بمناسبة اليوم العالمي للمسرح (27) مارس .. الفنان والمخرج المسرحي جمال كرمدي لـ( 14 أكتوبر) :
أجرى اللقاء / عادل خدشيفي هذا اليوم الخميس السابع والعشرين من مارس من كل عام يحتفل المسرحيون في كل أرجاء المعمورة باليوم العالمي للمسرح.. وبهذه المناسبة تهنئ أسرة صحيفة (14 أكتوبر) كل المسرحيين في يومهم العالمي للمسرح.. وتتمنى لهم وللمسرح في بلادنا التقدم والازدهار.. ويُطيب لنا بهذه المناسبة أنْ نتحاور مع الفنان والمخرج المسرحي / جمال كرمدي أحد أعمدة معهد الفنون الجميلة في مجال المسرح ليسلط لنا الأضواء حول بعض القضايا الحيوية والمهمه في الشأن المسرحي.. وإليكم الحصيلة: س 1 : تهانينا لكم باليوم العالمي للمسرح 27 مارس، وبما أنـكم واحد من كبار المسرحيين في اليمن ولكم صولات وجولات في هذا المضمار الحيوي والمهم.. ما هو انطباعكم الشخصي بهذه المناسبة؟ وهل أنتم متفائلون بواقع الحركة المسرحية؟ج 1 : بداية نشكر صحيفة( 14 أكتوبر) الغراء على هذا اللقاء.. وتحديدًا في هذا اليوم الذي نعتبره عزيزاًعلى قلوبنا كمسرحيين، والذي جاء متزامنـًا مع الذكرى العاشرة بعد المائة لظهور المسرح في عدن.. ولا يسعنا اليوم هنا؛ إلا أن ننتهزها فرصةً ساحةً للتعبير صراحةً عن شعورنا المحبط مما آلتْ إليه أوضاع المسرح في بلادنا من ترد وركود وتهميش متعمد من قبل الجهات المختصة.. ولكننا بالرغم من جسامة المأساة التي نعاني منها كمسرحيين وشدة الألم والحزن اللذين يعتصراننا في دواخلنا المجروحة؛ إلا أننا متفائلون بأن المسرح باقٍ وسيظل متحديـًا بقوة هذا الواقع غير السوي.وأضاف: يأتي تفاؤلنا هذا من وحي الرسالة التي قرأها لنا سمو الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة الرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح تلك الرسالة العظيمة التي قرئت يوم 27 مارس عام 2007م من قبله حيث قال: (نحنُ كبشرٍ زائلون، ويبقى المسرح ما بقيت الحياة).وبالأصالةِ عن نفسي ونيابةً عن كافة زملائي المسرحيين في عدن نهنئ كل زملائنا المسرحيين في الوطن العربي والعالم، بهذا الحدث الاحتفالي البهيج الذي يجمعنا في هذا اليوم 27 مارس ويسعى إلى توحيد ثقافاتنا وأجناسنا المتباينة هنا وهناك تحت راية المسرح. س 2 : هل ممكن أن تعطونا لمحة تاريخية مختصرة عن المسرح في بلادنا، كيف كانت بدايات الظهور ومتى؟ج 2 : عرفت عدن المسرح عام 1904م عندما قدَّمت فرقة هندية بقيادة (جملت شاه) كانت قادمة من شمال أفريقيا بعد تقديم عروضها المسرحية هناك، وقد توقفت هذه الفرقة لتزويد سفينتها بالوَقود في عدن، وطلب أعيان الجالية الهندية في عدن آنذاك من الفرقة تقديم عروض مسرحية، وبالفعل أقاموا للفرقة مسرحـًا صغيرًا في حي القطيع أمام نادي التنس.. وقد كانت عروضها مدهشة واستمرت لعدة أيام ثم رحلت إلى الهند.. وفي عام 1908م قدمت فرقة هندية أخرى مسرحيتين الأولى (خذا حق) ومعناها (الله حق) والأخرى (شيري وفرهاد) وهي تشابه مع قصة (قيس وليلى)، وقدمت المسرحيتان في عمارة قهوجي في كريتر وعُرف لاحقـًا بـ(الناتك) ومن ثم أطلق عليه المسرحي الملكي.وفي عام 1910م تشكل أول فريق تمثيل من أبناء عدن في المدرسة الحكومية وقدم مسرحية (يوليوس قيصر) باللغة العربية التي ترجمها السيد حمود بن حسن الهاشمي الملقب بـ (المستر حمود) وكان ناظرًا للمعارف وقتذاك وقدمت المسرحية في حي القطيع أمام نادي التنس خلف عمارة المعارف.ومن هنا بدأ المسرح في عدن يتطور ويزدهر، وتوالت الحركة المسرحية في الازدهار والتطور منذ ذلك الوقت.س 3 : كما أسلفتم في الذكر.. أن هذا العام 2014م يُصادف الذكرى العاشرة بعد المائة لظهور المسرح في عدن.. وهي اليوم لا يوجد فيها مسرح.. أقصد صالة عرض.. ما السبب في ذلك؟!!ج 3 : في السابق كان لدينا المسرح الوطني بالتواهي وتم إخراجنا منه عام 1996م بالقوة لتسليمه إلى مالكه (جعفر مرزا) - كما يزعمون - وكان لنا تاريخ مسرحي عريق ونشاط مسرحي متواصل بعد ذلك تركونا كمسرحيين على يومنا هذا بلا مسرح ولا خشبة مسرح، والسبب في ذلك يعود إلى غياب الوعي الثقافي لدى الجهات المختصة في الدولة، وعدم إدراكهم بأهمية دور المسرح التوعوي.. باختصار ، صالدولة تخشى المسرح، ورجال المسرح؛ لأنَّ المسرح فكر وثورة وتغيير ويعتبر من أخطر وأرقى الفنون فهو أبو الفنون فيه الكلمة الهادفة والتعبير الفني الصادق، لهذا ليس في صالح السلطة أن تفتح لها جبهة معارضة أو ثورة مضادة - كما تزعم -.س 4 : كما تعرف أن كل شرائح المجتمع المدني مؤطر، ولديهم كيانات تضمهم.. إما في اتحاد أو جمعية أو منظمة أو نقابة؛ إلا أنتم معشر المسرحيين لا يوجد لديكم كيان يوحدكم ويجمع شتاتكم لماذا في تقديركم؟ج 4 : نحن المسرحيين نتحمل جزءًا كبيرًا من هذه المشكلة، فلسنا على كلمة سواء.. ولسنا متحدين، وهنالك من له مصلحة في إضعاف قوتنا وتمزيقنا حتى لا نتحد.. لذا يتوجب علينا كمسرحيين في عدن لملمة أشلائنا المتناثرة فيكفي اليوم ما يكفينا من معاناة وتهميش لمكانتنا الفنية ودورنا المسرحي العريق، تعالوا يا أهل عدن إلى كلمة سواء فإما أنْ نكون أو لا نكون، عدن بحاجةٍ إلينا لإعادة الاعتبار لها ثقافيـاً وفنيـاً ووطنيـاً، تعالوا لإعادة اتحاد المسرحيين كما بدأنا في السبعينات من القرن العشرين الماضي لنبدأ اليوم صفحة جديدة خدمةً لهذا الوطن العزيز.