تأملات
انظر الى شمس قد اختفت من على ارضي خائفة من الجفاف وقسوة الحياة اقابل فيها صديق وانا امشي في طريقي لم يعد يتعرف علي بل ظل ماشيا دون ان يرمي تحية الصباح اليومية حاولت تخطي الموضوع واعطاء تبريرات لموقفه ولكني فجأة شعرت بالارض مرة اخرى قد بدأت بالاهتزاز من خيبة امل بالبشر وفقدت التوازن في لحظة اذ شعرت باحد يحاول سحب البساط من تحت قدمي. وفي وسط صخب الحياة وشمسها المختفية وتحت كثافة الضباب رأيت كرنفالا حزينا بلباس اسود يحاول فك الحصار من على ارضي التعيسة حيث تحاول فيها النفس البشرية الهروب من الحسد والبغض والألم وانا اتأملها اليوم. فبدأت دموعي تذرف امطارا غزيرة اعبر فيها عن المي وحبي لوطني وبين كل هذا المحت طفلا فتقربت منه قليلا وقررت ان اسأله هل تحب نفسك فنظر الي مستغربا ثم بدأ بالبكاء واختفى في احضان امه رافضا فكرة ان يكبر يوما وتقسو عليه الحياة وتبدأ بكرهه دون سبب فقرر ان يبقى دوما صيغراً بعيدا عن المسؤولية فدخلت امرأة عمياء قاعة المحكمة تحاول ايجاد العدالة لتستطيع انصاف ابنها وحمايته من هذا العالم الشرير.تجمع حولها عدد كبير من الناس يطالبون بالحق ولكن باب الحاكم كان عاليا واذنه كانت بعيدة عن سماع انين شعبه الحزين رجعت الى البيت لاجد نفسي مرهقة من كثرة التفكير والتأمل فقررت النوم قليلا فأمامي يوم صعب. سمعت فجأة صرخة وانا اتعمق في نومي وادخل في صفحات الاحلام احاول إيجاد نفسي في احدى جزر احلامي حيث الصفاء والنقاء والحب. افقت من نومي لاخرج جارية الى الشارع فلم اجد احدا يسأل عني وظهر امامي عالم آخر من العدم فتحت بابه ودخلت اراضيه واعجبني جمال منظره ولكني لم أرَ فيها أي انسان اذ اصبح الانسان لاقيمة له بل مجرد عائق يجب التخلص منه. آليات اصبحت تملك قوة الحياة وتفرض وجودها امام الانسان فتسبقه باسم الحضارة تقتله طعنا في كرامته لتقف بدلا عنه واذا وجد الانسان الحكمة وانتصر على هذه الآليات يصبح خطرا على المجتمع ويجب التخلص منه أتعرفون لماذا؟لانني عرفت الحقيقة اليوم سبب اختفاء شمس الحياة من عالمنا. فهل يوجد أي شئ اعظم وأرقى من وجود الانسان.