السلطة الفلسطينية وإسرائيل تنفيان إجراء مفاوضات سرية
فلسطين المحتلة/وكالات:يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود اولمرت والعاهل الأردني عبد الله الثاني في 15 مايو الحالي خلال اجتماع لحائزي نوبل للسلام سيعقد في مدينة البتراء الأردنية الأثرية كما أعلن مكتب اولمرت أمس الثلاثاء. وقال مكتب رئيس الوزراء ان ايهود اولمرت “قبل دعوة الحكومة الأردنية للمشاركة الثلاثاء المقبل في اجتماع لحائزي جائزة نوبل للسلام في البتراء. وخلال هذا الاجتماع سيلتقي رئيس الوزراء الملك عبد الله الثاني”.وفي سياق ذي صلة أعلنت المتحدثة باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي أن اولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس سيلتقيان “في وقت قريب جدا” في إطار اجتماعات منتظمة تتم بفضل وساطة أميركية.وأوضح مسؤول كبير في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن اللقاء سيعقد “الأسبوع المقبل” وان مسؤولين فلسطينيين وإسرائيليين سيلتقون في الأيام المقبلة لتحديد مكان وتفاصيل الاجتماع.من جهتها قالت ميري ايسين المتحدثة باسم اولمرت “نأمل في أن يلتقي المسؤولان قريبا”.وكان اولمرت وعباس التقيا في 15 ابريل في القدس المحتلة بدون بحث مسالة تسوية دائمة للنزاع. واتفقا على الاجتماع مجددا في نهاية ابريل في أريحا بالضفة الغربية لكن اللقاء لم يعقد.واللقاء الذي عقد في 15 ابريل كان الأول بين المسؤولين في إطار سلسلة لقاءات نصف شهرية تقررت اثر وساطة أميركية في محاولة لاستئناف المحادثات المجمدة منذ أكثر من ست سنوات من اجل التوصل إلى تسوية للنزاع الإسرائيلي-الفلسطيني.في غضون ذلك نفت السلطة الفلسطينية وإسرائيل امس معلومات صحفية عن قناة مفاوضات سرية بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت.وقال رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات في تصريحات صحفية، إن الخبر الذي نقلته صحيفة هآرتس الإسرائيلية بهذا الخصوص “عار عن الصحة ولا وجود لمثل هذه القناة السرية”.وكانت الصحيفة قالت إن الزعيمين الفلسطيني والإسرائيلي يتفاوضان من خلال قناة سرية بالإضافة إلى الاجتماعات العلنية الأخيرة بينهما.ونقلت الصحيفة عن وزراء بالحكومة الإسرائيلية وسياسيين آخرين لم تكشف عنهم قولهم إن أولمرت أعطاهم الانطباع بأنه يتوقع تحقيق “تقدم سياسي مهم” من خلال المحادثات السرية فيما يبدو في الأشهر القادمة.وقالت هآرتس إن المشاركين في المحادثات السرية ومحتوى هذه المحادثات لم يعرف لكن المناقشات تجاوزت فيما يبدو إجراءات بناء الثقة وغطت بعض القضايا السياسية الجوهرية. ونفت ميري إيسين المتحدثة باسم أولمرت معرفتها بهذه المحادثات.يأتي ذلك في وقت يواجه فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي مطالب بالاستقالة من منصبه بعد نشر تقرير لجنة فينوغراد الذي اتهمه ووزير دفاعه عمير بيرتس بارتكاب أخطاء في الحرب على لبنان أدت لخسائر إسرائيلية كبيرة في الحرب.كما يتزامن ذلك مع الخطة الأمنية الجديدة التي قدمتها الولايات المتحدة بدعوة إسرائيل إلى تخفيف قيود الحركة على الفلسطينيين مقابل وقفهم لإطلاق الصواريخ على إسرائيل وهي التي أبدت الحكومة الإسرائيلية تحفظات عليها فيما نشب خلاف بين الرئاسة والحكومة الفلسطينية حول التعامل معها.من ناحية اخرى اتفقت حركتا التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) والمقاومة الإسلامية (حماس) أمس الأول على عقد سلسلة من اللقاءات الدورية لمتابعة بحث الملفات العالقة. وأكدت مصادر فلسطينية أن الاجتماع الذي عقد في مقر الرئاسة الفلسطينية بحضور الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء إسماعيل هنية، ناقش كذلك ملف الشراكة السياسية وموضوع المصالحة الوطنية إلى جانب ملف التهدئة. وأكد المجتمعون التزامهم باتفاق مكة المكرمة.وكان عباس التقى في اليوم الذي سبقه مع رئيس الوزراء إسماعيل هنية ونائبه عزام الأحمد ووزير الداخلية هاني القواسمي، إلا أن اللقاء لم ينجح في تجسير الهوة بين الطرفين حول التعامل مع الخطة الأميركية.واعتبر عباس أن الخطة فيها خطوات مهمة لاستتباب الأمن في الأراضي الفلسطينية واصفا إياها بأنها خطوة أولى نحو رفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني.وانتقد عباس استمرار إطلاق الصواريخ الفلسطينية على إسرائيل، ولكن أحمد يوسف المستشار السياسي لرئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية وصف الخطة بأنها لا تقدم شيئا أكثر من ترتيبات أمنية لإرضاء إسرائيل. من جهتها أعلنت حركة حماس رفضها للخطة، وقال الناطق باسمها فوزي برهوم إن هذه الخطة تريد “إنقاذ حكومة إيهود أولمرت وتهدف للقضاء على المقاومة”.وفي هذا الإطار أعلنت سرايا القدس الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، مسؤوليتها عن قصف بلدة سديروت الإسرائيلية صباح امس الثلاثاء بصاروخ محلي معتبرة أن “القصف يأتي في سياق الرد على الاعتداءات الإسرائيلية”.وأقر الجيش الإسرائيلي بسقوط صاروخ “أطلقه مسلحون من شمال قطاع غزة على البلدة صباح امس دون وقوع إصابات أو أضرار”.وذكر أن صاروخاً آخر أطلق أمس “ولكنه سقط في مناطق فلسطينية قريبة من السياج الأمني”.وفي الضفة الغربية تواصلت حملة الاعتقالات الإسرائيلية لتشمل الليلة قبل الماضية 28 فلسطينيا.وتركزت الحملة بشكل خاص على مخيمي طولكرم ونور شمس في شمال الضفة حيث دهمت قوات كبيرة المخيمين واعتقلت أربعة عشر ناشطا من حركة حماس.وكانت قوات الاحتلال قصفت مساء أمس الأول عددا من المناطق غير المأهولة شمال قطاع غزة، دون أن يسفر القصف عن وقوع إصابات.وكان مدني فلسطيني قد أصيب في وقت سابق نتيجة استهداف طائرة إسرائيلية سيارة كانت تقل مقاتلين من سرايا القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي في بيت حانون شمالي قطاع غزة، فيما نجا ركاب السيارة ولم يصب أي منهم بأذى. وجاء هذا الهجوم بعدما توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت “برد قاس” على استمرار إطلاق الصواريخ الفلسطينية.
