في الاحتفال بمناسبة الذكرى الـ63 لليوم العالمي لحقوق الإنسان
صنعاء / سبأ :أكد رئيس مجلس الوزراء الأخ محمد سالم باسندوة التزام حكومة الوفاق الوطني باحترام وحماية وتحقيق حقوق الانسان التي تشكل اساسا للاستحقاقات القانونية..مشيرا الى سعي الحكومة إلى بناء دولة ديمقراطية كمثل أعلى تهدف في جوهرها إلى حفظ وتعزيز كرامة المواطن وحقوقه الأساسية وتحقيق العدالة الاجتماعية والانتقالية ورعاية التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المجتمع اليمني ودعم الاستقرار الوطني.واعتبر الاخ رئيس الوزراء في كلمته التي ألقاها أمس ، في الاحتفال بمناسبة الذكرى الـ63 لليوم العالمي لحقوق الإنسان إقامة الاحتفال شاهداً على اهتمام قيادة الحكومة بالتزاماتها الدولية في مجال تحقيق حقوق الإنسان صوب يمن خال من الانتهاكات وكل ألوان العسف والاستبداد، وتصان فيه الحقوق والحريات ويكون الجميع فيه متساوين امام القانون.
وقال “ ان هذه الذكرى تطل علينا والشعب اليمني يعيش ظرفا تاريخيا استثنائيا في سبيل تحقيق مبادئ العدالة والحرية والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان ويعيش ثورة التغيير السلمية نحو الأفضل بكل ما تحمله مضامين هذه الثورة من قيم سامية وجوهرية وما تجسده من ترابط أصيل وتمسك حقيقي بالمبادئ الانسانية القوية التي دعت إليها الشرائع السماوية وديننا الإسلامي الحنيف”.وأوضح باسندوة ان الشعب اليمني الذي يعيش اليوم مرحلة العبور الحقيقي يدرك انها مرحلة تتجه الى التركيز على اهمية الانسان وحقوقه باعتباره وسيلة وغاية كل تنمية، والسعي نحو تحسين الخدمات الاجتماعية الأساسية للمجتمع، إضافة إلى العمل على تمكين كل قطاعات المجتمع ومكوناته من المشاركة بجدية وفعالية لصنع التحولات المنشودة على أساس المبادئ السامية للاعلان العالمي لحقوق الانسان.
وأضاف “ لاشك في ان هذه العناصر التي تمثل جوهر مرحلة الانتقال الاجتماعي تقتضي تضافر كل الجهود وتعبئة كافة الطاقات وتوفير الموارد المتاحة للنهوض بقطاعات الخدمات الرئيسية في المجتمع، وعلينا ان نتطلع للمستقبل باعتباره الجانب الاهم في حياة اي امة”.وأكد رئيس الوزراء انه آن ليمن الايمان والحكمة ان يأخذ حقه في التنمية الشاملة وتحقيق مبادئ حقوق الانسان نحو الديمقراطية الحقة والتنمية الشاملة.. مشيرا الى ان ابرز معالم هذه المهمة تتمثل في معالجة الاختلالات الموجودة ضمن الوضع القائم ومؤسساته وتحرير الحياة السياسية من العشوائية والعنف والاعتناء بنشر وحماية حقوق الانسان والحريات الديمقراطية والفكرية.
وشدد الاخ باسندوة على ضرورة ايلاء الانسان اليمني ووعيه الانساني مكانة مركزية عقلا وارادة.. مؤكدا ان حكومة الوفاق الوطني عقدت العزم على تعزيز حقوق الانسان قولا وممارسة باتخاذها جملة من الاجراءات العملية لتنفيذ عدد من الاهداف الجوهرية أهمها إعداد إستراتيجية وطنية لحقوق الإنسان تشمل مواءمة التشريعات الوطنية مع الاتفاقيات الدولية التي صادقت عليها اليمن وإدماج ثقافة حقوق الإنسان ضمن برنامج التعليم الأساسي والثانوي والعالي لمد هذه الثقافة بضمانة طويلة الأمد وتحويلها من ثقافة قطاعية خاصة بالمجال السياسي إلى ثقافة عامة في المجتمع يتلقاها الأبناء في المدارس ويتربون عليها ويتهيؤون لممارستها.وقال” ان حكومة الوفاق تحرص على تحسين أوضاع السجون والارتقاء باوضاع النزلاء وفقا للمعايير الدولية لتتحول هذه السجون من منشآت عقابية إلى مؤسسات تربوية وتاهيلية يتخرج منها المحكوم عليه انسانا قادرا على الاندماج في المجتمع والاسهام في التنمية”.
وأكد الاخ رئيس الوزراء ان الحكومة تعتزم انشاء مؤسسة وطنية مستقلة لحقوق الانسان وفق مبادئ باريس في المستقبل المنظور.. مشيرا إلى ان الدولة أصبحت اليوم ملزمة باعطاء افراد المجتمع حق التعبير والتعليم المجاني وحق المشاركة العامة والحق في العمل والمسكن والاجر العادل والحق في المعرفة والبيئة الصحية وغيرها من الحقوق التي اجملها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.وحث باسندوة منظمات المجتمع المدني المحلية والدولية على مواصلة دورها من المنطلق الجديد الذي برزت ملامحة بشكل واضح في أشهر الثورة السلمية المباركة وان تصوغ تصورا وافيا حول سبل تحقيق الشراكة الحقيقية بين الحكومة وهذه المنظمات باعتبارها الرديف الفاعل للحكومة في كل خطط التنمية وبرامجها المتواصلة.
من جانبها أشارت وزير حقوق الإنسان حورية مشهور إلى أن الاحتفال هذا العام يأتي في الوقت الذي تعمل الوزارة بالمساهمة مع أطراف أخرى في الحكومة وخارجها للتشاور حول تشكيل لجنة تحقيق مستقلة محايدة تتسم بالنزاهة والشفافية والمصداقية للتحقيق في الانتهاكات التي حدثت خلال الفترة الماضية والسعي نحو تطبيق العدالة الانتقالية .وأكدت أن الوزارة تعمل على إعداد الإستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان وبناء قدرات العاملين في مجال حقوق الإنسان في الحكومة والمجتمع المدني ضمن السياسات ذات الأولوية إضافة إلى سعيها لتشكيل هيئة وطنية عليا مستقلة تعنى بحقوق الإنسان وفقا لمبادئ باريس تكون لديها صلاحيات ستمكنها من تعزيز حقوق الإنسان ورسم سياستها ومراقبة إنفاذها والمساءلة والمحاسبة على انتهاكها .
وبينت مشهور أن الوزارة تسعى في إطار تنفيذ خطتها السنوية لعقد المؤتمر الوطني لحقوق المرأة منتصف مارس القادم،وكذا عقد لقاءات وورش عمل وندوات للتهيئة لانعقاد مؤتمر الحوار الوطني للوصول إلى إجماع وطني حول كل القضايا التي تهم الوطن والالتفاف حول أجندة وطنية واحدة وغايات سامية تركز في مجملها على إعادة بناء الوطن.وأشادت وزيرة حقوق الإنسان بجهود كافة المنظمات والبرامج والوكالات والمعاهد الدولية في دعمها للاحتفال بحقوق الإنسان في اليمن.بدوره أشار رئيس المدرسة الديمقراطية جمال عبدالله الشامي في كلمته عن منظمات المجتمع المدني إلى أهمية الاحتفال بهذه المناسبة التي تعطي للإنسان أهمية في مجال الحقوق .. مبينا أهمية العمل على توعية الشباب بحقوقهم ودعمهم في مطالبهم المشروعة وذلك من خلال تعاون الجميع من اجل يمن يهتم بحقوق الإنسان.
ولفت الشامي إلى أن مطالبة منظمات المجتمع المدني بإنشاء هيئة وطنية مستقلة تعنى بحقوق الإنسان لا يعفي دور الوزارة والحكومة في هذا المجال وإنما يدعمها في أنشطتها وتقاريرها السنوية في هذا المجال المقدمة للمنظمات الدولية.فيما أشار الدكتور محمد ناصر حميد في كلمته عن ذوي الاحتياجات الخاصة إلى أن المعاقين في اليمن بحاجة إلى إعادة النظر في القوانين من منطلق تكييفها مع اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة التي وقعتها الأمم المتحدة في ديسمبر 2006م.وطالب بإعادة النظر في الكيفية التي تشكل بها اللجنة الوطنية العليا لرعاية وتأهيل المعاقين لكي تكون كيانا يتسم بالجانب التنفيذي واتخاذ القرار .. مؤكدا أهمية النظر إلى الأشخاص ذوي الإعاقة في الريف لأنهم يعيشون مأزقاً خطيراً وهو التجاهل والعار والذنب .من جانبه أكد ممثل منظمة رعاية الطفولة الدولية محمد عديل خان استعداد منظمته والمنظمات الدولية الأخرى لمضاعفة تمويلها وعملياتها في اليمن من اجل مصلحة الأطفال وكذا دعم وزارة حقوق الإنسان من اجل تحقيق رسالتها في اليمن.وقال” إن مستقبل اليمن يتعلق بأطفال اليوم ، لذلك أتوقع مزيداً من الالتزام نحو حقوق الأطفال من قبل الدول والمنظمات والمؤسسات العاملة في هذا المجال”.وفي الحفل الذي تخللته لوحة شبابية حول مفاهيم حقوق الإنسان قام رئيس مجلس الوزراء بتوزيع شهادات التكريم للجهات الداعمة .كما أقيم على هامش الاحتفال معرض فني وتشكيلي عن حقوق الطفل.حضر الاحتفال عدد من الوزراء والمسئولين وأعضاء من السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى اليمن والمهتمين بحقوق الإنسان.
