قبل ايام استدعت الحكومة الاسترالية الوزير المكلف بالنقل الجوي وطلبت منه تقديم مشروع خطة إنقاذ للطيران الحكومي (كانتاس ) والتي منيت بخسائر مهولة في العام الماضي رغم ان الحكومة دعمتها بدون تحفظ وبحسب ما قاله رئيس الوزراء الإسترالي في الخطاب الموجه للوزير تقع على عاتقكم مسؤولية إخراج الكانتاس من هذا الوضع ليس من اجل اقتصاد إستراليا بل من اجل شرف أستراليا .وفي تنزانيا قامت الحكومة بتغيير حكومي شمل 12 وزارة وذلك بسبب فشل تلك الحكومة في إيجاد بدائل للناقل الوطني التنزاني وقد سئل الرئيس التنزاني عن السبب في اقالة وزير الكهرباء ووزارته ليس لها علاقة بشركة الطيران ، فأجاب بإنه كان يجب عليه ان يخصص ربعاً من فواتير الكهرباء لدعم شركة الطيران الوطنية !!الناقل الوطني ليس مجرد شركة نقل او شركة طيران أو مجرد مؤسسة من مؤسسات الدولة بل إنه أكثر من ذلك بكثير . اهمية الناقل الوطني تماثل أهمية النشيد الوطني وعلم الدوله وحتى الهوية الوطنية ويعتبر من الثوابت الوطنية التي لا تدخل محل جدال . ولكن مما يؤسف له بإن الخطوط الجوية اليمنية ينظر لها من قبل حكومتنا ( الرشيدة ) بإنها مجرد عبء اضافي وشركة فاشلة وبإنها لا بد من ان تقوم بحل مشاكلها بنفسها .ولو ركزنا في مشاكل الخطوط الجوية اليمنية لوجدنا بأن معظم تلك المشاكل سببها المباشر هي الحكومات المتعاقبة والتي لم تقم بإي جهد يذكر في تلبية طلبيات الشركة المتزايدة بل على العكس من ذلك فقد زادت من تراكم تلك المشاكل والتي كانت تؤثر بشكل مباشر على اليمنية كشركة ومؤسسة ناجحة. ولعلنا نتذكر جميعا بإن مشاكل الشركة بدأت فعليا عند دمج شركتي اليمنية وطيران اليمن ( اليمدا) في العام 1996م في تلك الفترة التي شادت فيها على عقول وأفئدة مسؤولي الدولة .إن قضية الدمج لم تضر باليمنية ولا باليمدا فحسب بل أضرت بالوطن اليمني بأكمله وسنخصص إن شاء الله الحلقة القادمة على سلسلة هذه المقالات التي ستتناول الناقل الوطني للحديث بالتفصيل عن هذه القضية التي ما زالت أثارها حتى اليوم وأثرت تأثيرا مباشرا على الحركة الجوية في بلادنا .تستطيع حكومتنا الرشيدة ان تغض الطرف عن احتياجات اليمنية بسبب جهلها ومحدودية رؤاها ولكنها لاتستطيع أن تغض الطرف عن احتياجات المواطن اليمني خاصة مع إنتهاء الحوار وترقب مخرجاته التي ستؤدي دون أدنى شك لعواقب وخيمة ستؤثر على المجتمع برمته في حال لم يتم تنفيذ تلك المخرجات .تلك المخرجات وكما يلوح في الافق ستؤدي إلى شكل جديد للدولة اليمنية عبر نظام الاقاليم ومن هنا ستبدأ مرحلة إنتقالية تنتعش فيها الحركة والتنقل فيما بين اقاليم الدوله وستبدأ مرحلة تشبة مرحلة ما قبل إنفصال جنوب السودان حيث ان تلك المرحلة شهدت إنتعاشة حقيقية في حركة المسافرين والبضائع بين جنون السودان وسائر بقاع العالم .واليمن ودون أدنى شك ستقبل على مرحلة سيتم فيها تشكل الأقاليم المختلفة وفقا لنظام إتحادي وسيكون لكل اقليم الحق في ان تكون له شركة طيران مستقلة مشابهة للحالة كما في دولة الإمارات العربية المتحدة حيث ان كل إمارة لها شركة طيران خاصة بها . ومن هنا تبرز خطوره الموضوع . أين اليمنية من هذا كله ؟هل سيتم إنشاء شركة طيران او شركات طيران جديدة ؟ ما هو الوضع القانوني لتلك الشركات ؟هل ستظل تتمتع بصفة وإمتيازات الناقل الوطني ؟من هنا فإن الحكومة مدعوة للوقوف بجدية هذه المرة أمام هذه الوضعية ، حيث أنها ستصبح مضطرة للتعامل (ولأول مرة بمصداقية ) في هذا الشآن ،، لأن مصير أكثر من اربعة آلاف أسرة ستصبح على المحك. وحينها لن تستطيع الحكومة تجاهل المطالبات والإضرابات والتصعيدات التي ستستمر طالما لم تقم الحكومة بدورها في حل المشاكل التي تسببت فيها.إن قضية الخطوط الجوية اليمنية تمثل قضية محورية وحلها سيفضي إلى العديد من الإنفراجات على مستوى الساحة الوطنية كون الخطوط الجوية اليمنية هي نموذج مصغر لما يدور بشكل عام في الوطن اليمني . ولولا حفظ الله ورعايته ولولا أن اليمنية تدار بكوادر يمنية فريدة ومتمكنة ، لما استطاعت هذه الشركة الصمود طوال هذا الوقت خاصة مع كم المشاكل والتراكمات وحجم المنافسة الداخليه والخارجية.ومما يحسب لليمنية أنها ورغم الأزمة الطاحنة التي تعصف بها منذ فترة لم تقدم على فصل اي موظف او عجزت طوال تلك الفترة عن دفع رواتب موظفين او التزامات لصالح الشركات المصنعة والمؤجرة للطائرات . كما يحسب لها بان مجموعة موظفيها تمثل فسيفساء يمنية خالصة من جميع مناطق اليمن وتجمعهم جميعا روح المحبة والتعاون . ولا نبالغ بان نقول بإنه لو نجحت اليمنية في حل مشاكل اليمنية لنجحت في حل مشاكل اليمن .ونحن على ثقة تامة بإن المواطن تتملكة روح وحدوية جديدة وسيتعدل المزاج العام المناهض للوحدة لو شعر بالفعل بإن عملية الإنصاف للكوادر قد بدأت بالفعل داخل الخطوط الجوية اليمنية والتي كان لها شرف السبق في ثورة المؤسسات ، والتي تضم في جانبتها كوادر فنية وإدارية متميزة بمختلف التخصصات ولها تأثيرها الكبير على جميع شرائح المجتمع .إن معالجة أوضاع الخطوط الجوية اليمنية سيفضي إلى إنتصار جديد للحكمة اليمنية وحتى للحكومة الحالية ، وعندها سيتمكن دولة الأخ رئيس الوزراء وجميع أعضاء الحكومة من الاستمتاع بقضاء إجازاتهم داخل وخارج اليمن شريطة ان يسافروا على متن الخطوط الجوية اليمنية او ربما على متن طيران السعيدة أو أي شركة يمنية أخرى تسهم في خدمة المواطن اليمني ، لأنه من العيب والمخزي أن تظل حكومتنا تتنقل على متن شركات أجنبية ويخصصوا رحلات اليمنية فقط لنقل امتعتهم ومشترياتهم مجانا, بسبب أن الشركات التي يفضلونها على اليمنية ترفض نقلة تلك الأمتعة مجانا، بينما اليمنية والسعيدة تقومان بهذا بكل سرور مستشعرة دورهما كناقل وطني يشرفها خدمه الوطن وخدمة الحكومة وجميع الوزراء ونقل جميع اغراضهم الشخصية مجانا .وكم من مرة شهدت بأم عيني موظفي الشركتين يتحسرون عندما يرون تلك الشخصيات الهامة وهي تسافر او تصل على متن طائرات أجنبية ويتم معاملتهم كأي ركاب ، لأنهم في الأخير مجرد ( تذكرة سفر ورقم مقعد ) فعلى سبيل المثال المسافر محمد سالم باسندوة بالنسبة لتلك الشركات هو مجرد تذكرة سفر ومقعد في الدرجة الأولى فقط، ويتم معاملته على هذا الاساس . فلو لم يكن يملك تذكرة او حجزاً مؤكداً فلن يتمكن حتى من النظر إلى الطائرة ، بينما على متن اليمنية او السعيدة المسافر محمد سالم باسندوة هو المناضل محمد سالم باسندوة وهو رئيس وزراء الحكومة ويتم معاملته على هذا الأساس ويستطيع السفر وقتما يريد وحيثما يريد حتى ولو لم يكن يملك تذكرة سفر او حجزاً مؤكداً . ومن البديهي بإنه لو قرر دولة الأخ رئيس مجلس الوزراء السفر على الخطوط الجوية اليمنية ( ولو حتى مرة واحدة في حياته المديدة إن شاء الله) فإن اليمنية أو طيران السعيدة ستقومان بعمل جميع الترتيبات التي يحتاجها لسفره وسيشعر على متن اليمنية او السعيدة بشخصه وكيانه ومستواه وسيحظى بالاحترام والتقدير كما لم يحظ به من قبل على متن أي شركة طيران أخرى.
|
آراء
الخطوط الجوية اليمنية أيقونة اليمن
أخبار متعلقة