أقواس
تقتضي الأمانة والموضوعية، الإشارة في مدخل هذا الحديث ، عن الإبداع والمبدعين إلى أن هناك دخلاء على الإبداع الحقيقي ممن يدعون مثلاً أن لهم مواهب في الغناء والموسيقى ، علماً بأن لهم صوتاً نشازاً يزعج أذن السامع ، ولولا مالهم الذي ينفقونه على شلة الأنس في مجالس القات ، ودعوتهم للمنافقين في مدحهم عبر الصحافة ، ما سجل أسمه في قائمة المبدعين ، فإذا ، شاء القدر أن يجعل أحد هؤلاء الدخلاء على العمل الإبداعي أن يقصر في الإنفاق على أحد المنافقين الذين تعودوا الحصول على المال مقابل مدحه على أغانيه الرخيصة ، أو ينتقد المنافق هذا الدخيل على العمل الإبداعي فإنه يعرف بأنه لاينتمي إلى العمل الإبداعي ويخرس إلى الأبد .بينما هناك مبدعين حقيقين لم يصلوا إلى الشهرة ، وهناك مبدعين يملأوا الجو صراخاً ودخاناً ويتلاشوا ولا يتركوا للإبداع شيئاً، وعلى سبيل المثال هناك فرقة مسرحية شابة ، روجت لها وسائل الأعلام في عرضها الأول ، ثم غابت هذه الفرقة عن الأنظار ، لأنها لم تجد النص المسرحي الجيد والمخرج الجيد الذي يكمل معها المشوار .وهناك مبدع حقيقي ينسج خيوطاً دقيقة المعاني ، فملوءة بالحكمة والمعرفة ورغم الصعاب التي تقف في طريقه يمضي وتبقي معاني كلماته الرائعة في سجل المبدعين .إذن هناك مبدعين يظلمهم المجتمع ويقسو عليهم الزمان، ولكن إبداعهم الحقيقي يفرض نفسه ويجدوا طريقهم إلى الشهرة مما يجعلهم يعيشوا أحياء ويموتوا أحياء ويملأوا الكون بأجمل القصائد والمعاني .. فعاشوا في وجدان كل قارئ ، حقاً أنهم من ذوي الرأي الحر والكلمة الصادقة !![c1]د. زينب حزام [/c]