أدى اليمين الدستورية أمام مجلس النواب .. رئيس الجمهورية :
صنعاء / سبأ:أدى الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي - رئيس الجمهورية، أمس ، اليمين الدستورية أمام مجلس النواب في جلسته المنعقدة برئاسة رئيس المجلس يحيى علي الراعي، وبحضور رئيس وأعضاء مجلس الوزراء ورئيس وأعضاء مجلس الشورى ورئيس وأعضاء مجلس القضاء الأعلى ورئيس وأعضاء اللجنة العليا للانتخابات، ولجنة الشؤون العسكرية، وسفراء دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ، والاتحاد الأوروبي، والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، وممثل الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر، والأطراف الموقعة على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة.
وفي مستهل الجلسة التي بدأت بالسلام الوطني ثم تلاوة آيات من الذكر الحكيم تلاها الشيخ الحافظ/ يحيى أحمد الحليلي، القى رئيس مجلس النواب يحيى علي الراعي كلمة بهذه المناسبة قال فيها:بهذه المناسبة الوطنية وفي هذا اليوم البهيج الذي نتوج فيه العرس الديمقراطي بنجاح الانتخابات الرئاسية المبكرة،, نجدها فرصة لنرحب فيها بالأخ عبدربه منصور هادي - الذي تم انتخابه رئيساً للجمهورية، ونهنئه بنيل ثقتنا في مجلس النواب بتزكيته مرشحاً وحيداً للتوافق الوطني ونبارك نجاح الانتخابات الرئاسية المبكرة، ونيله ثقة الشعب.
[c1]الأخ الرئيس ..[/c]أمامكم مهام للفترة الانتقالية في ضوء المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة والمدعومة من المجتمع الدولي ، ثقوا أيها الأخ المشير عبدربه منصور هادي أننا ممثلي الشعب، سنكون معكم ومع حكومة الوفاق الوطني في تجسيد تلك المهام الوطنية،, والنظر إليها كعملية تضامنية وتكاملية بين كافة سلطات الدولة وكل القوى الخيرة في المجتمع لتحقيق الشراكة الوطنية في بناء اليمن الجديد والحفاظ على وحدته وأمنه واستقراره.وهنا نتقدم بكل تقدير للأطراف الموقعة على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة الذين تحلوا بالحكمة اليمانية وجعلوا من ذلك الاتفاق قاعدة لتحقيق التسوية السياسية للأزمة التي تمر بها بلادنا.ونقدر موقف الأخ الرئيس علي عبدالله صالح الذي ضحى وتنازل عن حقه الدستوري والقانوني من أجل مصلحة اليمن أرضاً وإنساناً .ولا يفوتنا أن نتقدم بالشكر إلى الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي ونخص بالذكر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي رعى هذا الاتفاق .ونثمن دور الأصدقاء في الاتحاد الأوروبي والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة على ما يبذلونه باتجاه دعم بلادنا للخروج من أزمته الراهنة.
[c1]الأخ الرئيس..[/c]نكرر التهنئة لكم بهذه الثقة وأتمنى لكم التوفيق والنجاح في أداء مهامكم الوطنية المستقبلية، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.بعد ذلك ألقى الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية كلمة بهذه المناسبة فيما يلي نصها:[c1] بسم الله الرحمن الرحيم[/c]الحمد لله الذي جاوزنا بفضله حالة العسر لليسر ومشقة اليأس إلى موجبات الأمل .الإخوة رئيس وأعضاء مجلس النواب .. الإخوة رئيس وأعضاء مجلس الشورى .. الإخوة رئيس وأعضاء مجلس القضاء الأعلى .. الإخوة أعضاء اللجنة العسكرية .. الإخوة والأصدقاء سفراء الدول الشقيقة والصديقة وممثل الأمين العام للأمم المتحدة.. الأخ رئيس الوزراء وحكومة الوفاق الوطني.أقف هنا في لحظة تاريخية فارقة في عمر اليمن بعد أن اكتملت العملية الانتخابية بنجاح ،’ لم يكن متوقعاً ما صنعه أبناء هذا الشعب اليمني الذي أكد للعالم اجمع تفرده وقدرته على تجاوز المحن ومشاق الصعاب بإرادة لم تنل منها تقولات المرجفين وكيد الكائدين .ولا يسعني هنا إلا ان أتوجه إلى كل أبناء الشعب اليمني دون استثناء ومن منحوني أصواتهم وثقتهم بجزيل الشكر وعظيم الامتنان وهو ما يحملني مسؤولية ثقيلة أدعو الله ان يعينني على أداء حقها والوفاء بتبعاتها .
كما اشكر رئيس وأعضاء اللجنة العليا للانتخابات الذين بذلوا من جهوداً جبارة لنجاح هذا الاستحقاق الديمقراطي وكل من ساهم داخلياً وخارجياً بوصولنا إلى هذه النتيجة المشرفة التي ستعود سلاماً وأمناً واستقراراً لبلد أنهكه الانشقاق ونال منه صراع المتخاصمين .ولذا فإن ما انجزناه يعد تجربة غير مسبوقة في التعامل مع أزمة وصلت إلى كل مدينة وقرية وبيت وستمثل دون شك نموذجاً يقتدى به حاضراً ومستقبلاً.كما اشكر القوات المسلحة والأمن على جهودهم الكبيرة وجهود اللجان الفرعية في المحافظات ونترحم على الشهداء وندعو للجرحى بالشفاء العاجل.
[c1]الإخوة والأصدقاء الحاضرون..[/c]لقد مثلت الانتخابات الجسر الذي عبر عليه الناس من ضفة اليأس إلى ضفة الأمل، وهو ما يحمل الأحزاب السياسية بتمثيلها الحكومي، وكذا كل من هو صاحب صوت مسموع من المنتمين إلى هذا البلد أمانة المسؤولية في ان يعبروا مع الناس إلى المستقبل بقلوب بيضاء صافية متسامحة بخطاب يحمل بشارات أمل وملامح مستقبل واعد واضح المعالم حتى نتمكن من تعويض ما فات ومحاولة اللحاق بمن سبق ، إذ ان التحولات الكبرى لا يمكن أن تصنعها الصدفة أو تأتي بها الأمنيات لأنها ستظل مجرد أمنيات عاجزة في حال ما أثقلنا كواهلنا بأثقال الماضي وتبعات عداواته.إننا نعلم جميعاً ان قوة واستقرار أي بلد مرهون بمدى تماسكه الاجتماعي و التقائه حول مشروع وطني كبير تصغر أمامه المشاريع الذاتية والطموحات الصغيرة ، وان من يتقدم لها بتصورات زائفة ومنطق خادع وقد جرب وخبر شعبنا كل ما له علاقة بألاعيب كهذه بما فيها الأخذ بمنطق القوة الذي يتوجب إسقاطه من رؤوس كل من مازال يجاري خداع نفسه باعتبار أن السلطة اليوم صارت مسنودة بشرعية شعبية لا يمكن التشكيك بها أو الانتقاص منها.
[c1]الحضور جميعاً ..[/c]اعلم يقيناً ماذا يعني العامان القادمان للناس الذين تشرفت بحمل ثقتهم مثلما اعلم بان الأزمات المعقدة متشابكة اقتصادياً واجتماعياً وامنيا وإنسانيا ايضاً، ولذا فان البلد ليست بحاجة إلى أزمات كيدية تهد حيلها .. لان الفترة القادمة تحتاج منا إلى حوار جاد يرسم معالم الحكم القادم عبر دستور جديد يلبي الطموحات الوطنية التي تنقله من الشرعية التقليدية إلى الشرعية الوطنية المبني على أسس ومبادئ الحكم الرشيد وبناء دولة قوية من خلال إيجاد وتفعيل المؤسسات التي لا تقوم على الشخصنة ، وبناء الإنسان اليمني القوي يستوجب :توظيف طاقاته الإنسانية غير المحدودة في مختلف مناحي الحياة العملية والحياتية ، وجعل الأمن واقعاً يلمسه المواطن باعتباره سابقاً لأي تنمية مطلوبة وقوة لأي قانون يراد تطبيقه.إعادة بناء الاقتصاد الوطني على أسس واقعية وعلمية والاستفادة القصوى مما يقدمه الأشقاء والأصدقاء والاستغلال الأمثل لمقدرات اليمن المختلفة وتبني حل للمشاكل المعيقة للتنمية لتجاوز الإنهاك الذي ألحقته به الأزمة الماضية بما يعد إحياء الطبقة المتوسطة باعتبارها الأساس لأي بلد.استمرار الحرب ضد القاعدة باعتبارها واجباً دينيا وطنياً بما يؤدي إلى إعادة النازحين إلى مدنهم وقراهم .[c1] الإخوة رئيس وأعضاء مجلس النواب الحاضرون جميعاً..[/c]ما سبق ليس أكثر من عناوين لمشاكل حقيقية أذا لم نستطع التعامل معها بطرق واقعية ومنظمة فان الفوضى هي البديل المحتمل ولذا فإني أعول كثيراً على دوركم كممثلين للشعب بأكمله الذي قدم بتفاعله في العملية الانتخابية رسالة للعالم بانه قد منح التغيير الشرعية والتغيير هنا لا يحتمل إلا ان يكون للأفضل وهو ما عليكم ان تعملوا لأجله من خلال النظر إلى ما يطرح على مجلسكم الموقر من قضايا مختلفة بعين الحرص على مصلحة البلد لا الحزب الذي يمثله أي منكم وعلينا ان نتذكر جيداً ان الشعب لم يعد يقبل بأنصاف الحلول أو يتعاطى مع من يبيعه الأوهام او يكون سبباً في إعادة خطواته إلى الخلف .لا أريد الإطالة عليكم ولكن قبل ان اختتم ادعو صادقاً كل من له سلطة مهما بلغت ان يبحث عن التغيير ان يجيب على تساؤلات المرحلة، إلى أين نريد ان نتجه وما هي الطريق التي نسير عليها ماهو الهدف الذي نريد تحقيقه وبأي رؤية سنصل إليها .. وفقنا الله جميعاً إلى أن نتلمس الطريق إلى المستقبل ونفوسنا خالية من البغضاء ونفتح صفحة جديدة ناصعة البياض لكي نستطيع أن نبني اليمن الجديد الذي يتسع لكل أبنائه دون تمييز وأفئدتنا نقية من الكراهية وعقولنا متحررة من التفكير الا بما يصلح حال وطننا ومواطنينا.. اللهم آمين..والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.وكان الاخ عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية ، قد تسلم من رئيس اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء القاضي محمد حسين الحكيمي ، شهادة الفوز الذي أحرزه بالانتخابات الرئاسية المبكرة التي سجلت حضورا لم يشهد له مثيل من قبل .. وباركوا هذا النجاح العظيم الذي يأتي في خطوات الخروج من الأزمة والولوج إلى الغد الأفضل والمشرق من أجل البناء والتطوير وتجاوز الماضي والمضي صوب المستقبل بكل إصرار.