د. لينا عقيل العباديالإعلام الآن اصبح أهم وسيلة من وسائل نقل المعلومات سواء الصحيحة او المغلوطة، وصار هو المحرك الرئيسي للشعوب اصبح مفتاح الشعوب بل هو الباب نفسه لدوله التي تريد أن تكون أكثر وجوداً وحضوراً لابراز أهم منجزاتها الحضارية وأبراز أهميتها بالمنطقة فهي عن طريق القنوات التلفزيونية وإعلاميها الذين دوماً ما يمجدون ما تمتاز به أو المبرزين من علمائها وفنانيها وغيرهم ولو بشكل مبالغ فيه وهم بذلك يستخدمون جميع الطرق / الوسائل سواء المسموعة أو المقروءة أو المرئية وجميعهم حتى التي لاتتبع القطاع الحكومي، جميعهم يصبون في صالح تلك الدولة أو غيرها والدول العربية والخليجية خاصة بما تملكه من مقدرات مالية فطنت لأهمية تأهيل الكادر الإعلامي الذي أصبح من الضروريات لان المذيع أو الفنان او الصحفي يمثل أولاً وأخيراً البلد الذي ينتمي إليه، واليمن نظراً لإمكانياتها المحدودة مازالت في حافة الصراع الإعلامي بالرغم من حضور اليمن على الساحة الاخبارية التي غالباً ما تكون هذه الاخبار مسيئة لليمن أكثر من ماهي في رصيده.وإن سألت شخصاً عربياً ما هو انطباعك عن اليمن فسيقول لك، بيوت قديمة وشعب طيب وبسيط (متلطفاً وهو يقصد متأخراً) جبل على الفطرة (وهو يقصد انه غير حضاري) وأرض خضراء، يعيشون على القات!!! وأنا شخصياً دعوت الكثير لزيارة اليمن فكان جوابهم لا تمتلك اليمن ما تستحق الزيارة.وبعضهم قال لي نخاف من الاختطاف!! نتساءل نحن ما سبب ترسيخ تلك الفكرة القاتمة عن اليمن بالرغم من أن معظمهم لم يأت إلى اليمن؟! الواقع ان كل هذا نتاج الإعلام حتى ان بعض اليمنيين أنفسهم يرسخون تلك الفكرة لدى الشعوب العربية الأخرى بل من اليمنيين من يرفض أن يأتي إلى اليمن لان صورة اليمن طبعت في أذهانهم انه بلد يعيش في القرون الوسطى ولا يمكن عمل شيء من أجل تغييره!!وهنا نتساءل أين الإعلام اليمني المضاد الذي يعرف باليمن بشكل أفضل ويعرف بقيمة اليمن كونها دولة إسلامية كبرى ساهمت وبما يثير الفخر لدى كل يمني بنشر الدعوة الإسلامية وأنها منبع العروبة والاصالة؟ أين الإعلام اليمني ليظهر المبرزين من علماء اليمن بمختلف المجالات ومفكريها قلة لديه صورة إيجابية عن اليمن أو لديه المعلومات الصحيحة عن اليمن التي لا يعرفها إلا القلة القليلة من العرب والمسلمين ونحن لا نلوم الإعلام الخارجي فهو إعلام تجاري في معظمه وهمه إيجاد مادة اخبارية، اللوم يقع كله على عاتق الإعلام اليمني وبمعنى أدق التلفزيون اليمني فماذا قدم التلفزيون اليمني ليغير الصورة المغلوطة عن اليمن؟ الحقيقة المؤلمة ان طاقم التلفزيون اليمني يقدمون أي شيء ما يهمهم هو ملء الفراغ والنقص في البرامج اليمنية بأي شيء ففنان مثل ايوب طارش بفنه الراقي العظيم مازال يعرض وسط الحديقة هو وغيره من الفنانين اليمنيين في الحديقة نفسها المكان نفسه لماذا لاتعاد اخراج أغاني هذا الفنان العظيم بشكل يتساوى مع فنه الراقي وهو يمثل مدرسة من مدارس الفن اليمني؟ وماذا نسمي هذا التقصير وأيوب طارش يعيش في اليمن؟ ونحن نستغرب من القناة عرض بعض أشباه الفنانين فان صلح المظهر لا يصلح الصوت وان صلح الصوت لا يصلح المظهر ومعظمهم يؤدي أغاني يمنية قديمة وبصوت نشاز يسيء للفن اليمني ومما يثير استغرابنا ان يعرض هؤلاء على قناة يشاهدها الملايين من العالم ونحن شاهدنا أغنية لأمل كعدل ذلك الصوت النسائي القوي بملابس سهرة لا تتناسب والحديقة التي يغني بها أيوب طارش والفنانون اليمنيون بشكل عام!!! الواقع هناك صور ومناظر كانت مناسبة لفترة معينة لا تتناسب والفترة الحالية وهي ترسخ الفكرة لدى البعض ان الأرض اليمنية لم تعد قادرة على انجاب (ابوبكر بلفقيه) آخر موازٍ له؟ وما يؤسفنا ان التلفزيون اليمني يعرض أي شيء ويقدم أي شيء لا يهمه مشاعرنا ونحن نرى حضارتنا تداس على الأرض بما يعرض من مناظر تسيء للفن اليمني وتسيء للإنسان اليمني.أما البرامج الميدانية والتي تعرض صورة الشارع اليمني تذهب لأماكن نتوقع أن يكون هؤلاء روادها وتنتقي أناساً لا يغيرون الفكرة السائدة عن اليمنيين فلقد شاهدت وشاهد الكثيرون القناة اليمنية وهي تعرض مجموعة من الناس يتهافتون على الكاميرابهيئة رثة وبشكل غير حضاري أبداً ونحن نتساءل لماذا يعرض هؤلاء الناس على القناة؟ لماذا لا يكون الحوار مع طلاب الجامعات الحكومية والأهلية لماذا لا تكون المقابلات في المجمعات الكبيرة والأماكن الراقية كما تتم في جميع البرامج العالمية؟ أما المسلسلات التلفزيونية اليمنية فهناك تحسن كبير طرأ عليها وظهرت نخبة من الممثلين والممثلات من الشباب التي نفخر بها ونتمنى من وزارة الإعلام الاهتمام بها ورعايتها وتشجيع المزيد من الشباب والشابات وغير الشباب وذوي المواهب التمثيلية للانخراط بصفوف الإعلام اليمني في قسم التمثيل وفي جميع الاقسام الاعلامية وتشجيع الاعلاميات اليمنيات والممثلات اليمنيات خصوصاً ونحن نعلم ان ما تقدمه الشاشة اليمنية هو ضمن حدود العادات والتقاليد اليمنية والإسلامية لكن ما نتمنى على المخرجين اليمنيين هو ابراز نواحي التقدم والتغيير التي طرأت في اليمن بما يساهم في تغيير جزء من تلك النظرة ونتمنى أيضاً من الدراما اليمنية ان تعالج المشاكل الاجتماعية باسلوب يبرز الظاهرة بشكل واضح وجميل يعكس التطور الذي تعيشه الحركة الفنية اليمنية وكذلك يصور ما يجب ان يكون عليه المجتمع اليمني بمثابة رسالات توعوية وبشكل غير مباشر تؤثر على ألا وعي لدى الفرد اليمني برسالات نفسية ويجب ان لا يقتصر طموحنا كذلك على المشاهد اليمني بل يجب ان يتعداه الى المستوى العربي والمسلم وخصوصاً البلدان الإسلامية التي توجد بها تجمعات يمنية كبيرة لانها المرحلة الأولى لتهيئة الكادر الإعلامي اليمني لخوض السينما! السينما نعم ولماذا لا؟ فلا ينقص اليمن إلا المادة والتي قد تتوفر في أي وقت وأي مرحلة والكادر المؤهل والذي يجب أن يؤهل من الآن كي لانجد أنفسنا نتسول الفنانين والفنانات من الجنسيات الأخرى والذين يمثلوا في نهاية المطاف إلا بلدانهم ولان الإمكانيات المادية قد تتوفر في أية مرحلة ومن أية جهة لكن المهم هو بناء الإنسان الذي يمثل تلك الثروة وبشكل صحيح.وعلى عاتق الإعلاميين اليمنيين بجميع مستوياتهم من مذيعين وفنانين ومخرجين ومراسلين للقنوات الأخرى رسم صورة جديدة عن اليمن وإظهار المادة الاخبارية التي يتولون نقلها بصورة جميلة فمهما كان الخبر سيء ويسيء لليمن فعدسة المصور بإمكانها نقل الحدث بطريقة تعكس صورة جميلة عن اليمن من غير التأثير على الخبر المراد نقله.
|
ثقافة
الإعلام اليمني .. هل ينقل صورة اليمن بشكل صحيح ؟
أخبار متعلقة