قصة من الواقع
الساعة تشير إلى الثانية بعد الظهر موعد الانصراف من العمل، انصرف من عمله للعودة إلى البيت، زوجته اتصلت به قبل خروجه من العمل ليجلب معه بعض الأغراض المنزلية، استعد للمغادرة، ركب سيارته، حمل في تفكيره أشياء سيحملها إلى منزله، أسرع الخطى وفي الطريق شاهد بقالة تحمل عنواناً كبيراً، قال في نفسه (سأجد ما طلبته الزوجة هنا) أوقف سيارته وراح يتخطى المسافة المتبقية إلى البقالة، أخذ حاجته واتجه إلى سيارته، كان يرصد المسافة المتبقية للمنزل في تفكيره، كانت ترصده طلبت منه أن يوصلها معه إلى حي عبدالعزيز في طريقه فهي وحيدة في هذا المكان ولا تحب أن تركب مواصلات كانت عند أختها في عبدالعزيز، فكر قليلاً، قالت له: لا تخف أعطته الأمان حدث نفسه في بادئ الأمر، انطلق بسيارته، دق قلبه وانطوى شريط بعيداً قال لها إلى أين؟ سكتت في بادئ الأمر واستوت على المقعد.قالت: على طريقك أزاحت اللثام عن وجهها، شاهد ما لم يكن في الحسبان جمال وقوام دق قلبه كساعة في جدار مشروخ، ظلت تلك الزفرات تأخذ مجراها قال في نفسه لقد وقعت في مصيدة، هم بها وهمت به، لكنه استيقظ من سباته اقتربت منه وأخذت نهدة وذرفت دمعة مسحتها بكم شرشفها.قال لها: أين مسكنك؟قالت: خليك على طريقك معك، طار تفكيره، وانقلبت موازينه ودق قلبه كطبل أفريقي.قال لها: إلى أين؟ و ما حكايتك ؟ أنا متزوج وبعيد عن هذه الأشياء.قالت: اسمع أني كارهة نفسي أريد الانتحار أوصلني إلى حافة البحر استيقظ أكثر طوى شريطاً ظل يتأمله أمامه، وأنا لست مستعداً للانتحار أنا مرتبط بأسرة فلا تخربي بيتي، ظل الحوار بينهما كانت السيارة تسير ببطء والشريط الذي أمامه يقوده إلى طريق مسدود، حدث نفسه: ما هذه المصيبة ظل يراودها بالنزول وهي مصرة على البقاء، عرض عليها نقوداً ليقنعها بالنزول أصرت على البقاء، (أنا قريب من منزلي) يا بنت الحلال هذا حي عبدالعزيز، ولا تخربي بيتي فالزوجة تنتظرني في المنزل، دق التلفون أخذه وراح ينظر من المتكلم.. إنها زوجته دق قلبه فتح زر التلفون قال لزوجته أنا في الطريق هناك زحمة في السير، أوقف سيارته قالت له: أني لست عذراء ولا عاشقة ولكن اسمع لي.. قد انتهك عرضي وكرامتي من أحد كلاب البشر في هذا العصر المعجون بالرذيلة الذين لا هم لهم سوى العبث ببنات الناس، أحببته واتفقنا على الزواج، على أن يذهب إلى أهلي لخطبتي، عمل ذلك وقادني يوماً بحسب الثقة وأنا عائدة إلى منزلي كان قد شربني مخدراً وقادني إلى أحد المنازل دون أن أشعر جردني من ملابسي وانتهك عرضي و فعل بي ما فعل، سكتت وذرفت دمعة مسحتها بكم شيدرها، ظل صامتاً يصغي إلى كلامها.فتح بكارتي وذهب لا أدري إلى أين، لملمت نفسي بعد أن صحوت وانسحبت إلى منزلنا لا يعلم بي أحد بكيت على هذا اليوم الذي طاوعته فيه حاولت الانتحار لكن لا جدوى، في أحد الأيام ذهبت إلى أحد المستشفيات لأنظر إلى حالي عملت فحوصات وجدت نفسي مصابة بالإيدز، هذه حكايتي والآن أريد تحطيم كبرياء الرجال المستهترين بالمرأة..فتحت الباب وهي تقول له: ستسمع بي، وسأقوم باصطياد الرجال الذين أضاعوا حياتي وأضع لهم ذلك السم القاتل، وانتقم لنفسي، تركته وهي تبكي معلنة «لن أترك أي رجل يرضى بي، لانتقم لنفسي».انطلق بسيارته وهو يتأمل المرأة من زجاج مرآة سيارته.