الفنان التشكيلي أحمد الحامد
هو واحد من الفنانين التشكيليين في عدن وقد جاء إلينا ومعه لوحاته التي تحمل إلى جوار روعة الألوان والمساحات نبضات قلب ، فنان يعيش من اجل فنه ويحاول أن يقدم من خلال أعماله الفنية حلم الإنسان بحياة طيبة على وجه الأرض.الفنان التشكيلي احمد الحامد هو احد الفنانين التشكيليين الذين يساهمون في تقديم أروع الأعمال الفنية على صفحات صحيفة 14 أكتوبر برسومات الكاريكاتير .. وكانت خطوته الأولى نحو عالم فن الكاريكاتير ومن خلال إسهام الفنان التشكيلي احمد الحامد في حركة الفن التشكيلي وتقديم أعمال فن الكاريكاتير قدم العديد من الأعمال الفنية في الكاريكاتير وفن الخط وعبر من خلال أعماله الفنية عن دعوته الجادة إلى الحفاظ على التراث والحضارة اليمنية. وكانت وما زالت معظم لوحاته الفنية تحمل رسالة فنان يؤمن أن الفن عالم الجمال الذي يحيط بنا رغم ضباب الزحام والتشويه في الحياة والأشكال الاجتماعية والنفسيات نتيجة صراعات العصر والبشر. فالجمال صفة من الصفات ومميزات الإنسان في العصر الحديث وهي تعبر عن تطورات الإنسان في المجتمع الحديث والعادات والتقاليد الإنسانية والجمال في الفن حقيقة ثابتة قادرة على جذب الفنان وكأنها مغناطيس سحري يشده إلى عالم الدهشة والرؤية لجمال الطبيعة الخلابة. ورسم الكاريكاتير عند الفنان التشكيلي احمد الحامد مارسه منذ طفولته وقلد رسم المسلسلات الكارتونية التي كانت تشده إليها ، ما جعله يطور موهبته الفنية وعند الكبر اتجه إلى فن الكاريكاتير الصحفي. وقد تأثر الفنان احمد الحامد بالفنان التشكيلي المعروف عدنان جمن وتعلم منه الكثير من علوم الفن التشكيلي وبالذات فن الكاريكاتير ، كما شارك الفنان احمد الحامد في أنشطة ثقافة الطفل مع الأستاذة نجيبة حداد التي وفرت له إمكانيات وفرصاً عديدة استطاع من خلالها إظهار قدراته ومواهبه الفنية .. وقدم من اشتراكه في معارض ثقافة الطفل في رسم الأشكال الهندسية والديكور ورسومات الحائط في مسرح الطفل اعمالاً فنية نالت إعجاب جمهور الفن التشكيلي . كما شارك الفنان احمد الحامد في تقديم الرسوم الحائطية في النوادي الرياضية والمدارس باستخدام الطلاء. أما بخصوص النقد الفني بالنسبة له يعتبر دعوة تقييم للفن وخاصة أن الفنان التشكيلي كائن حساس فهناك من ينصب نفسه ناقداً وهو ينقب فقط عن مكامن السلبيات في العمل الفني متجاهلاً الايجابيات ومن ثم يهاجم العمل الفني وصانعه بصورة وحشية مثل هذا النموذج لا يمكنه أن يستمر أو يتطور كون دافعه الأول الحقد . أما النقد البناء كما يراه الفنان احمد الحامد فهو الذي يتناول العمل الفني بهدف دعوة الفنان إلى تقديم كل جديد ومفيد لتطوير حركة الفن التشكيلي وكذلك هو النقد الذي يقترب من الفنانين التشكيليين ومعرفة همومهم ومعالجتها. احمد الحامد في سطور من مواليد محافظة شبوة مركز مرضة الهجر في 23 أكتوبر 1973م. من أسرة ميسورة الحال نسبياً ، نشأ متنقلاً بين الريف والمدينة عدن درس الفن التشكيلي في معهد جميل غانم للفنون الجميلة بعدن وعمل في عدد من الصحف والمجلات المحلية ومنها صحيفة 14 أكتوبر. إن الفنان التشكيلي احمد الحامد ساهم في تثبيت أسس الحركة الفنية في عدن وهو فنان يتحدث بلغة الفن المعاصر وله مواقفه وتصوراته الحرة في عالم فن الكاريكاتير ومسيرته الفنية هذه خير شاهد على نزوعه الدائم نحو التغيير ففي عمله حركة متوثبة وتطلع نحو الأكمل وفيه حس حي أينما يكون المشاهد تستوقفه لوحته تستفزه وتطرح أمامه هويتها المتميزة وفي لوحته تكتمل جوانب ثلاثة : الشخصية المحلية والتقنية والارتباط بالفكرة.اللون مخصص للتعبير عن النور لا غرابة إذا أن يقول الفنان التشكيلي احمد الحامد ( إن الانطباعية استهوتني ووجدت منشوراً به ترى النور في حقيقة الألوان وجمال الطبيعة لقد عرف النور منذ الطفولة وكما يقول ماتيس : « اللون مخصص للتعبير عن النور، ليس نور الطبيعة ولكن النور الذي يوجده حس الفنان». فضلاً عن ذلك فقد امتلأ قلب الفنان احمد الحامد بأحاديث الحكايات الشعبية وأحاديث الأهالي في الأحياء الشعبية الممتلئة بالعادات والتقاليد والقصص المشبعة بالخيال والليل يحمل أسراراً إلى صدور الأطفال فتنام ولا تستيقظ إلا متوهجة باللون مقترنة برائحة تلك الأمسية وخلال سنوات مشواره الفني اعتمد هذا الفنان على المواضيع الشعبية وهموم المواطنين في عدن من الفساد وغلاء المعيشة وارتفاع الأسعار في المواد الغذائية وقدمها في لوحات كاريكاتيرية نالت إعجاب جمهور الفن ما جعله يتعرض لعديد من المضايقات. ليس بالعمل الدؤوب فحسب استطاع الفنان أن يتوصل إلى امتلاك أساليبه وشخصيته الفنية بل ايضاً بالفكر الراكض وراء التساؤل والبحث فحين يعرض الفنان تاريخاً ذا حضارتين عريقتين ويجد انه لم يره إلا على يد الآخرين فان توجهه يتضاعف في محاولة التعرف الكامل على هذا التاريخ ويبدو أن الفنان التشكيلي احمد الحامد ارتبط بحب الوطن والبحث عن هموم أبناء وطنه والعمل الجاد في بناء مجتمع خالٍ من الفساد وبمدركاته الفنية المعاصرة راح يبصر الأعمال القديمة الفنية والتراثية وهنا يؤكد الفنان مجدداً أنه لم يفهم عظمة هذه الأعمال إلا من خلال نزوله الميداني إلى المواقع التاريخية في عدن وشبوة وحضرموت والتعرف على تاريخها القديم وما تتعرض له هذه الآثار من سلب ونهب من قبل لصوص الآثار انه فنان يساهم في عملية التغيير. إني أحب أن اكتب في لوحاتي بطريقة الأطفال وطلاب المدارس وإنصاف المثقفين .. وهو بهذا المعنى فيض الروح الإنسانية المتأملة وهي عند مستواها اللاشعوري بل الجنيني». فهي أداة عودة إلى البراءة حيثما التعبير ممارسة حرة سواء أكان هذا ممكنا أم غير ممكن في عصر الاختراعات الجبارة فإن ما يطرقه الفنان احمد الحامد في لوحاته الفنية الأخيرة يتضمن قيماً إنسانية تتجاوز كل تحديد وتعريف. اخيراً فالتجربة ما زالت تتبلور وبين أيدينا فنان مبدع ومعطاء.