لقد كتبنا كثيرا عن مشكلة انقطاع التيار الكهربائي المتكرر في ايام الهجير والرمضاء والصيف الحار خاصة في المناطق الجنوبية والشرقية والساحلية كتبنا عن هذا الموضوع كثيرا حتى جفت الاقلام ونفذت الأوراق وطفح الكيل ولكن لا مجيب وكأننا نؤذن في مالطا ولا شعور بأحاسيس الناس ولا بمعاناتهم في المناطق الساحلية ذات الرطوبة التي تكابد درجات الحرارة القاسية في فصل الصيف الحار وتزهق أرواح المرضى الذين يعتمدون على الكهرباء والاجهزة الكهربائية المساعدة على حياتهم نتيجة تعطل الكهرباء عن تزويد هذه الاجهزة بالطاقة الكهربائية التي تشغلها ناهيك عن الضيق النفسي والتبرم والحرج وعدم الراحة وهذه العوامل النفسية والمعنوية والخسائر المادية لدى الناس في هذه المناطق الحارة التي تستهلك الطاقة الكهربائية في الصيف اكثر مما تستهلكه في الفصول الاخرى المعتدلة الحرارة والباردة، ومع ذلك مطلوب من المواطن في المناطق الحارة تسديد فاتورة الكهرباء مثله مثل المواطن القاطن في المناطق الباردة كالعاصمة صنعاء سواء بسواء فهل هذه عدالة بين المواطنين داخل جمهورية واحدة؟ وهل يستوي الظل والحرور؟! والمشكلة في عدم توفر مصادر طاقة بديلة للمواطن الغلبان البسيط المعتمد على راتبه المتواضع وان وجدت هذه البدائل للطاقة فهي مكلفة وفوق طاقة هذا المواطن الذي لا حول له ولا قوة.ان الآثار السلبية الناتجة عن انقطاع التيار الكهربائي كثيرة ومتنوعة فهناك آثارا اجتماعية وأمنية وصحية وغيرها منها تعطل العمل في أجهزة الحاسب الآلي في الوزارات والمصالح الحكومية والمطارات والموانئ والبنوك، وانقطاع المياه في المنشآت العمرانية والسكنية التي تعتمد على الكهرباء في ضخ المياه الى خزاناتها كذلك تعطل العمل في المصاعد ومحطات الوقود وفساد الاغذية في الثلاجات والبرادات وحرمان الكثير من الناس من ممارسة أنشطة أو مناسبات اجتماعية معينة اما من حيث الآثار الأمنية فان انقطاع التيار الكهربائي المتكرر وتعطل الاتصالات السلكية واللاسلكية في غرف القيادة والسيطرة وغرف العمليات في الاجهزة الأمنية التي لا يتوفر بها مولدات احتياطية.. وقد يستغل هذا الوضع في ارتكاب جرائم سلب ونهب او اعمال تخريب وافساد وقتل وارهاب، كذلك حدوث ارتباك مروري في الشوارع والتقاطعات الامر الذي قد يؤدي الى وقوع فوضى وحوادث مرورية مروعة وهناك امكانية القيام باعمال السطو نتيجة لغياب انظمة السلامة وتعطل اجهزة الانذار.ومن حيث الآثار الصحية فان حدوث خلل في وظائف الاجهزة الطبية بالمستشفيات والمراكز الطبية خاصة غرف العناية المركزة واجهزة المختبرات والفحص الطبي وبنوك الدم والاعضاء الحيوية، كذلك تلف بعض الادوية والعقاقير التي تتطلب درجات حرارة معينة لتخزينها. كل ذلك يعكس اخطارا جمة تتركها الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي على صحة المواطنين المرضى خاصة أولئك المرقدين في المستشفيات والذين يعتمدون في حياتهم وبقائهم على اجهزة طبية خاصة وايضا مرضى الفشل الكلوي وهناك خسائر اقتصادية فادحة تحدث نتيجة انقطاع التيار الكهربائي وتعطل الانتاج وتلف المنتجات الصناعية أو رداءة جودتها وتقفل بعض المحلات التجارية بسبب انعدام الكهرباء.ان الطاقة الكهربائية هي عصب الحياة في أي نوع من انواع التنمية واي انسان لا يستطيع العمل بمكتبه وانجاز اعماله اذا لم تكن الكهرباء متوفرة والمكيف يعمل خاصة في المحافظات الشرقية والجنوبية والغربية من البلاد وحتى الطلاب في مدارسهم ومعاهدهم وكلياتهم كيف يحصلون على نتيجة علمية بدون كهرباء ؟ . وهذا بالطبع يشمل كل العاملين في جميع القطاعات، فلابد من قيام الحكومة القابعة في منطقة (البرود) والطراوة في صنعاء بتنفيذ وعودها والتزاماتها بالاسراع بتوفير الطاقة الكهربائية للناس القابعين في المناطق الملتهبة والتخفيف من معاناتهم لأن الذي يده في الماء غير الذي يده في النار وهل يستوي حمى عدن وبرود صنعاء يا حكومتنا؟!.
|
آراء
هل يستوي (حمى) عدن و(برود) صنعاء
أخبار متعلقة