على ضفافهم
الفنان والملحن الكبير الأستاذ الراحل إسكندر ثابت هو من مواليد 1919م من القرن الماضي بمحافظه عدن .وهو واحد من أبرز روًاد الأغنية العدنية الأصيلة.وفي واقع الأمر أنه وكما كان يقول بنفسه ِ لم يحترف الغناء وإنما كان مجرد هاوٍ فكان يشغل رسمياً مسئوليه إدارة مصفاة عدن أيام الاحتلال البريطاني لجنوب اليمن كما أنه كان مدًرِس للغة الإنجليزية في إحدى مدارس الجنوب أيام الاحتلال أيضاً .يعدً الفنان الراحل إسكندر ثابت صاحب المرتبة الرابعة بين أفضل خمساً أصوات في اليمن في رأي الكثيرين فصوته الجميل لايميل إلى الخشونة الزائدة وليس حاداً كثيراً فأخذ من الاتجاهين ما يعطيه نوعاً من النقاء والدفء في الأداء الأمر الذي أنعكس على إعطاء أغانيه وألحانهِ ميزة الولوج السريع إلى سمعية السامع .إن صياغة الألحان عند إسكندر ثابت تختلف تماماً عن مثيلاتها عند بقية الفنانين الكبار من زملائه فألحان إسكندر ثابت مميزة جداً وذات طابع عدني صحيح هذه الأغاني التي تذكِرنا بالصباح الجميل والتي كنا نستيقظ على سماعها من إذاعة عدن العريقة عند ذهابنا إلى المدارس فمن منًا لم يسمع هذه الروائع ( بين السبول - يابدر ياعديني - هويته وحبيته - حبيبي حبيبي- من بعد نظرة عين- كيف سخيت ياأسمر وحالي - سهران ليلي طويل -- ياظالم - بهجِرك_بيني وبينك ياحبيب إشارة - تذكرتك - حيران من هجره - ليله النهر -- ياليلة في الليالي - ياللًي عشت في نارين - يامسافر من ضفاف النيل لوادي تبن) وغيرها من الأغاني العاطفية الرائعة.كغيره من المطربين اليمنيين المبدعين الذين يكتبون الشعر فإنه كان يمتلك موهبة كتابه الشعر إلى جانب التلحين لنفسه ولغيره فهو صاحب كلمات الأغنية الشهيرة الصبر (كم من حبيب فارق حبيب) للفنان الراحل محمد عبده زيدي لحن الأستاذ إسكندر ثابت لكثير من الفنانين ومنهم المطرب فاروق عبدالقادر والفنانة القديرة رجاء باسودان وغيرهم.في نهاية الخمسينات من القرن المنصرم توجًه الفنان الراحل إسكندر ثابت إلى مصر وفيها سجًل العديد من الأغاني الوطنية والتي لعبت دوراً مهماً في إبراز الحماس وإشعال لهيب المقاومة لدى إخوانهِ الثًوار في اليمن ضدً الإمامة والاستعمار البريطاني فكانت هذه الأغاني تقًض مضجع الإمام عندما يسمعها تذاع من راديو صوت العرب فمن خلال صوت العرب وجد فرصه لتسجيل أناشيده الوطنية التي كانت تذاع قبل الثورة ومن هذه الأغاني الوطنية . سلامي ألف للدولة وللعسكر - بلادي وأرض أبي وجدودي.رحل الأستاذ الكبير الفنان إسكندر ثابت إلى جوار ربهِ في 16/ 6 / 1996م رحمة الله عليه وعلى جميع المسلميـن.