ولد وليام ثيكري عام 1811م وعاش طفولته في الهند، وكان والده- مثل السيد جوز سيدلي في روايته دار الغرور- يعمل مسؤولاً لجمع الضرائب في شركة الهند الشرقية البريطانية . أرسل الصبي الى مدرسة في انكلترا عام 1817م ودرس في جامعة كيمبريدج ، ولكنه لم يكمل دراسته الجامعية وأصبح صديقاً للعديد من الكتاب والشعراء الشباب منهم إدوارد فيتزجيرالد وتينيسن . وقد سافر إلى أوروبا وهناك التقى بالشاعر جوثي . بدأ بدراسة القانون عام 1831م ولكنه لم يصبح محامياً، بل كاتب لبعض الجرائد، كما أنه درس لفترة وجيزة الفن التشكيلي في باريس.كانت كتابات ثيكري موجهة لنقد مجتمعه الإنكليزي، وخصوصاً الطبقة الوسطى والنبلاء، وكانت كتاباته تفضح نفاق وغرور بعض أفراد المجتمع الإنكليزي فكتب رواية!! "منافقوا إنكلترا" عام 1847 التي كشفت الغرور الزائف والمظاهر الكاذبة التي كان يتميز بها كثير من أفراد المجتمع الإنكليزي في عصره، الذين أرادوا أن يبدوا وكأنهم مهمين في مجتمعهم، من هذه الشخصيات نجد والدجورج أوبسورن في رواية دار الغرور الذي كان يشمئز ويتهرب من فقراء مجتمعه.انتقد ثيكري الغرور والشخصيات التافهة التي تعنيها المظاهر كثيراً، وكان انتقاده لهم لاذعا ولكنه لم يكن ينتقد بصورة مباشرة مثلما كان يفعل غيره من الكتاب، كما لم تحمل انتقاداته طابع المرارة أو الألم، كانت انتقادات ثيكري تتميز بطابع السخرية والضحك، فهو لايقول لنا بشكل مباشر في روايته دار الغرور أن جورج أو سبورن شخصية بذيئة ومقرفة، ولكننا نراه من خلال عيني إميليا المفتونة به وهي تقول عنه "أنه الرجل الأشجع والأكثر وسامة في أفراد الجيش الإنكليزي كله" كما يعلمنا بصورة ساخرة ومضحكة أن أو سبورن نفسه قد صدق ذلك الإدعاء.والقراء أثناء قراءتهم لروايته دار الغرور التي كتبها عام 1848م لايجدون نقداً واحد مباشراً لتلك الفئة من الناس، فمثلاً نستطيع نحن القراء أن نبني فكرتنا حول شخصية بيكي في الرواية ليس بصورة مباشرة يقولها لنا المؤلف عنها، ولكن من خلال العديد من المفارقات والأحداث التي تبين لنا بالتدريج وبصورة ساخرة تعامل بيكي معها.وفي الواقع أن شخصية بيكي هي التي تجعل القارئ يستمتع بأحداث الرواية، عندما يجدها تشق طريقها وبقوة في هذا العالم لتحقيق خططها الذكية متحررة من جميع قيود الأخلاق والضمير.وهناك ميزة أخرى ينفرد بها ثيكري أثناء كتابته لهذه الرواية وهي جعله القارئ يشعر بأنها حكاية تحكى لسامع أكثر منها رواية لقارئ.استمر ثيكري بكتابة العديد من القصص القصيرة والروايات منها هنري إيسموند التي كتبها عام 1848م القدوم الجديد عام 1853-1855م وغيرها من القصص الشيقة. وتوفي فجأة عام 1863م بسبب نوبة قلبية داهمته.
|
ثقافة
وليام ثيكري وروايته دار الغرور
أخبار متعلقة