة السير في طريق التهدئة فيما يتناول في الخطاب السياسي والإعلامي كتمهيد فعلي للمصالحة الوطنية الراشدة والتي يليها الاصطفاف الوطني والشعبي الذي يعد فرعاً من فروع المصالحة وجزئية من جزئياتها فلا مصالحة بدون اصطفاف ولا اصطفاف بدون مصالحة، فالمصالحة الوطنية الراشدة مقدمة من مقدمات الاصطفاف الوطني والشعبي حول التمسك بالثوابت الوطنية والحد من انتقاصها كالمحافظة على النظام الجمهوري العادل ورعاية التداول السلمي للسلطة، ودعم النهج الديمقراطي من خلال احترام الرأي والرأي الآخر وضمان حق التعبير وفقاً للدستور والقوانين النافذة، والعمل على حقن دماء اليمنيين من خلال ردع المليشيات الحزبية والقبلية وسحب سلاحها الثقيل والمتوسط ومحاكمة قياداتها على التورط بإقلاق السكينة العامة وترويع الآمنين وتقتيل أبناء الشعب اليمني العظيم بدم بارد. ومن غير ذلك فإن الوطن لن يستطيع تحقيق شيء يذكر في مسار المصالحة الوطنية والاصطفاف الوطني والشعبي من اجل أن نعود أخوة على الأرض اليمنية نبنيها ونعمرها على اختلاف مشاربنا السياسية وتباين رؤانا الثقافية والفكرية، فالتعدد هنا تعدد تنوع لاتعدد اختلاف، وغفلنا عن التذكر ونحن تتحدث عن الثوابت الوطنية التي تقوم عليها المصالحة الوطنية كالحفاظ على التعدد السياسي واحترام مبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. والمصالحة الوطنية التي يقوم عليها الاصطفاف شعبياً ووطنياً حلة مطرزة بأفخر النفائس ذلكم أنها وعبر اصطفافنا الوطني والشعبي تقدم ضماناً جلياً للتعايش السلس الآمن من المهرة وحتى صعدة ومن حجة حتى تعز، وكفى مكايدات على المصالحة الوطنية ذلكم أنها قناعة راسخة في الأفئدة والعقول وهي طوق النجاة للوطن والمواطن الذي ما عاد يفكر بقوت يومه أكثر من التفكير في الاحتقان والأزمة السياسية الخانقة التي هي من صنيع أفراد تجار حروب يراهنون على جر البلاد إلى أتون حرب أهلية ضارية تأكل الأخضر واليابس.
|
آراء
لا مزايدات ولا مكايدات
أخبار متعلقة