تحت هذا العنوان تحدثنا في عدد الصحيفة الصادرة يوم الأربعاء الماضي واشرنا الى ان التحدي الامني الذي تمثله قوى الشر والتخريب والإرهاب من الثورة المضادة هو الذي يجب اعطاؤه الأهمية الاولى في هذه المرحلة لما بعد الحوار الوطني واستكمال المرحلة الاستثنائية باعتباره يمثل عائقا امام تطبيع الأوضاع في اليمن وحاجة البلاد الى تحقيق الامن والاستقرار كضرورة لانجاز مشروع التغيير والانتقال الى الدولة الفيدرالية الحديثةوقلنا انه اذا كانت اليمن قد بدأت المواجهة المفتوحة مع القوى التي تعمل على تدمير اليمن لتحقيق مصالحها وأهدافها الإجرامية التي تتعارض مع مستقبل اليمن ومصالحه العليا فلا بد أن تستمر هذه المواجهة حتى يتم القضاء على تحالف قوى الثورة المضادة وما تقوم به من حرب شاملة على الوطن في مختلف المجالات الامنية والاقتصادية والسياسية والاعلامية وهو الامر الذي يتطلب اصطفافاً وطنياً واسعاً على المستويات الرسمية والحزبية والشعبية خاصة اذا ما علمنا ان من مكونات الثورة المضادة من شارك في الحوار الوطني ويشارك في الحكومة بالنصيب الاكبر من الوزراء وما زال يسيطر على اكثر من 90 % lن الوظائف العامة وهو موغل في المكر والخداع وعلى الرغم من حكمه الطويل لليمن فلم يحقق فيها شيئاً يذكر من اوجه التقدم باستثناء الفقر والجهل والمرض والارهاب ومع هذه التركة الثقيلة من التخلف التي تركها لليمن الا انه مع ذلك يريد ان تسمى الاشياء بغير مسمياتها وان يتحدث الناس عن تركته من التخلف بالمنجزات العملاقة ولذلك فهو يوجه ضرباته التخريبية المؤثرة على بعض الخدمات العامة والتي هي في الاساس لا تتوفر حاجة اليمنيين منها كالكهرباء بالاضافة الى تفجير انابيب النفط حتى لا يستفيد الشعب من هذه الثروة كما لم يستفد منها في عهده عندما باع الكثير منها برخص التراب ولهذا فانه يتمادى في اسلوبه التخريبي لمقدرات الوطن حتى لايظهر الفرق بين الماضي والحاضر لذلك فان هذه المكونات من قوى الثورة المضادة تنطلق في عملها المعادي للوطن على طريقة ( قتل القتيل والمشي في جنازته) ومنها من يتبع اسلوب ( التقيه) التي تجعلهم يرفعون شعارات بناء الدولة الحديثة ومحاربة الفساد بينما في الواقع يرون ان السلطة لا تكون الا لسلالة معينة يدعون عصمتها وما عدا ذلك يرون محاربته والقضاء عليه ولعل صرختهم تدل عليهم!اما النصف الاخر من قوى الثورة المضادة فهو الذي يتعامل مع اليمن واليمنيين وفق منهج الغلو والتطرف الذي يتعارض مع وسطية ديننا الاسلامي الحنيف التي تتجسد في قوله تعالى ( ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة) وقوله جل شأنه ( كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله) وقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان) علما بأن التغيير في الشأن العام باليد هو من اختصاص الحاكم او من يمثله من السلطات المخولة بذلكولذلك فان بعض الجماعات عندما تريد أن تغير في الشأن العام وفق منهج الغلو والتطرف فانها تتسبب في اهدار الكليات الخمس التي جاء الاسلام لحفظها وهي الدين والنفس والعقل والنسل والمال اضافة الى اخضاع البلد المسلم الى التدخلات الخارجية التي تلحق الضرر البالغ بالمسلمين ومن هذا النصف لقوى الثورة المضادة من يدعو الى الانقسام والتمزق وتشتيت الامة منطلقا في ذلك من التعصب الجهوي والعنصري والمناطقي وكل اهداف ووسائل الثورة المضادة تتعارض مع حقيقة ديننا الاسلامي الذي يدعو الى الاخوة والمحبة والعدل والتعاون والوحدة وذلك في قوله تعالى ( انما المؤمنون اخوة) وقوله سبحانه : ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان) وقوله جل شأنه:( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا). ولذلك فان قوى الثورة المضادة متعددة الاطراف ومتناقضة الاهداف ولكنها ترمي اليمن من قوس واحدة ومن قاسم واحد مشترك ومن ارضية واحدة تجمعها وهي الحرب على اليمن لتدميره وافشال عملية التغيير السلمية وهي بذلك تشكل التحدي الامني الذي يتطلب مواجهته بالاصطفاف الوطني الواسع على كافة المستويات فعلى المستوى الشعبي فانه يمكن البدء بتشكيل لجان شعبية على مستوى الحارات والمربعات السكانية الصغيرة تكون مهمتها الملاحظة والمراقبة للتحركات المشبوهة التي يمكن ان تقوم بها قوى الشر والارهاب والتخريب وابلاغ ذلك للجهات الامنية الاقرب اليها لتتعامل معها بالطريقة التي تراها مناسبة فالامن هو مسؤلية الجميع وبتعاون المواطن في ترسيخ الامن فانه بذلك يحمي نفسه واسرته والمجتمع الذي يعيش فيه من خطر الارهاب والتخريب وللحديث بقية.
|
آراء
هذه أهم التحديات لما بعد الحوار (2)
أخبار متعلقة