من يطلع على وثيقة حل القضية الجنوبية التي تم التوقيع عليها من قبل اللجنة المصغرة لفريق القضية الجنوبية والتي قدمها مبعوث الأمم المتحدة لليمن السيد جمال بن عمر يوم السبت الماضي ورفض التوقيع عليها ممثلا المؤتمر الشعبي العام أحمد الكحلاني وأحمد بن دغر ووقع عليها د. عبدالكريم الارياني النائب الثاني لرئيس حزب المؤتمر فيما تغيب ممثل الحزب الاشتراكي في اللجنة المصغرة قادري وحيدر ولم يوقع عليها أيضاً د. ياسين سعيد نعمان وانسحب ممثل التنظيم الوحدوي الناصري عبدالله نعمان ولم يوقع، ووقع عليها اغلب اعضاء اللجنة المصغرة لفريق القضية الجنوبية وهم: ممثلو الحراك الجنوبي السلمي الستة بمن فيهم ياسين مكاوي نائب رئيس مؤتمر الحوار الوطني وممثل الحراك الجنوبي السلمي في هيئة الرئاسة، وممثلو: حزب الإصلاح، وجماعة انصار الله (الحوثيين) وحزب العدالة والتنمية وممثلو الشباب والمجتمع المدني، ونادية السقاف مقررة هيئة رئاسة مؤتمر الحوار الوطني.ذكرت في مقدمة وبداية مقالتي هذه بأن الذي يطلع أو يقرأ هذه الوثيقة المهمة من أبناء الوطن عامة وعلى وجه الخصوص أبناء الجنوب سيجد انها وثيقة عادلة ومنصفة وانها ستكون أروع وأفضل من ذلك في حالة توفر الإرادة السياسية وصدق النوايا في تنفيذها وتطبيق فقراتها وبنودها على أرض الواقع عملياً ولمس الناس في الجنوب خيرها لانها ما وجدت إلا لتتحقق وترى النور في حياة الناس واعادت لهم حقوقهم التي حرموا منها وتحققت العدالة والانصاف أما إذا تم التخلي عنها وتجاهلها وتبرأ منها الذين وقعوا عليها وأعفوا انفسهم من الالتزام بتطبيقها وتنفيذ فقراتها وبنودها فإن مصيرها سيكون مثل مصير وثيقة العهد والاتفاق التي تم التوقيع عليها من قبل كافة رجالات اليمن بشطريه في المملكة الاردنية الهاشمية الشقيقة وبحضور ملكها ومن ثم حدثت بعد ذلك الحرب المشؤومة في عام 94م، وتناسى الناس تلك الوثيقة ولم يلتزم النظام حينها بتطبيقها وهذا ما حذرنا منه في مقالة لنا نشرت في صحيفة (14 أكتوبر). واليوم نرى من يرفض التوقيع على وثيقة حل القضية الجنوبية العادلة ويريد أن يفرض رأيه وتصوره على بقية مجموع اللجنة المصغرة للقضية الجنوبية وكأن الحقيقة ملكه وحده وفي جيبه وان مقترحه هو الحق والفصل وما عداه هزل وان الآخرين لايفقهون شيئاً فيما يخص قضيتهم العادلة القضية الجنوبية التي هي قضية القضايا في مؤتمر الحوار الوطني الشامل كأن لسان حال ذلك الرافض التوقيع على الوثيقة يقول: (ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد) مع أن أمور السياسة ظنية اجتهادية وليست قطعية يقينية وواقعة بين الاصابة والخطأ ولا يستطيع أي انسان مهما كانت معرفته وخبرته في الحياة والسياسة ان يجزم أو يزعم بأن رأيه هو الصواب والقول الفصل الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وأن رأي غيره باطل وخطأ ومجانب للصواب .. ان وثيقة حل القضية الجنوبية واضحة وضوح الشمس ولا تحتاج إلى ترجمة أو شرح وتفصيل إلا لمن لا يريد ان يفهم ويريد ان يعرقل ويكابر وفي نفسه شيء ما، ويريد ان تطول فترة وزمن الحوار إلى أجل غير مسمى وينسى ويتجاهل بأن الشارع اليمني من شماله إلى جنوبه يغلي ويشتعل والناس في انتظار مخرجات الحوار وعلى أمل ان يخرج بنتائج طيبة ترضي جميع ابناء الجنوب بل وترضي ابناء الوطن بكامله لان رضى الشعب والمجتمع مقدم على رضى ومصلحة النخب السياسية والاحزاب التي فشلت فشلاً ذريعاً في الحفاظ على الوحدة وأوصلت البلاد إلى حافة الهاوية والانزلاق إلى التشظي والتشرذم والتقسيم ومطالبة الناس في الجنوب بفك الارتباط والمطالبة بحق تقرير المصير بعد ان كانوا أسبق الناس بالدعوة إلى الوحدة والاتحاد مع اخوانهم في شمال الوطن إلا ان النظام في ظل الوحدة هو الذي أجبر الحراك الشعبي السلمي في الجنوب واجبر الشباب في الشمال على الخروج في احتجاجات من أجل التغيير ومن اجل الحرية والعدل والانصاف واليوم نشاهد من يرفض التوقيع على وثيقة حل القضية الجنوبية لأنها حق وعدل ولكن أكثرهم للحق كارهون ويعملون على إعاقة مسيرة التسوية السياسية التي تحظى برعاية اقليمية وأممية ويريدون ان يفرضوا رأيهم على المجموع أو الاجماع في الوقت الذي شغلونا ليلاً ونهاراً بالتغني باحترام الرأي الآخر واحترام حقوق الانسان وحرية الاختلاف والتغني بالديمقراطية وعدم الخروج عن الاجماع ورأي الاغلبية دون احتكار الرأي أو مصادرة فكرة صائبة تخدم مصلحة الوطن العليا وترد المظالم والحقوق إلى اصحابها. إن هذه الوثيقة قد فضحت وكشفت من هو معها ومن هو ضدها وبينت من هو على استعداد لتحمل المسؤولية للبدء في تطبيقها وبناء دولة يمنية حديثة مختلفة عما سبقها من أنظمة ارتجالية وعشوائية وكيفما اتفق أما القاء التهم جزافاً على الوسيط الأممي الذي جاء ليساعدنا على ايجاد حل لأزمتنا وأنه قد أعد فقرات الوثيقة سلفاً فهذا اتهام لا دليل عليه لأن الرجل قدم الوثيقة بناء على استخلاصات مستلهمة من كل حوارات ولقاءات ونقاشات الأطراف اليمنية المختلفة فالمفروض ان يحترم وان يطبق عليه قول الله عز وجل: (ولا يضار كاتب ولا شهيد).
|
آراء
(الوثيقة) التي فضحت (المعرقلين)
أخبار متعلقة