حقاً إنه آخر زمن.. فقد ظهر مؤخراً ونتيجة للانفتاح الفضائي والغزو الإعلامي وفي ظل التطور التقني الهائل وبجانب الانبهار بكل ما هو جديد وحب التقليد لبعض سلوكيات الشعوب المتحضرة.. ظهر نظام حديث لأقدس علاقة على وجه الأرض فأصبح هناك زيجات بمسميات مختلفة وأشكال وأنواع متعددة بالرغم من اختلاف مسمياتها منها زواج المسيار والبصمة أو ما يسمونه زواج الدم والوشم.. وآخر صرخة ظهرت مؤخراً من تلك الزيجات زواج يعرف بالزواج الصيفي الذي يبدأ مع بداية الإجازة وينتهي بانتهائها!! ومع الأسف هناك بعض الحالات لرجال تزوجوا بما يطلقون عليه زواج الصيف..ويتحجج من يمارس هذه اللعبة بمبررات منطقية من وجهة نظره والتي يراها صائبة ولا تشوبها شائبة كما أنه زواج رسمي ومريح وفي الغالب مشروع مربح فهو يستمتع بالإجازة لبضعة شهور أو أسابيع أوأيام لا بد أن يقضيها في مرح ومتعة بالحلال ويعلل كل من يقدم على مثل هذا الزواج فعلته سواءً كان زوجاً رفضت زوجته الذهاب معه أو شاباً أعزب من رجال الأعمال يحتاج إلى أليف شرعي مؤقت في تلك الفترة التي قد يطول فيها غيابه خاصة أنه وحيد ويجب أن يحمي نفسه ويعصمها من الوقوع في الحرام نظراً لكثرة المغريات التي يدعمها ويصاحبها الضعف البشري لذلك فإن من كامل حقه أن يلجأ إلى امرأة ترافقه ولكن ضمن شروط محددة لا تلزمه بأي تبعية عند انتهاء الفترة المحددة بينهما!! والمضحك المبكي في آنٍ أنه في بعض الحالات قد يأخذ هذا الزواج منحى آخر فالاتفاق المبدئي المحدد يكون لفترة الصيف فقط ولكن إذا ما اعجبتهما الحياة معاً واستراح كل منهما للآخر يتم تجديد العقد لمدة أخرى يحددها الاثنان مقابل زيادة النسبة عن المتفق عليها في العقد الأول على أن لا تطالب الزوجة المؤقتة بأي حقوق في حالة الانفصال.. ومن المميزات التي تميز هذا المشروع الامتيازات المادية التي تقدر بمئات الألوف هذا عدا مكافأة مجزية بعد انتهاء المهمة لتأمين مستقبل مشرق.حقاً إنها كارثة خلقية واجتماعية بكل المقاييس والغرض منها تدمير القيم والأخلاق ويعتبر هذا الزواج زواج متعة حرمه الإسلام لأنه زواج محدد المدة ويتم بنية التطليق وليس للمرأة أي حقوق بعد الطلاق نظراً للاتفاق المسبق بينهما..ومن وجهة نظري المتواضعة فإن من أهم أسباب الإقدام عليه من فئة الشباب واضحة وهو عدم وجود رادع ديني وخلقي ولا ضمير وغياب الرقابة الأسرية على البرامج الفضائية المتخصصة في إثارة منها ولن أنسى عامل البطالة والرغبة في الحصول على المال بأي طريقة.أما بالنسبة لمن تقبل على مثل هذا الزواج فإنها بعيدة كل البعد عن ما يسمونه بالكرامة والكبرياء والحياء فكيف تهون نفسها عليها بمنتهى السهولة دون أن تحسب عواقب ما تفعله.. أما بالنسبة للبالغين الراشدين فبالتأكيد فتعو دإلى الأسباب السابقة يضاف إليها ظهور مراهقة متأخرة مع سخافة عقل تدعمها عين فارغة وقلب أجوف وإلا لماذا يقدم على فعل ذلك والإسلام قد شرع له الزواج بأربع نساء زواجاً رسمياً ومعلناً بموافقة ولي الأمر وبشهادة الشهود على وثيقة شرعية لحماية حقوق المرأة والأسرة المسلمة ولحفظ كيان المجتمع من العبث بمعتقداته وقيمه..هناك فارق كبير بين الرجولة الذكورة فالرجولة في معناها الواسع والدقيق هي مجموعة صفات مثل الشهامة والنخوة والعطاء والبذل.. في حين أن الذكورة بمفهومها الدقيق هي عكس ذلك تماماً فالآية الكريمة تقول " الرجال قوامون على النساء " وهي تعني بمعناها العميق الرجولة لا الذكورة فالرجل هو صاحب الوفاء والعدل ولا يأتي منه أي نقص في سلوكه على عكس الذكورة..داليا عدنان الصادق
شبابنا والانفتاح الفضائي
أخبار متعلقة