القاهرة / متابعات : اختلفت الآراء حول الجبل الذي تلقى عنده نبي الله موسى ألواح التوراة .. فهناك من يري أنه في سيناء وهناك من يري أنه خارجها.. واستنادا إلي النصوص القرآنية والأدلة الأثرية قام عبد الرحيم ريحان مدير منطقة دهب للآثار الإسلامية بدراسة حدد فيها هذا الجبل الذي أصبح فيما بعد ذا مكانة عظيمة عند المسيحيين والمسلمين على حد سواء..يشير عبد الرحيم ريحان - كما نقلت عنه جريدة "القاهرة" المصرية - إلي أن أسماء عديدة أطلقت على الجبل المقدس بسيناء الذي تلقى عنده نبي الله موسى ألواح الشريعة منها جبل موسى وحوريب والطور والشريعة موضحا أن الآراء تعددت في تحديد موقعه لدرجة أن البعض أعتقد أنه خارج سيناء وهذا بعيد تماماعن الواقع والنصوص الدينية وخط سير رحلة الخروج بسيناء.أما الآراء التي ذكرت انه بسيناء فانحصرت معظمها في جبلين هما جبل موسي وجبل اسريال بوادي فيران، وقد كان هذا الجبل مقدسا قبل رحلة خروج بني إسرائيل وكانوا يحجون إليه.. واسم "اسريال" ماخوذ من "سرب بعل" وتعني "نخيل المعبود بعل" إشارة إلى نخيل وادي فيران الموجود في سطح الجبل..ويضيف ريحان : من خلال بحثي في قصة الخروج معتمدا على التفسير التاريخي للنصوص المقدسة ومقارنتها بالأحداث التاريخية والشواهد الأثرية الباقية قمت بتحقيق محطات هذه الرحلة ومنها منطقة الجبل الذي يعد المحطة الرابعة والتي تشمل جبل الشريعة وشجرة الطبقة المقدسة التي ناجى عندها نبي الله موسى ربه وهي المنطقة الوحيدة بسيناء التي تحوي عدة جبال مرتفعة مثل جبل موسى، وجبل كاترين.. وحين طلب بنو إسرائيل من نبي الله موسى طعاما آخر بعد ان رزقهم الله بأفضل الطعام وهو المن وطعمه كالعسل والسلوي وهو شبيه بطائرالسمان أمرهم الله بأن ينزلوا إلى مصر، ونظرا لارتفاع هذه المنطقة فقد كانت شديدة البرودة لذلك ذهب نبي الله موسى طلبا للنار ليستدفئ بها أهله في رحلته الأولى بسيناء كما جاء في القرآن الكريم "إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بخبر أو جذوة من النار لعلكم تصطلون".ويوضح ريحان أن هذه المنطقة يوجد بها شجر نبات العليق والذي لا يوجد في أي مكان آخر بسيناء وهو لا يزدهر ولا يعطي ثمارا كما أن محاولات إنباته باءت بالفشل الأمر الذي يؤكد أنها الشجرة التي ناجي عندها نبي الله موسى ربه هي شجرة العليقة المقدسة.ويقول ريحان ، وفق دورية "القاهرة"، إن رحلة الخروج مرت بعدة محطات الأولي هى عيون موسى، والثانية سرابيط الخادم والثالثة طور سيناء وعندها ترك نبي الله موسى شعبه لمدة أربعين يوما لتلقي ألواح الشريعة عابرا أودية سيناء من منطقة الطور الحالية إلى منطقة الجبل المقدس وهو الطريق الطبيعي الذي تعرف عليه موسى أثناء رحلته الأولى وحيدا لحكمة إلهية حتي يسير فيه مع شعبه في رحلته الثانية ليتلقى ألواح الشريعة عند الجبل المقدس.ويوضح ريحان أن ألواح الشريعة هي عشرة ألواح كتبها نبي الله موسى حينما أوحى إليه سبحانه وتعالى بالتوراة وتشتمل على قسمين الأول علمي وهو المقصود في قوله تعالى "وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة"، والثاني عملي وهو المقصود في قوله تعالى "وتفصيلا لكل شئ".. وقد وضعت الألواح في صندوق من خشب السنط يطلق عليه تابوت العهد وكان بنو إسرائيل يحملونه معهم أينما ذهبوا وفقد منهم أثناء حروبهم بعد دخولهم فلسطين لأنهم لم يعملوا بما جاءت به التوراة وتركوا عبادة الله الواحد وعبدوا آلهة متعددة مثل المعبود "بعل" وغيره حيث أقاموا لها الأنصاب أعلي الجبال وهو إفسادهم الأول وهو الشرك بالله.ووفقا لنفس المصدر - يشير ريحان إلى ان جبل الشريعة كانت له مكانة عظيمة عند المسيحيين الذين أنشأوا أشهر دير على مستوي العالم والذي أخذ شهرته من موقعه في حضن هذا الجبل وهو دير طور سيناء الذي أنشأه الإمبراطور بسيتنيان في القرن السادس الميلادي وتحول اسمه إلى دير سانت كاترين في القرن العشرين الميلادي.وفي العصر الإسلامي أنشأ الأمير أبو المنصور أنوشتكين مسجدا داخل الدير ومسجدا على قمة جبل الشريعة عام 500 هجري / 1106م في عهد الخليفة الفاطمي الآمر بأحكام الله وقد حرص المسلمون علي زيارته وزيارة الجبل أثناء رحلتهم للحج إلى مكة المكرمة.
|
ثقافة
حسم الجدل حول جبل الطور .. حيث تلقى موسى التوراة
أخبار متعلقة