شوقي عوض فضل محمد كريدي علامة بارزة في عمر ذاكرة الزمن الفني الجميل وتجسيد حقيقي لمعاناة الفنان المبدع والإنسان الذي صنع من ريشته الإبداعية الفنية، عبقريته التلحينية في الألحان المبدعة والراسخة في ثنايا الذاكرة الوجدانية والذائقة الفنية، التي بها استطاع هذا الفنان الملحن فضل كريدي أن يزاوج بين الألحان ذات الطابع الشرقي بموسيقاها الشعبية والسلم الموسيقي المتعدد النقلات في موسيقاه بعذوبة متناهية بالاستماع إليها والاستمتاع بها والى ملحنها الفنان المبدع فضل كريدي والمولود عام 1950م بمحافظة لحج.فهكذا كان الفنان والملحن فضل كريدي متنوعاً في إيقاعاته والحانة وفي ثنائياته مع الشعراء الذين تعامل معهم كالشعراء علي عوض مغلس، ناصر علوي الحميقاني علي بن علي الربيح، سالم علي حجيري .. الخ.بيد أن ذلك لا يعفينا من القول إن صاحب البصمات الأولى في تقديمه ودفعه إلى الساحة الفنية وبقوة هو الملحن الكبير والمبدع صلاح ناصر كرد الذي لحن له قصيدة (الوجه الجديد) وهي من كلمات الشاعر أحمد عباد الحسيني إلى جانب أغنية (بغنجه والدلال) التي صاغ كلماتها الشاعر احمد عمر إسكندر وفي هذا الحديث تجدر الإشارة الى ان الفنان فضل كريدي قد تزامل في نشأته الفنية مع الفنان الكبير الراحل فيصل علوي والفنان المبدع عبدالكريم توفيق .. الى جانب زملائه الفنان الراحل مهدي درويش، محمد عوض شاكر، محمود محمد ناصر، داؤود سعيد باشا، محمد رزق .. الخ.إضافة إلى تأثره بوالده فنياً وموسيقياً وعمه عبدالله مغلس إلى جانب تأثره بـ (الندوة اللحجية) وبروفاتها المستمرة والتي كانت يستمع إليها بكل شغف وإعجاب ويتمنى أن يكون واحداً من أعضائها او أحد فنانيها وذلك ما تحقق له فيما بعد.برزت مواهبه اللحنية وبقوة على الساحة الفنية مع أولى محاولاته في مجال التلحين مع الشاعر المخضرم علي عوض مغلس في عام 68م. بتقديم نماذج من القصائد الغنائية والتي شكل بها الفنان الملحن فضل الكريدي مع الشاعر علي عوض مغلس ثنائياً ناجحاً، بتقديم اجمل الأغنيات من ألحانه الطربية والشجية والحماسية تمثلت في أغانٍ مثل (يكفي أشوفك من بعيد) (ياعيني الجريحة)، (مسموح من خاطري). (أنا الغلطان)، (بالدماء والروح)، (لن يقف سير التحرر).. الخ.وخلال الفترة العملية التي قضاها الفنان فضل كريدي بالعمل في القوى البحرية عام (74م ـ 86م) مثل مع الشاعر ناصر علوي الحميقاني ثنائياً ناجحاً بتقديم أجمل الأغاني والألحان الرائعة للفنان فضل كريدي ومنها:(حسك تصدق ضحكتي)، (أنا افتكرتك صديق) ، (القبقبة للولي)، (مش مشكلة) ، (نسيتك) ، (عجيب ياهذه الدنيا عجيب) ، (ياغايب متى باتعود) ... الخ.ضف إلى ذلك أن الفنان والملحن فضل كريدي قد تعدت وتعمقت وتوطدت علاقاته بالشعراء ـ كما حظيت ألحانه لديهم بالشهرة والذيوع ومثلت بالنسبة لهم إلهاماً شجياً وإيقاعاً نغمياً وطربياً ومنهم الشاعر علي بن علي الربيح الذي شكل معه الفنان والملحن فضل كريدي ثنائياً ناجحاً تمثل في تقديم مجموعة من الأغنيات والألحان الجميلة والرائعة ولعددٍ من الفنانين وبمختلف الأصوات ومنها (قد راح وقت الحظى) ، (مش وقتك تعال بعدين) (بني آدم خلق من بشر) ، (جينا على ناس تلعب) ... الخ.علاوة على ذلك فقد شارك الفنان والملحن فضل الكريدي إلى جانب تلحينه لشعراء آخرين في إحياء السهرات الغنائية والموسيقية مع الكثيرين من الفنانين وقدم الألحان لهم والأصوات الجديدة حيث ظل وعلى مدى ستين عاماً وأربعة عقود من الزمن يصدح ترانيم وأنغام الحانه بالجديد والمتجدد، لم ينقطع خلالها عن الفن والغناء والتلحين على الرغم من تحمله للمسؤولية الكبيرة لأسرته ـ وعدم تكريمه من قبل الجهات الرسمية والحكومية وكذا الهيئات الشعبية ومنظمات المجتمع المدني وهو الذي خدم الأغنية اليمنية بشكل خاص والأغنية العربية بشكل عام.
|
ثقافة
فضل محمد كريدي .. جمال اللحن ومرارة الحياة
أخبار متعلقة