ينتسب إلى قبيلة عربية معروفه هي قبيلة يافع الحميرية السبئية وهو من بيت أهل ناجي البريكيي والناخبي نسبه إلى وادي (ذي ناخب) الواقع باعلى مرتفعات بلاد يافع العليا . كان مولده في العقد الثاني من القرن الرابع عشر الهجري مابين 1312ه ـ 1317ه بعد وقصه تسمى ( حوته ) بين قبائل حجر ويافع عندما شارف على البلوغ أخذه والده إلى بلده ( تباله ) وكان ذلك في بداية عهد السلطان غالب بن عوض القعيطي ، حيث أن والده دفع به إلى الشيخ العالم سالم بن مبارك الكلالي الذي تخرج على يديه عدد من الأعلام فكان الناخبي يلازم دروسه ولايفا رقها غادر الشيخ عبدا لله الناخبي تباله قاصداً الإقامة في المكلا حيث انفتح على المجتمع الكبير الواسع وبرزت مواهبه العلمية وكان طموحاً جداً فأحبه الناس وتولى الأمام في بعض المساجد وقام بعقد الدروس العلمية واكتسب على مدى بضع سنوات شهره وشعبية في المكلا وطلبه بعض الأعيان لتدريس أولادهم في بيوتهم ثم طلبه السادة آل الدباغ للتدريس معهم في (مدرسة الفلاح ) التي أسسوها في المكلا فأجاب طلبهم ودرس بها حوالي ثلاث سنوات . كان الشيخ عبدا لله الناخبي محل تقدير من السلطان عمر بن غالب القعيطي وله مواقف وذكريات يرويها منها قصه تقلده وظيفة الخطابة في مسجد عمر فكان توليه الخطابة عام 1351ه واستمر حتى عام 1388ه لمدة خمسة وثلاثين عاماً ولما أجبر بعد الاستقلال بسنوات قليلة على التطرق إلى موضوعات سياسية لم يكن مقتنعاً بها ورفض أن يخطب في مثل هذه الموضوعات فأقالوه وتسلم بعدها إمامة بازرعة لمدة أربع سنوات ، إلى أن غادر البلاد مكرهاً بعد تعرضه للعديد من المضايقات من النظام الشمولي السائد آنذاك وغادر مدينة المكلا إلى جده بالمملكة العربية السعودية عام 1974م . بحكم طبيعة عمل الشيخ عبدا لله الناخبي في نظارة المعارف ونيابته للشيخ القدال سعيد القدال ، فقد انيطت به مهمة شاقة وهي القيام بعملية التفتيش في إدارة المعارف ، فكان يطوف أرجاء حضرموت سالكاً وديانها وسواحلها تارة على السيارة وتارة مشياً على الأقدام وقد اكسبته هذه المهمة بمعرفة كثير من الشخصيات في عموم حضرموت ، واستفاد منها فائدة كبيرة في توسيع دائرة معارفه وقدراته العلمية ، وقام في كثير من المناطق بافتتاح مدارس نظامية تابعة للدولة منها مدرسة شبام الشرقية ، ومدارس في مديرية دوعن ، القطن ، وغيرها من القرى المنتشرة في ربوع ريف وصحراء حضرموت . كان تأسيس المكتبة السلطانية في عام 1941م أي عام 1361ه وتسلم الشيخ عبدا لله الناخبي نظارتها عام 1363ه وقد القي حفل افتتاحها قصيدة نقتطف هذين البيتين منها ( أشرقت شمس العلى والأدب * فابسمي ياحضرموت وأطربي حان وقت الجد وقت العمل * وانقضى عهد الصبا واللعب وقد أودعها السلطان صالح بن غالب القعيطي مكتبته الخاصة التي جلبها من الهند التي تحتوي على نفائس قيمة من المخطوطات وقد بلغ عدد الكتب في المكتبة السلطانية حين استلمها ( 4000) كتاب ومجلد وحين غادرها عام 1986م وصلت إلى ( 12000) كتاب ومجلد ، وقد بذل جهداً ملحوظاً في توفير هذه الكتب بشهادة مؤرخي عصره . في أثناء المجاعة أو الكارثة الإنسانية التي لم تشهد حضرموت لها مثيلاً في تاريخها في فترة الحرب العالمية الثانية ( 1939م ـ 1945م ) كان له دور كبير في تشكيل اللجان الشعبية والأشراف المباشر عليها وقام بفتح ملاجئ للأيتام والنساء من قبل الدولة ، وكان يتولى الإشراف على أطعام أولئك البائسين وكسوتهم بنفسه ، وكم قاس في هذه المهمة الصعبة من المتاعب الجسدية والنفسية في سبيل هذا الأمر من أبرز سمات ومميزات شخصيته الشيخ عبدا لله بن أحمد بن محسن الناخبي هي الطموح والارتقاء إلى معالي الأمور ، وكذا مجالسته للرجال الأكابر من علماء وزعماء ومفكرين وسياسيين أكسبته خبره وحنكة في الحياة ، إضافة إلى اطلاعه الواسع وثقافته التي أكسبته احترام مختلف شرائح المجتمع . أما دماثة الأخلاق وبشاشة الوجه وطلاقة المحيا التي يقابل بها كل من يلاقيه أو يجالسه فهو مشهود له وفوق هذا وذاك رجل صبور عند الشدائد والمحن قوي الشخصية جلد خبرة الحياة ، أفنى الشيخ الجليل عبدا لله الناخبي سنين عمره في التدريس والوعظ والإرشاد منذ فترات فتوته وشبابه وشهدت له بذلك مساجد مدينة المكلا ومنابرها ، وكانت خطبه ومواعظه تهتز لها القلوب . أما دروسه العلمية فيبهر السامعين بغزاره معلوماته ، وقوه بيانه وبلاغته في الحديث إلى عذوبة ألفاظه ، مما يزيد السامعين معرفة وفهماً لحقائق الدين من غير غلو ولاتطرف ولا شطط كان الناخبي أول من استعمل أجهزة مكبرات الصوت في المجال الدعوي والوعظ بالمكلا / فبعد أن أدخلت الكهرباء إلى المنازل والمساجد في المكلا في مطلع ستينيات القرن الهجري الماضي ، كان يوجد لدى الشيخ الناخبي مكبراً للصوت جلبه له من عدن بعض محبيه فقام بتشغيله وربطه باعلى منزله في برع السدة وكان من خلاله يلقي دروسه للنساء والعجزة في البيوت بعد صلاه المغرب من كل ليله أطلق السلطان صالح بن غالب القعيطي على الشيخ عبدا لله الناخبي لقب شاعر الدولة لما عرف عنه من أدب رصين وشاعرية عالية وله مشاركات في العديد من المناسبات ويلاحظ على شعره البراعة في الاستهلال والقوة والمتانة ولو تتبعنا جماليات شعره وأغراضه وفنونه وتحليل أبيات قصائده ، ولعلى بعض المتذوقين لشعره يجدون فيه مجالاً خصباً للإبداع ويخوض غمار العاطفة الدينية الصادقة والمشاعر النبيلة إلى جانب اهتمامه في العديد من قصائده بالقضية الفلسطينية قضية العرب الكبرى . له العديد من القصائد الوطنية التي أكد فيها حب الوطن والدفاع عنه من أشهرها القصيدتان اللتان نالتا شهرة وذيوعاً بعد نيل الاستقلال الوطني المجيد وهي ( لبيك ياوطني ) والأخرى (دقت الساعة حيا عمل ) وقد قام بوضع إلحانهما وغنائهما الفنان الشعبي الكبير / كرامة سعيد مرسال وقدمها في العديد من المناسبات الوطنية وتم تسجيلها لاذعة المكلا في أواخر الستينيات من القرن الماضي لقد رحل عن دنيانا الفانية إلى دار البقاء والخلود قبل أعوام وتحديداً في العاشر من يونيو 2007م بمدينة جدة بالمملكة العربية السعودية الشيخ الجليل / رائد تعليم الفتاه ومربي الأجيال عبدا لله أحمد بن محسن الناخبي بعد حياة حافلة بالعطاء ، أمد الله له في العمر حيث تجاوز المائة بعشرة أعوام أو تزيد قيلاً قضى معظمها في خدمة العلم والتعليم والوعظ والإرشاد وعرف بين الناس كمصلح اجتماعي صدرت له العديد من المؤلفات منها ديوان ( شاعر الدولة ) وكتاب رحلة إلى يافع في أدوار التاريخ وكتاب شذوذ من حضرموت وكتاب أسرة آل العمودي كما إن له عدد من البحوث والدراسات والكتب المخطوطة وخطبه الأسبوعية عندما كان خطيباً لجامع عمر بالمكلا على مدى ( 35) عاماً ، تنقسم من الجهات المسئولة عن حركة النشر في وزارة الثقافة والهيئة العامة للكتاب ، بمتابعة جادة ومسئولة من الأطر الثقافية والإبداعية في المحافظة وتحديداً مكتب الثقافة وسكرتارية اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين من أجل أن تخرج إلى النور هذه الأعمال وأن يعهد إلى هذه المهمة إلى عدد من أدباء وعلماء ومثقفي المحافظة . وقد قضى الشيخ الجليل عبدا لله أحمد بن محسن الناخبي جل عمره في مدينة المكلا التي قضى فيها أربعة وسبعين عاماً كان له أسهام في النشاط الدعوي والتربوي والتعليمي والإصلاح الاجتماعي والنشاط الخيري والإنساني إلى أن اشتدت عليه المضايقة واتخذت أساليب شتى حتى شد الرحال مع أسرته إلى مدينة جدة عام 1974م وعاش فيها بقية عمره إلى أن انتقل إلى جوار ربه قبل سبعة أعوام من الآن . أن واجب الوفاء والعرفان لتلكم الشخصية هو إطلاق اسمه على إحدى المؤسسات التربوية والتعليمية التي سيتم افتتاحها العام الدراسي القادم 2014م ـ 2015م وكذا إقامة ندوة عن تعليم الفتاه في حضرموت وإبراز دوره الرائد في هذا الجانب ومثل هكذا فعاليات ستجعلنا نتذكر على الدوام اسم هذه القامة السامعة والذي سجل اسمه في رحاب الخالدين الذين سنتذكرهم جيلاً بعد جيل .
|
آراء
صفحات مضيئة عن سيرة رائد تعليم الفتاة في حضرموت ومربي الأجيال عبدا لله الناخبي في الذكرى السابعة لوفاته 15 يونيو 2014م
أخبار متعلقة