قصة قصيرة
احتجبت الشمس عن الظهور في هذا الصباح الباكر.. وانتشرت السحب في جو السماء تحسباً لقدوم الأمطار وبدأت تباشير الربيع تهل على المعمورة بدأ الرعاة بالخروج مع مواشيهم وكلب الراعي يحرك ذيله يتقدم الركب والراعية تحمل جرتها المصنوعة من الفخار تهش غنمها وتجر بقرتها عند حوض البئر تغني أغنية الصباح (وأدودحية وبنت الدودحي) وبائع السليط يجول بحماره ليسقى وعازف المزمار يشدو بنغماته الشجية مع صوت الراعية (وادودحية وبنت الدودحي) تجمعت القرية لسماع ذلك الصوت. لكن القرية كانت حزينة بسبب الجفاف الذي أصابها القرية. أنصرف أهالي القرية وعادوا إلى منازلهم. الراعية أخذت جرتها تسوق مواشيها وغابت عن الأنظار. افترق عازف المزمار وبائع السليط بعد أن عزفت القرية عن شراء السليط أو الرقص على أنغام المزمار، افترقا على أن يلتقيا مرة ثانية. تعجب بائع السليط وعازف المزمار لهذا العزوف في القرية قيل لهم أن الحزن قد حل بالقرية بسبب الجفاف وان شيخ القرية قد توفي وخلف وراءه امرأة حسناء مهجورة في البيت لم تخرج منذ فترة، حزينة على زوجها.فكر صاحب المزمار كيف يقتل ذلك الحزن. لكن لم ينجح. عاد من حيث أتى في الطريق قال لصاحب السليط هل نستطيع قتل هذا الحزن؟ صاحب السليط كان أسرع للمبادرة قال له: إذا استطعت أن تطرد الحزن من هذا البيت أخذت سليطي وحماري. فكر صاحب المزمار قليلاً لعله يفوز بالجائزة، وافق أخيراً اتفقا على أن يعودا في اليوم الثاني إلى القرية. قال في نفسه:كيف أفوز بهذا؟ في اليوم الثاني وصل إلى القرية صاحب المزمار يعزف الحانة الشجية خلعت صاحبة المنزل ذلك الحزن وخرجت ترقص على أنغام ذلك المزمار وخرجت القرية فرحانة لان الحزن قد زال منها قال صاحب السليط: لقد نجح صاحب المزمار. قام صاحب الحمار يرقص .. وأنا ضيعت حماري وسليطي اخذ صاحب المزمار الحمار والسليط وراح يعزف وهو فرحان بهذه الجائزة.